عملية التغيير الديمغرافي و”بناء مستوطنات ” في عفرين المحتلة مستمرة بدعم وتمويل من المنظمات التركية والخليجية والفلسطينية “عرب 48”
نوس سوسيال
الأكثر خطورة، وفي مقدمها التغيير الديمغرافي وتشجيع استيطان مسلحي الفصائل وعوائلهم من المكونين العربي والتركماني، وبذلك تم استهداف خصوصية عفرين الفريدة بكونها مركزاً للثقافة الكردية وليست مجرد جغرافيا الزيتون، وكانت على الدوام رصيداً مهماً للثقافة الكردية والوعي القوميّ. وهو نتيجة طبيعيّة لكون المنطقة ذات النسبة الأعلى للوجود الكرديّ في سوريا وتصل إلى 97% من إجمالي سكانها الأصلاء.
ما شهدته عفرين عبر الغزو والاحتلال كان استهدافاً وجوديّاً ممنهجاً للكرد، فكان العدوان والتهجير القسريّ أول الخطوة، فيما الخطوة التالية كانت عبر التلاعب بالتركيبة الديمغرافيّة للمنطقة الكردية، واستقدام المستوطنين وإقامة مجمعات الاستيطان، باعتباره أحد دوافع استمرار الاحتلال التركيّ.
– أولى مشاريع الاستيطان
في 15/11/2018 تداول ناشطون، إعلاناً عن تشكيل جمعيةٍ تعاونيّة من مستوطني الغوطة، لإنشاء مجمعاً استيطانيّاً باسم “القرية الشاميّة” وتبرير المشروع بأنه محاولة لحل مشكلة السكن، وجاء في الإعلان: أنّهم يبنون تجمعاً سكنيا يأوون إليه، وينطلقون منه لإكمال مسيرة الثورة في ميدان التربية والعلم والجهاد”، وتضم الجمعية:
1- محمد أحمد الخطيب (رئيساً)
2- بكري قاسم أبو مالك
3- عبد الناصر الشيخ أبو عماد
4- محمد البشش أبو خالد 5- جميل عبد الباسط أبو البشر
6- محمد اللحام أبو الأمين.
وحول موقع إقامة المجمع “بعد البحث والتقصي واستعراض معظم الخيارات المتاحة في المنطقة المحررة، وقع الاختيار على منطقة جبليّة تقع غرب بلدة مريمين العربيّة وشرق مدينة عفرين” واستخدام توصيف “العربيّة” في الإعلان كانت محاولة لتجنب ردود فعل سلبيّة، وأنّ المجمع سيقام في منطقة هي بالأصل عربيّة، وهو يعني إدراك خطورة إقامة المشروع، في منطقة تُعرف على نحو الإجمال بهويتها الكرديّة وكان تمويل المشروع من جمعيات إخوانيّة خليجيّة.
مجمع آفرازه الاستيطانيّ
استكملت سلطات الاحتلال التركي بناء مجمع “آفرازه” الاستيطاني، الذي تكفلت جمعية البيان القطرية – التركيّة الإخوانية بتمويل بنائه، على مساحة 1 كم2، في ساحة الاحتفالات الخاصة بعيد النوروز، الكائنة قرب قرية “آفرازيه/أبرز” وتتألف كلّ وحدة سكنية من غرفة مبنية بالطوب، إضافة لمبطخ وحمام مسبق الصنع، وجرى تزويد كل وحدة سكنيّة بألواح الطاقة الشمسية … أما بالنسبة للقاطنين فتم تحويل سكان المخيمات العشوائية في منطقة سهل كتخ إلى المجمع الاستيطاني الكبير
مجمع قرب قرية حج حسنة
وأعلن “المنتدى السوري” الذي يرأسه غسان هيتو الرئيس الأسبق لحكومة الائتلاف المؤقتة في موقعه الإلكتروني في ٢/٤/٢٠٢١ أنّ مؤسسة تسمى “الإحسان للإغاثة والتنمية” التي يرأسها براء الصمودي.
قد بدأت تنفيذ مشروع بناء /247/ وحدة سكنية بمساحة /40/ م2، تتضمن حديقة منزليّة 60 م2 مربع لكلِّ بيت، وقد اختير موقع جبلي يعرف باسم “جايي شاوتي” قريب من جبل قازقلي بمحيط قرية كفرصفرة في ناحية جنديرس لإقامة المشروع.
