نوسوسيال

مراسلات سوريات على خطوط النار..

411

يدرك الكثيرون من العاملين في حقل الإعلام الميداني وخاصة التغطيات التي تتطلب مواكبة لعمليات عسكرية أنهم معرضون للخطر بشكل كبير وقد يفقدون حياتهم في أية لحظة أو يتعرضون لإصابات ربما تغير مجرى حياتهم بالكامل، كما حصل مع الصحفية وفاء شبروني، مراسلة قناة “آر تي” (روسيا اليوم) في سوريا، حيث أصيبت بجروح خطيرة أثناء تغطيتها الميدانية للعملية العسكرية في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب جرّاء انفجار إحدى القذائف التي خلفتها المجموعات الإرهابية هناك.

يتعرض المراسل الحربي للكثير من الضغوط واللحظات الحساسة أثناء تأديته لمهمته في نقل الخبر، لكونه ودون أن يشعر أو يرغب يصبح جزءاً من ساحة المعركة التي يغطي عملياتها، وفي تجربة الحرب السورية صنّفت البلاد لسنوات على أنها واحدة من بين أكثر البلدان خطراً في العالم على حياة الصحفيين، نظراً لارتفاع معدلات الاختطاف والقتل والإصابات بتقاطع النيران خلال المعارك، لكنّ علامة فارقة سجلتها ميادين القتال وساحات المدن السورية على مدى أكثر من تسع سنوات من الحرب وهي العنصر الأنثوي الفاعل واللافت والمميز بشجاعته وجرأته.

الحرب فرضت نفسها

مديرة مكتب قناة “الميادين” في سوريا، ديمة ناصيف، قالت في لقاء مع “سبوتنيك “إن خبر إصابة وفاء شبروني كان صادماً من جهة كيف حدثت الإصابة، ومأساوياً بالنسبة لفتاة، خاصة أنها صغيرة في العمر وصحافية تلفزيونية أي أنها تحتاج لشكلها أن يكون جيداً من أجل الظهور على الكاميرا”.

ومن تجربتها في العمل الميداني ترى ناصيف أن الحرب فرضت نفسها على الجنسين لكن كان لافتاً في الحرب السورية أن تتقدم الصحافيات الإناث إلى خطوط التماس وجبهات القتال بشكل لا يقلّ نهائياً عن تقدم المراسلين رغم أن هذا المكان التصق بالصحفيين الرجال لسنوات طويلة جداً وخاصة في المنطقة العربية.

من جانبها أيضاً تحدثت زهراء فارس، مراسلة وصحفية سورية، لسبوتنيك عن تجربتها في العمل الميداني الحربي، وقالت إن “خبر إصابة وفاء مؤلم وقاسي، نظراً لحجم الإصابة وخطورتها وخاصة أنها في الوجه”، لكنها في الوقت نفسه ترفض الفرز بين المراسل الذكر والمراسلة الأنثى في أرض المعركة لأن “الشجاعة التي يتطلبها العمل الميداني الحربي وفهم تكتيكات الحرب غير الكلاسيكية ومعرفة أنواع السلاح المستخدم لا ترتبط بالذكورة والأنوثة”، وأكثر ما يميز عمل الصحافية الأنثى من وجهة نظر فارس هي “طبيعتها الحساسة التي قد تتأثر بمشاهد الدماء والعنف أو القصص الإنسانية التي تعترضها على هامش الحروب والمعارك”.

وترى فراس أن تواجد الصحافيات في ساحات المعارك السورية كان نوعياً وفارقاً وتجربة جديرة بالتوثيق في بعض المحطات، سيّما أن الحرب بكل تفاصيلها تجربة قاسية ووجود الأنثى فيها جعل الحياة تتسل لتعيد بعض التوازن إليها.