نوسوسيال

بقلم نجم الدين ملا عمر : الكفاح الثوري للطبقة العاملة

472

 

 

 

الطبقة العاملة هي الأكثر مظلومية من بين كل الطبقات عانت ولا تزال تعاني أمرُّ أنواع  الظلم والحرمان , لكنها الأقدر والأصلب والأكفأ والأدرك للتغيير التحرري الثوري والاكثر تضحية وفداءً في سبيل تحقيق الحرية الحقيقية والعدالة الاجتماعية العلمية , الطبقة التي حملت ولا تزال تحمل القلم والبندقية , المطرقة والمنجل معاً لدحر العبودية والاستغلال والذّل ِ بلا تردد وتوسل , بلا انحناء وتقبيل الأيدي , تُعلّم وتُربي , تحرث وتزرع , تبني وتصنع وتعمل إلى جانب مقاومتها الثورية بلا هوادة , لا تطلب استحساناً أو شفقةً من خصومها وأعدائها بل تأخذ حقوقها بقوة سواعدها وزنودها عنوةً بالعنف الثوري العلمي لأنها صاحبة الحق , وهي الاهل الحقيقي للوطن والحامي الصادق والمخلص المدافع الموثوق بها لأجل حق أمتها الطبيعي في تقرير مصيرها بنفسها .

بسخاءٍ كبير قدَّم كثير من الفلاسفة ” مقترحات وحلول ” لكنها كانت مثالية طوباوية وتفسيرية فقط بدون أن تكون موضوعية وتغييرية للقضايا التحررية الوطنية والاجتماعية للطبقة العاملة , بخلاف العظيمين ماركس وانجلس أصحاب البيان الشيوعي العلمي 1848 الذي كان تنزيلاً واقعياً منهما يدعو إلى التغيير بالكفاح الثوري المنظم عكس المصالحة والاستسلام  والمهادنة , البيان او التنزيل الذي أحدث ضجة عالمية  و طٌبعَ منه عشرات الآلاف من النسخ وبعشرات اللغات ووزعَ في شتى أرجاء المعمورة , وأصبح الشرارة التي اندلعت منه لهيب الثورات في معظم بلدان العالم , من استراليا 21 نيسان 1856 إلى باريس 8 آذار 1871 , إلى كندا وشيكاغو  , حتى اصبح واحد آيار 1886  عيداً عالمياً للعمال بكفاحهم وتضحياتهم الثورية , وليس أهداءً أو رحمة ً من خصومهم وأعدائهم , وانتشرت الثورات العمالية التحررية ووصلت إلى مكسيك ( الأجراس الحمراء ) 1910 ثم إلى مئات البلدان الأخرى من ضمنها روسيا واندلعت فيها الثورة البلشفية الاشتراكية 1917 بقيادة البسيط المتكامل لينين مؤسس الحركة التحررية الوطنية والاجتماعية العالمية ومطوِّر الماركسية  ( واصبحت الماركسية اللينينية ـ الشيوعية العلمية ) ضد الامبريالية الاستعمارية التي كانت تستعمِر وقتها ثلثي الكرة الارضية وأكثر .

أكد عظيم البشرية لينين بإن مذهب ماركس كلي القدرة والجبروت لأنه صحيح وصائب , لهذا أنذر نفسه في سبيله وعمل لتطويره في سبيل تحرر الاوطان والامم من الاضطهاد والاستغلال والذل الاستعماري وأعوانه وأدواته , بقيادة الطبقة العاملة واستناداً إلى ( لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ) ويقصد بذلك النظرية الماركسية الثورية العاملة من اجل الاستقلال التام ( السياسي والاقتصادي ) .

بموجب الكفاح الثوري للمستعمرات بقيادة الطبقات العاملة الثورية العلمية وحلفائها تحررت مئات الأوطان في جميع القارات من اضطهاد الاستعمار ومن الانظمة العميلة والذيلية لها وتأسست أحزاب وحركات عمالية شيوعية وأحزاب شيوعية علمية وحققت الكثير منها الحرية والعدالة الاجتماعية والأمثلة لا تعد ولا تحصى وبقيت بعض الأوطان محتلة ومسلوبة الحقوق مثل كردستان وفلسطين وغيرهما إلاَّ إن الطبقة العاملة وحركتها الشيوعية التحررية أصبحت صاحبة خبرة وتجربة وهي تقارع الظالمين ميدانياً بكافة أشكال الكفاح الثوري بما فيها الكفاح الثوري المسلح .

جميع الطغاة والفاشست وذيولها وأدواتها في خوف دائم من استدامة هدير مقاومة الطبقة العاملة لأنها تقاوم  بلا هوادة وبإرادتها لنيل حقوقها كاملة بعيداً عن الاستسلام والتخاذل , لأنها مقدامة وطليعة تحررية ثورية رغم آلاعيب ومؤامرات وأساليب الاستبداديين .

تمجيد بطولات هذه الطبقة المقدامة  واحترام تضحياتها لا تقتصر من خلال كتابة المقالات وإقامة المهرجانات وحدها , إنما من الضروري والواجب الانخراط بين صفوف مقاومتها في سائر الميادين الكفاحية وعلى الفئة المثقفة الثورية اللاانتهازية اللامرتزقة  التي تناضل ضد تحريف الحقائق والوقائع المصيرية والتاريخية أن تكون فئة الثورة وقلم الصواب والموضوعية والوعي , لتكون السور والقلعة للثورة على عكس الاعلام  والاقلام الدنيئة والرديئة التي تضلل وتسيء لصالح الإعلام الرأسمالي الاحتكاري والانظمة الاستبدادية القمعية .

أنحني للطبقة العاملة الكردستانية والعالمية ولشهداءها الأبرار وأنا على عهدي الدائم أن أكون جندياً مقاوماً من جنودها بكل ما أوتيتُ من القوة مادمت حياً وبلا تردد وبلا كلل حتى تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية العلمية  وتقديري لبطولاتها ولإرادتها التي لا تلين , وأقدم تهنئتي النضالية الصميمية لها بمناسبة واحد آيار العيد العمالي العالمي .

السكرتير العام للحزب الشيوعي الكردستاني KKP

نجم الدين ملا عمر

 1 / أيار / 2022 م