ويهدف المشروع لبناء نموذج قرية استيطانية في موقع جبليّ بقرب قرية “حج حسنا”، بعد قطع الأشجار فيه، ويذكر أنّ “المنتدى، مؤسسة الإحسان” منظمتان متعاونتان وعلى علاقة وثيقة بالسلطات التركية ولهما مكاتب في تركيا.
3 مجمعات استيطانية في ناحية شيه
ذكرت عفرين بوست في 27/1/2021 أنّ سلطات الاحتلال التركيّ بدأت قبل نحو شهر مع بداية العام الحالي 2021 مشروع بناء ثلاث مجمّعات سكنيّة على الشريط الحدوديّ في ناحية شيخ الحديد في المنطقة الواقعة بين قرية جقلا حتى سهل شاديا/راجو، والجهة المنفذة هو فصيل “العمشات”، لإسكان عوائل قتلى معارك ليبيا ومستوطنين من المزمع جلبهم من محافظة إدلب.
وقد بدأ العمل بإقامة معمل بلوك في سهل قرية أرندة بمنطقة تُدعى “ليجي دوبريه دينك- lêçê Dûbirê Dînik” الممتدة على مسافة 3 كلم مربع بين قرية قرميلق وجقلا، وأحضرت آليات ثقيلة من جرافات وغيرها إلى الموقع وبدأت تجريف التربة وتسوية الأرض، وشُقَّت طريقاً ترابيّاً من الموقع إلى الطريق الرابط بين قرية جقلا وشيه، ومن المزمع إسكان 300 عائلة من عوائل مرتزقة فصيل “العمشات” الذين قتلوا في معارك ليبيا.
المجمع الاستيطاني الثاني سيتم بناؤه في منطقة ”ليجي توفي= lêçê Tofê” في سهل قرية سناريه المحاذية للحدود التركية، والثالث في منطقة ” ليجي شاديا- Lêçê
Şediya” في سهل قرية شاديا.
وقد توقف العمل بالمشروع جاء بناء على أوامر تركيّة ولأسباب غير معروفة.
وفي وقت لاحق استأنفت سلطات الاحتلال التركيّ تجهيز مخيم ليجه أرنده في ناحية شيه، وتتواصل أعمال التسوية بواسطة الآليات الثقيلة.
– مجمع بافلون الاستيطانيّ
في 12/11/2020 بدأ العمل في إنشاء مجمع استيطانيّ بقرية بافلون ووُصف بأنه “موطنٌ جديد”، ويعمل على تنفيذه مستوطن ينحدر 1كم من ريف حلب يدعى فادي.
وفيما روّج الإعلام الإخوانيّ، على أنَّ المشروع المُسمّى “مخيم التعاون” عملٌ تطوعيٌّ محليٌّ، فالحقيقة أنّه مجمّع مخططٌ استيطانيّ، تشرفُ على بنائه سلطات الاحتلال وتموّله منظمات إخوانية قطرية وكويتية، قدّمت مبلغ مئتي دولار أمريكيّ لكلِّ عائلة مستوطنة، لتبني منزلاً لها على الأرض التي منحتها لها سُلطة الاحتلال. وقد خُطط أن تستوعبَ القرية استيطانيةْ، سبعين عائلة اُستقدمت في وقتٍ سابقٍ من ريف حلب وإدلب والغوطة.
وللمفارقة، أن هذه القرية الجديدة، تُبنى على سفح جبل بافلون الاستراتيجي وبجانب قرية “بافلون” الكُردية الايزيدية، والتي هُجّر كلّ أهلها، لإسكان الغرباء في منازلهم وعددها ستون منزلاً.
ومع بناء المجمّعات السكنية الاستيطانية، في بافلون وآفرازي وجبل ليلون وغيرها، تدخل “حرب الديمغرافيا” ضد الوجود التاريخي للكُرد، مرحلة جديدة، تهدف للتوسع أكثر وخلق واقع سكاني جديد، بعدما ضمِن الاحتلال صمت العالم عن توطين عشرات آلاف المستوطنين في منازل المهجّرين الكُرد بعد الغزو التركي- الإخواني لعفرين.
– الخوذ البيضاء تنشئ مخيماً استيطانياً بحي الأشرفية
في 24/9/2020 ذكرت عفرين بوست أنَّ منظمة “الخوذ البيضاء” استولت على عدة محاضر عقاريّة في محيط خزان المياه بحي الأشرفية لإقامة مُخيم عليها.
