أفادت مصادر سرية معارضة لنظام أردوغان مازالت تمارس عملها داخل أجهزة النظام الاردوغاني إن المخابرات التركية اختطفت تاجر أسلحة من أوكرانيا كان قد بدأ في فضح شبكات تهريب الأسلحة السرية التركية والتي طالت عمولاتها أعلى المناصب في تركيا.
كشف تقرير لـ”دويتشه فيله” الألمانية عن شخصية نوري بوزكير الذي يعتقد كثيرون إنه يشكل خطراً على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لأنه كان جزءاً لا يتجزأ من شحنات الأسلحة السرية التي أرسلتها تركيا إلى مناطق الحرب المختلفة حول العالم.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوسائل إعلام موالية للحكومة الأسبوع الماضي إن وكالة المخابرات الوطنية التركية ألقت القبض على بوزكير وأضاف إنه “كان مختبئاً في أوكرانيا”.
وكان بوزكير قد قال في مقابلات أجراها مع موقع إخباري أوكراني يدعى Strana نهاية عام 2020 عن جوانب ما قال إنه عمليات نقل سرية للأسلحة التركية إلى الجماعات المتشددة النشطة في سوريا وليبيا وأشار إلى أن عملاء المخابرات التركية كانوا يحصلون على عمولات من الصفقات.
وأضاف بوزكير، وهو نقيب سابق في القوات الخاصة التركية، إنه يشتري بشكل قانوني أسلحة في دول أوروبا الشرقية ويشحنها إلى تركيا حيث تنقلها المخابرات التركية بعد ذلك إلى ساحات القتال في جميع أنحاء المنطقة.
تضيف دويتشه فيله في تقريرها إن بوزكير تقدم في أوكرانيا بطلب للحصول على اللجوء السياسي خشية أن تنقلب السلطات التركية ضده. لكن أنقرة طلبت من الإنتربول اعتقاله في قضية قتل الأكاديمي التركي نجيب هابلميت أوغلو عام 2002 والتي ظلت دون حل لمدة عقدين من الزمن، وهو ما ينفيه بوزكير.
وتابع التقرير إن بوزكير ليس أول شخص يتم استهدافه لكشفه تفاصيل حول شبكات تهريب الأسلحة السرية في تركيا. ففي عام 2015، نشر الصحفي التركي كان دوندار معلومات عن كيفية تسليح تركيا للمليشيات في سوريا، فكان أن وجهت إليه تهمة إفشاء أسرار الدولة وحُكم عليه بالسجن 27 عاماً كما نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال ويعيش الآن في المنفى في برلين.
وتعليقاً على اعتقال بوزكير، قال دوندار لدويتشه فيله إن الحكومة التركية تستخدم تكتيكات مثل عمليات التسليم غير العادية والتهم الجنائية المبالغ فيها لإسكات المنتقدين ومنع المخبرين من إفشاء الأسرار.
وكانت منظمة “فريدم هاوس” الأمريكية قد اتهمت تركيا بـ58 حالة على الأقل من حالات التسليم الاستثنائي منذ عام 2014 والتي استهدفت إلى حد كبير المعارضين والأعداء المفترضين للنظام.
وأضافت إن الحملات التركية “جديرة بالملاحظة لاعتمادها الشديد على عمليات الترحيل السري، حيث تقنع الحكومة ووكالة مخابراتها الدول المستهدفة بتسليم الأفراد دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة”.
تم الإعلان عن الاختطاف قبل أسبوع من زيارة الدولة الرسمية التي يقوم بها أردوغان إلى أوكرانيا الخميس في وقت تتودد فيه كييف إلى شركاء دوليين وسط التعزيز العسكري الروسي على حدودها.