صارت أوكرانيا محور اهتمام العالم في الأسابيع الأخيرة، بعدما أدى حشد روسيا قوات كبيرة على حدودها وتقديم الكرملين لائحة مطالب إلى البيت الأبيض، إلى تلويح الغرب بفرض عقوبات وانتشار عسكري لدول “منظمة حلف شمال الأطلسي” (الناتو).
لماذا تهتم روسيا بأوكرانيا؟
كانت أوكرانيا جزءاً من الاتحاد السوفيتي قبل أن ينهار في نهاية الحرب الباردة عام 1991، ما أدى إلى استنزاف روسيا شعباً وموارداً واقتصاداً، وقلل من مكانتها كقوة عظمى.
واليوم، يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استعادة بعض من هذا المجد، وما خسرته دولته خلال الحرب الباردة، مشدداً أن الروس والأوكرانيين يمثلان “شعباً واحداً”.
هل تريد روسيا غزو أوكرانيا؟
إلى ذلك، تنقل روسيا قوات وأنظمة صواريخ “أس-400” أرض-جو إلى بيلاروسيا، المتاخمة لأوكرانيا وأعضاء الناتو بولندا ولاتفيا وليتوانيا. وبدأت المناورات العسكرية هناك يوم الخميس، ما أثار قلق المسؤولين الغربيين الذين يعتقدون أنها قد تفتح جبهة جديدة لمهاجمة أوكرانيا.
وبحشد قوات قرب أوكرانيا، يهدف بوتين إلى انتزاع تنازلات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وإجباره على إعطاء كلمة لروسيا في مستقبل بلاده. وهذا من شأنه أن يوجه رسالة إلى دول الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى مفادها أن الغرب لا يستطيع ضمان أمنها. ولتصعيد الضغط، يتمتع بوتين بمجموعة من الخيارات العسكرية التي لا ترقى إلى الاحتلال الكامل، من التوغلات الصغيرة إلى صراع محدود في منطقة دونباس الشرقية.
وفي 3 شباط (فبراير)، أفاد مسؤولون أميركيون أن المعلومات الاستخباراتية تظهر خطة روسية لشن هجوم مفبرك من الجيش الأوكراني أو أجهزة استخبارات ضد أراضي روسية ، أو ضد ناطقين بالروسية، لتبرير التوغل في أوكرانيا. وستشمل الخطة استخدام موسكو لمقطع فيديو دعائي يصور “مشاهد ” من انفجار كاذب، وجثث ومجموعة من المباني المدمرة والمعدات العسكرية.
وأفادت الحكومتان الأميركية والبريطانية مراراً أن لديهما تحذيرات استخباراتية سرية من أن روسيا تستعد لغزو أوكرانيا. ويقول مسؤولون غربيون إن الهدف من مثل هذه التصريحات هو منع حدوث أي هجوم مماثل ووضع الكرملين في حالة من عدم التوازن.
وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إنه يعتقد أن روسيا يمكن أن تغزو أوكرانيا في أي وقت، وحض الأميركيين على مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن.
وأعلن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أن الولايات المتحدة لن تقوم بإجلاء عسكري للمواطنين من منطقة حرب.
أين تقع أوكرانيا؟
تقع أوكرانيا في أوروبا الشرقية وعلى حدودها الشرقية مع روسيا. وتحدها بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا ومولدوفا من الغرب، وبيلاروسيا من الشمال، كما يمتد البحر الأسود على طول ساحلها الجنوبي.
دبلوماسي أوكراني يبقي الحرب على الأبواب: وقع سوء فهم
قال دبلوماسي أوكراني إن بلاده لن تعيد النظر في مساعي انضمامها لحلف شمال الأطلسي وهو مطلب روسي لتخفيف حدة التوتر بين البلدين.
وكان السفير الأوكراني لدى بريطانيا فاديم بريستايكو يحاول توضيح تصريح له اليوم اعتبر إعلانا من كييف نيتها التراجع عن خطط انضمامها للحلف الذي يثير اقترابه من حدود روسيا قلقا في موسكو.
وأوضح السفير وردا على سؤال عما إذا كانت أوكرانيا قد تعيد النظر في طموح الانضمام إلى “لا، الأمر ليس كذلك، وأنا سعيد للغاية لأن الفرصة أتيحت لي لتوضيح موقفي”.
وذكر السفير أنالتقرير السابق الذي نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في هذا الشأن كان نتيجة سوء فهم.
وقال بريستايكو “لسنا عضوا في حلف الأطلسي حاليا، ولتجنب الحرب نحن مستعدون لتقديم تنازلات كثيرة وهذا ما نفعله في محادثاتنا مع الروس”.
وأضاف “هذ ليس تأجيلا لطموحنا بالانضمام إلى حلف الأطلسي، ما نتحدث عنه هو أننا لسنا أعضاء حاليا ولذلك ينبغي أن نبحث عن شيء آخر مثل اتفاقات ثنائية مع المملكة المتحدة، أو الولايات المتحدة.. لذلك، بالإضافة إلى حلف الأطلسي، نحن نسعى إلى ترتيبات أخرى تسمح لنا بتجاوز المحنة الحالية”.
وردا على سؤال مرة أخرى عما إذا كانت أوكرانيا ستغير موقفها بشأن مساعي الانضمام إلى حلف الأطلسي، قال السفير بريستايكو “لا”.
وتحشد روسيا 130 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا في خطوة تعتبرها قوى غربية مؤشرا على عزم روسيا غزوها، وهو ما تنفيه الأخيرة.
وطالبت روسيا خلال مباحثات مع قادة غربيين بتراجع حلف الناتو عن مواقعه القريبة من روسيا بما في ذلك التراجع عن خطط ضم أوكرانيا للحلف.