وبدأت الآليات العائدة للمنظمة بتسوية الأرضية لإنشاء مخيم عليها وإيواء مستوطنين جدد فيها، وتعود ملكّية المحاضر المستولى عليها للمواطنين الكُرد: ناصر وحنان ناصر ومحمود كلش من أهالي قرية قيبار والمواطن محمد علي.
وفي إطار تشجيع الاستيطان وخطة التغيير الديمغرافي، وإيجاد مقومات استقرار المستوطنين وبحسب الصفحات الموالية للاحتلال التركي ان المدعو محمد شيخ رشيد نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة عفرين برفقة الدكتور أحمد حاجي حسن مدير ماتسمى ب صحة عفرين الموالي للاحتلال التركي قاما بزيارة لموقع بناء قرية كويت الرحمة الواقعة في إحدى قرى ناحية شيراوا للاطلاع على سير العمل فيها، والتي يتم تشييدها من قبل جمعية شام الخير الإنسانية ( الاخوانية الكويتية ) للعائلات التي تم استقدامهم إلى منطقة عفرين، وتضم القرية 300 منزل بالإضافة لمسجد ومستوصف ومدرسة ومعهد لتحفيظ القرآن الكريم.
وتأتي مجمل عمليات الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والممتلكات وكذلك إقامة المشاريع بما فيها المدارس والمساجد، في إطار خطة متكاملة للتغيير الديمغرافي وتثبيت واقع الاحتلال، بإجراءات ذات آثار بعيدة.
– تمويل مشاريع الإكساء والتخديم
و في 4/1/2021 أنَّ منظمات إغاثيّة قدمت دعماً لمستوطن غوطاني لتجهيز بناء سكنيّ كان قيد الإنشاء (على الهيكل) يقع على ضفة نهر عفرين ويضم 15 شقة سكنيّة، وقام المستوطن ببناء القواطع وتركيب الأبواب والنوافذ وتمديد الخدمات الصحيّة من مياه وأقنية صرف، وتم بيع كل شقة بمبلغ 700 دولار أمريكيّ. وتعود ملكية البناء لمتعهد كردي من عائلة هوروــ قرية شيخورزه.
كما قدمت منظمة إغاثية إخوانيّة كويتية منحة ماليّة لقاطني مخيم بناحية شرّا/شران، وتبلغ قيمة المنحة الماليّة 150 دولار أمريكيّ، ستوزع على 400 عائلة تسكن المخيم بهدف دعمه وتثبيته وتخديمه.
في 10/11/2020 أن منظمة “سوريا للإغاثة والتنمية” الإخوانية التي تتخذ من مبنى وكالة “هاوار” للأنباء سابقاً بحي عفرين القديمة مقراً لها، أطلقت قبل نحو 3 أسابيع مشروع إكساء الأبنية غير الجاهزة (على الهيكل) في مدينة عفرين الكرديّة والقرى القريبة منها ويتضمن المشروع تجهيز وإكساء الشقق السكنية والمنازل (تركيب الأبواب والنوافذ والتمديدات الصحية وخزانات المياه وتطيين وغيرها).
ورفضت المنظمة مساعدة أهالي عفرين الأصليين الكُرد الذين تقدموا بطلب المساعدة، بحجّة أنهم ليسوا بحاجة للمساعدة، وأنهم “مقيمون” وأنها تساعد ما سمتهم “النازحين” (مستوطنين)”. وتدير المنظمة فرعاً للمساعدات الطبية وتتلقى تمويلاً من جمعية “منظمة قطر الخيرية” الإخوانية.
كما افتتحت مركزاً لتحفيظ القرآن في منزل مستولى عليه وتعود ملكيته للمواطن العربي محمد رستم، وادّعت استئجاره من ميليشيا “السلطان مراد”.
-الاستيطان الفلسطينيّ في عفرين
يعد الاستيطان الفلسطينيّ في عفرين المحتلة أغرب حالات الاستيطان، باعتبارهم ضحايا الاستيطان، وكانت قضيتهم دائماً محل تعاطف الكرد، وقال مركز التوثيق المدنيّ للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري في 15/2/2020، بأنَّ أعداد المستوطنين الفلسطينيين في شمال سوريا يبلغ نحو 7500 مستوطن، تم جلبه من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك.
وأنشأ الاحتلال التركيّ عدة مخيمات استيطانية مناطق حدوديّة بين عفرين وتركيا، كما في قرية سوركي بناحية راجو، وقرب قريتي دير بلوط والمحمدية، ومخيماً قرب بلدة جنديرس، في إطار خطة إقامة حزام تركمانيّ-إخوانيّ على طول حدود عفرين مع تركيا.
ونقل ناشطون في 7/4/2018، أخباراً عن استقدام المزيد من المستوطنين، القادمين من مناطق (ببيلا وبيت سحم ويلدا) بريف دمشق إلى مدينة عفرين ومخيم المحمدية بريف جنديرس، وروّج الإعلام أنهم نُقلوا إلى منطقة الباب، فيما استوطن في مخيم دير بلوط بريف عفرين نحو 600 عائلة من مستوطني جنوب دمشق، بينهم 325 عائلة فلسطينيّة.
و في 18/10/2020 أنه في إطار تشجيع الاستيطان وخطة التغيير الديمغرافيّ، وإيجاد مقومات استقرار المستوطنين استولت جمعية العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي، على الأراضي المحيطة بالعقار الذي استولت عليه بقرية تل طويل، في أيار 2020، لبناء جامع عليه بتمويل جمعيات إخوانيّة قطريّة، والجمعية بصدد منح الأرض المستولى عليها للمستوطنين للزراعة وإقامة مشاريع عليها .
و أشار المركز أن “الجمعيات الأممية والتركية تشرف على عدد من مخيمات اللاجئين كمخيمات دير بلوط والمحمدية في منطقة (عفرين) وتشرف عليهما منظمة الآفاد التركية وعدد من المنظمات الأممية الأخرى”، وأوضح، يؤمن لهم صهاريج مياه، وسلات طوارئ غذائية وأدوات للطبخ وأقمشة وألبسة ومدافئ للتدفئة… وغيرها، فيما تشرف جمعية “الهلال التركي” على مخيم البل – الصداقة والذي يقع في منطقة (الباب)”.
ويقدم مركز التوثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، خدماته للاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون مناطق ماتسمى ب “درع الفرات وغصن الزيتون”، من ناحية تأمين أوراق ثبوتية وإخراج قيد، وتسجيل زواج وعقود خاصة أخرى، ونزحت غالب العوائل نتيجة اشتداد المعارك في إدلب وريف حلب باتجاه مدينة عفرين، التي كان 80% من سكانها \ قرابة 350 ألفا نزحوا منها منذ شباط 2018 نتيجة الهجوم والغزو التركي، ومازالوا ممنوعون من العودة.
وكشف المركز عن وجود أزمة في الإسكان، بسبب عدم وجود أبنية ومنازل بامكانها إيواء الأعداد اللاجئين الكبيرة”، وأن كل منزل في عفرين يستضيف حوالي 3 أو 4 عائلات، وهي المنازل التي استولت عليها ميليشيات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، حيث تم تهجير سكانها.
– الاستيطان التركماني في عفرين
نشطت الجمعيات والتنظيمات التركمانية برعاية تركية في عفرين، في إطار مساعيها لجعل التركمان رأس حربة في عمليات الاستيطان في عفرين، وأعلن ما يسمّى “المجلس التركماني السوري” المدعوم من أنقرة، أنه التقى في 23/8/2018 بالتركمان المستقدمين من حماه وحمص والشام والجولان، إلى عفرين.
وكشف المجلس التركمانيّ عن زيارة أعضائه إلى مقر فصيل “الظاهر بيبرس”، الذي يتكون من تركمان الجولان، كما زار مجلس التركمان مقر فصيل “الفرقان” الذي يضم مقاتلين تركمان، ينحدرون من المنطقة الوسطى.
وأكّد المدعو “محمد وجيه جمعة” رئيس ما يسمى “المجلس التركماني السوري”، في كلمته أمام جموع المستوطنين ومسلحي الفصائل التركمانية، على ما أسمّاها “وحدة الصف التركمانيّ”، وضرورة العمل سوياً لإحياء روح الوحدة والتعاضد لدى التركمان السوريين”!
في منتصف أيلول 2019 زار وفد مما يسمّى “حزب النهضة السوريّ التركمانيّ مسلحي فصيل “السلطان محمد الفاتح” وقرى في عفرين هُجّر منها أهلها الكرد ومُنعوا من العودة، واستوطن فيها التركمان.
استثمرت أنقرة من فبركة “قضية تركمان سوريا” خلال السنوات الأخيرة، وعملت على تشكيل “هوية قومية” في مواجهة تصاعد القضية الكرديّة.
وبعد احتلال منطقة عفرين، تم توطين تركمان اللاذقية وحمص المرحّلين في القرى الكردية بعفرين، وسعت أنقرة لإقامة مستوطنات لهم على شكل مجمعات سكنيّة بريف عفرين.
وورد في تقرير نشره موقع بلادي المعارض في 29/7/2018، أنّ متزعمي الفصائل التركمانيّة طلبوا منهم التوجّه إلى قرى عفرين، وقطعوا وعوداً على لسان شخصيات في المجلس الأعلى للتركمان بالتوطين في قرى الكُرد المُهجرين.
وقد نشط التركمان في عفرين وافتتحوا مقراً لما يسمى “المجلس الأعلى لتركمان سوريا” في مدينة عفرين، إضافة لعملِ منظمات تحت مسمّى “الإغاثة”، لتشجيعِ التركمان ومساعدتهم على الاستيطان في المنطقة الكُرديّة .
في 3/3/2020 اتهمت وزارة الدفاع الروسيّة، للمرة الأولى، على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف، سلطات الاحتلال التركي بأنها تقوم بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، ما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرافي في لتلك المناطق.
– منظمة ألمانية توقف مشروع ترميم المنازل المدمّرة في عفرين
في 22/10/2020 أعلن المجلس المحليّ في عفرين طرح مناقصة للتعاقد مع منظمة “مساعدة الجوع في العالم” الألمانيّة (WHH) Welthungerhilfe، وجاء في الإعلان أنّ المطلوبَ لتأمين مزودين لصالح مشروع ترميم 400 منزل غير مكتمل أو متضرر والتي تسكنها العائلات النازحة في إعزاز وعفرين.
وفي 5/11/2020 بعثت 28 منظمة مدنيّة وجمعيّة وشبكة إعلاميّة، رسالة احتجاج إلى “الجمعية الألمانيّة لمكافحة الجوع في العالم”، WHH التي أعلن فرعها في مدينة غازي عينتاب التركية عن إجراء مناقصة لإكساء وترميم منازل مدمرة في منطقتي إعزاز وعفرين لإيواء وإسكان المهجّرين فيها، وأشارت الرسالة إلى أنَّ جهود الجمعية تسهم مباشرةً بتكريس واقع الاحتلال والاستيطان والتغيير الديمغرافيّ وسلب وانتزاع ملكية الملكيّة الخاصة للكرد للمهجرين قسراً، وأنّ من شأن هكذا مشاريع مشبوهة مناصرة الظالم على المظلومين
ولفتت الجهات الموقعة نظر الجمعية الألمانية إلى أن الذين هم أولى بمساعدتها، مَن يعيشون في مخيمات الشهباء المحيطة بعفرين، والتي تفتقر إلى أدنى وابسط الخدمات الإنسانية، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية الدولية.
وفي 10/11/2020 استجابت منظمة “ويلت هنكر هيلف” الألمانية لرسالة الاحتجاج وأعلنت رسميّاً، إيقاف مشروع ترميم المنازل المدمّرة في عفرين المحتل، وقالت متحدثة باسم المنظمة لوكالة “الصحافة الإنجيلية” الألمانية “بعد التحقق من جميع المعلومات، توصلنا إلى نتيجة مفادها أن المنازل المدمرة لن يتم إصلاحها” مضيفة:” “كانت لدينا شكوك مشروعة حول ما إذا كان ينبغي الالتزام بمبادئنا الأساسية للمساعدات الإنسانية، مثل الحياد، في ظل الظروف المحددة”.
– تدفق المستوطنين من إدلب
تلقت منطقة عفرين الكرديّة موجات متتالية من تدفق المستوطنين القادمين من محافظة إدلب، جراء التصعيد الميدانيّ، سواء الاقتتال الفصائليّ، أو العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الروسيّة، الذي أثبت بوضوحٍ التنسيق بين الجانبين الروسي والتركيّ، إذ تعتمد موسكو سياسة القضم التدريجيّ، بالتصعيد تارةً، والهدنة طوراً.
في كانون الثاني 2019 ادخل الاحتلال التركي بحجة القتال بين النصرة والزنكي أعداد كبيرة من مسلحي المليشيات الإسلامية برفقة عائلاتهم للاستيطان في قرى عفرين الكردية، قادمين من ريف حلب الغربي ومن إدلب وريفها، وبحسب مصادر محليّة فإنّ نحو ثلاثة آلاف مسلحٍ من فصيل حركة نور الدين الزنكي مع عائلاتهم وصلوا إلى ناحية جنديرس، فيما وصل أعداد أخرى منهم إلى قرى ناحيتي راجو وبلبلة.
في 10/1/2019 أكدت وسائل إعلام موالية للفصائل الموالية للاحتلال التركي أنّ 1700 مسلح من فصائل ما يسمى “الجبهة الوطنية للتحرير” يستعدون كدفعة أُولى، لمغادرة منطقة “سهل الغاب” و”جبل شحشبو” بريف حماة باتجاه منطقة عفرين الكرديّة . وجاء هذا القرار بعد 11 يوماً من الاقتتال الذي خلّف عشرات القتلى، بينهم مدنيون واتفاقهم حول وقف إطلاق النار في 9/1/2019 مع “هيئة تحرير الشام (فرع القاعدة السوري)، في إدلب وحماة. وعرضت قناة موالية للفصائل الإسلامية تقريراً مصوّراً عن استجلاب أكثر من 4000 مستوطن جديد من منطقة ريف حلب الغربي إلى منطقة عفرين الكُردية ، بحجّة الاقتتال الدائر بين النصرة وباقي الفصائل الإسلاميّة.
في 4/2/2020 تم رصد تدفق مستوطنين من إدلب جراء تصاعد العمليات العسكريّة الروسيّة وقوات النظام في المحافظة، وقد وصلت أكثر من 850 عائلة مستوطنة إلى ناحية بلبل، ونحو 1850 عائلة إلى ناحية شرا/شرّان و750 عائلة إلى ناحية راجو، و652 عائلة إلى ناحية جنديرس، و357 عائلة إلى ناحية شيه\شيخ الحديد، ونحو 470 عائلة إلى ناحية ماباتا/معبطلي و400 عائلة إلى ناحية شيراوا، فيما وصلت أعدادٌ كبيرةٌ إلى مدينةِ عفرين.
في 28/7/2020 ذكرت عفرين بوست أنّ عشرات العائلات المستوطنة قدمت إلى منطقة عفرين من بلدات جبل الزاوية بريف إدلب، بالتزامن مع أنباء عن تحضير روسيا وقوات النظام لحملة عسكريّة ضد الفصائل الموالية للاحتلال التركي ، ممن يسمون أنفسهم “الجيش الوطني السوري”. وأشار المصدر أن عملية الاستقدام الجديدة بدأت في 27/7/2020 بعد قدوم عائلات للبحث عن منازل، وأضاف أنَّ مسلحي الفصائل التي كان من المفترض إخراجها من المدينة، يتجولون على المنازل ويطلبون عقود المنازل ويلتمسون أدنى الذرائع لإخراج العائلات الكرديّة من منازلها، وإسكان عائلات مستوطنة من جبل الزاوية.
وقد افتتحت سلطات الاحتلال التركيّ مخيماً في قرية “آفرازيه” بناحية موباتا/معبطلي، لاستقبال المستوطنين.
– الدور القطريّ في دعم الاستيطان
اتخذت قطر موقفاً داعماً لأنقرة خلال العدوان على عفرين، وانفردت بذلك بموقفها بين الدول العربية، واستمرت في دعم خطط الاستيطان عبر نشاط الجمعيات الإخوانيّة وتمويلها لمشاريع الاستيطان وتغيير هوية منطقة عفرين الكردية المحتلة .
في 7/2/2019 حصلت عفرين بوست في ناحية جنديرس على معلومات أكيدة، حول الجهود القطريّة لتشجيع الاستيطان والاستقرار في عفرين، بتقديم مغريات ومساعدات ماليّة للراغبين بالاستقرار في المنطقة الكُردية المُحتلة ، وتعمل “منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل”، على برنامج تشجيع الزواج من الأرامل، بالتوجه إلى لمخيمات وتوزيع منشورات، وإعداد قوائم للراغبين بالزواج من الأرامل. ووفقاً لعرض المنظومة القطرية، فإنها تتكفل بكامل مصاريف الزواج، وعلى المُتقدم فقط تأمين منزل أو ما يسمّى “بيت شرعي”، ليحصل بموجبها المتقدم للزواج بأرملة على مبلغ 3000 دولار أمريكي (وهو مبلغ متيسر لدى المستوطنين بعد استيلائهم على بيوت الكرد وأرزاقهم) وعلى أن يخصص راتب شهريّ للمتزوج بأرملة، مقداره نحو 200 دولار أمريكي، وبموجب العرض القطريّ، ستعمل مجالس الاحتلال المحليّة على تنظيم قوائم زوّدتهم بها المنظومة القطرية، لتسجيل أسماء الراغبين بالزواج من الأرامل.
وتمنح جمعية “عطاء بلا حدود القطرية” مساعدات حصريّة للمستوطنين القادمين من الغوطة وحمص ودير الزور، ومبلغ خمسين دولار، لكلِّ عائلة مستوطنة لتشجيعهم على الاستيطان، كما تقدم للمستوطنين دوريّاً سلات غذائية، مقابل منع أيّ نوع من المساعدات عن الموا
وفي سياق عمليات التغيير الديموغرافي والتوطين والاستيطان التي تنتهجها سلطات الاحتلال التركي برفقة عناصر الفصائل المسلحة التابعة لها ،حيث يتم بناء عشرات مستوطنات للعرب و التركمان المستقدمين من مختلف المحافظات السورية بدعم من منظمات قطرية و كويتية، حيث بدأت عمليات تجهيز هذه المستوطنات من كافة النواحي من خلال بناء أبنية سكنية و مدارس و مستوصفات ومراكز تحفيظ القرآن الكريم ضمن كل مستوطنة .
وأبرز أماكن بناء المستوطنات ضمن منطقة عفرين على الشكل التالي :
1- ناحية شيخ الحديد( شيه )حيث يتم بناء مستوطنة على مفرق قرية قرمتلق.
2- ناحية جنديرس( جندريسه ) يتم بناء مستوطنات في كل من تلة جنديرس و موقع آخر على طريق يلانقوز و قرى دير بلوط و قولكه و ديوان تحتاني وفوقاني و ايسكا و جلمة٠
3- في مدينة عفرين يتم بناء مستوطنات في حي المحمودية على طريق راجو.
4- و في قرى خالتا و دير مشمش وباصلحايا .
5- وفي ناحية راجو يتم بناء مستوطنة ببلدة ميدان اكبس .
6- وفي ناحية شران يتم بناء مستوطنات في قريتي بافلون الايزيدية الكردية و علقينا.
7- أما في ناحية بلبل فتوجد سبع مخيمات للمستوطنين واغلب سكانها الاصليين من الكرد مهجرون و ممنوعين من العودة لمنازلهم.
8- قرية شاديره التابعة لناحية شيراوا يتم بناء جمعية استيطانية باسم قرية بسمة من قبل جمعية الأيادي البيضاء وجمعية عيش بكرامة بعرف فلسطين 1948 .
– جمعية خيرية تبني مستوطنة ومسجد داخل قرية إيزيدية بريف عفرين لتغيير ديمغرافيتها تعرف باسم قرية “بسمة”
افادت مؤسسة ايزدينا أن جمعية خيرية تابعة لدولة الكويت، تقوم منذ فترة ببناء مستوطنة سكنية داخل قرية إيزيدية بريف عفرين، بهدف تغيير ديمغرافية القرية.
وأوضح المصدر أن “الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير” والتي تتخذ من دولة الكويت مقراً رئيسياً لها، تقوم بتمويل مشروع بناء المستوطنة الجديدة، إضافة لتمويل مقدم من جهات رسمية تركية، حيث سيتم توطين أكبر عدد ممكن من الأرامل المتواجدات بمخيمات إدلب فيها.
وعبرّ مجموعة من سكان القرية الإيزيدية للمصدر عن مخاوفهم من أن بناء مسجد في قريتهم وتوطين أعداد كبيرة من المستوطنين فيها، يساهم في تغيير التركيبة السكانية للقرية وتغيير ديمغرافيتها، حيث بقي من سكان القرية الإيزيدية حوالي /50/ شخصًا فقط بعد أن كان عددهم يفوق /450/ شخصًا قبل احتلالها من قبل قوات الاحتلال التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها.
وانه تم تصوير مكان بناء المستوطنة الجديدة، حيث تقوم جمعية “الأيادي البيضاء” ببناء وحدات سكنية في المستوطنة التي تحمل اسم “قرية بسمة” السكنية وذلك في قرية شاديره جنوبي مدينة عفرين.
وأشار المصدر إلى أن المستوطنة التي سيتم بناؤها من قبل جمعية “الأيادي البيضاء” والتي تعرف عن نفسها بأنها جمعية خيرية ولديها 45 شريك تدعم مشاريعها، ومنها “جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية الكويتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، رحماء بينهم القطرية، بيت الزكاة الكويتي، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية، جمعية النجاة الخيرية الكويتية، حملة لشامنا ذخر وسند الكويتية”.
وأضاف المصدر أن جمعية “الأيادي البيضاء” ستقوم ببناء ثمانية كتل سكنية تضم 96 شقة سكنية بمساحة 45 متر مربع لكل شقة، على أن تشمل أيضاً على مرافق عامة ومسجد ومدرسة ومركز صحي ومركز لإدارة القرية.
ونوه المصدر أن الوافدين إلى القرية من المقرر أن يكونوا من النساء الأرامل وأطفالهن حصراً، والذين سيتم جلبهم من مخيمات الأرامل في ريف إدلب الشمالي، كالمخيمات الموجودة في “آطمة، وسرمدا، وبابسقا” بريف إدلب وذلك تحت رعاية وإشراف جمعية “الأيادي البيضاء”.
وأضاف المصدر أن الجمعية التي تقوم ببناء المستوطنة الجديدة استأجرت الأرض التي بدأت ببناء السكن فيها من المواطن زياد حبيب لمدة خمسة سنوات قابلة للتجديد، وذلك بعد ضغوط وتهديدات تلقاه من المسلحين الذين يسيطرون على القرية.
وتعتبر قرية شاديره/ شيخ الدير جنوب مدينة عفرين، قرية إيزيدية يسكنها بعض المسلمين الكُرد، نزح أغلب سكانها عنها جراء احتلال القوات التركية ومسلحي “الجيش الوطني السوري” لمدينة عفرين في 18 آذار/ مارس 2018 بسبب خشيتهم من انتقام الفصائل المسلحة التي تضم في صفوفها مقاتلين إسلاميين متشددين، ويعتبرون الإيزيديون “كُفار” بحسب وجهة نظرهم.
-المساعدات الخارجية والتغيير الديموغرافي في شمال غرب سوريا
الشيخ صباح الخالد الصباح ، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يلقي كلمة في المؤتمر الصحفي لدعم سوريا والمنطقة ، لندن ، فبراير 2016 – حقوق النشر لروب توم و Crown Copyright
أثارت تقارير إعلامية أخيرة من شمال غرب سوريا مرة أخرى مخاوف بشأن احتمال حدوث تغيير ديموغرافي قسري في المنطقة ودور المساعدات الخارجية في تيسير هذه العملية. حيث تركّز هذه التقارير بشكل خاص على دور الكويت وحكومات إقليمية أخرى في تمويل جهود إعادة الإعمار التي تقودها تركيا على قطعة أرض في عفرين تعود ملكيتها لسكان أكراد نازحين. كما أنها تسلّط الضوء على قضية أكبر وشائعة في جميع أنحاء سوريا: كيف يؤدي إيصال المساعدات الدولية وأموال إعادة الإعمار في ظل ظروف حكم فاسد وعسكري إلى انتهاك منهجي لحقوق السوريين في السكن والأرض والممتلكات. ويجب على حكومة الكويت، وحكومات أي دول أخرى يتبين فيها أن مانحين يدعمون جهود إعادة الإعمار من هذا النوع، أن تحظر مثل هذا التمويل. ويجب عليها بدلاً من ذلك الالتزام بأشكال إيصال المساعدات التي تحمي حقوق الإنسان بدلاً من انتهاكها.
وأشارت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية وإعلامية سورية، الأسبوع الماضي، إلى زيارة قام بها المجلس المحلي في عفرين لبؤرة استيطانية جديدة تحمل اسم “كويت الرحمة” قيد الإنشاء في منطقة شيراوا بريف عفرين. وبالإضافة إلى المرافق الصحية والتعليمية، سيتضمن المجمع الاستيطاني 300 وحدة سكنية مخصصة لإيواء نازحين سوريين. وتقوم ببنائه جمعية شام الخير، وهي منظمة إنسانية تأسست في الغوطة الشرقية عام 2011 وتم تسجيلها في تركيا عام 2014. كما أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن مشروع كويت الرحمة تلقّى دعماً من مصادر قطرية أيضاً، على الرغم من أن المركز السوري للعدالة والمساءلة لم يعثر على دليل ملموس على ذلك. ويحمل المشروع أوجه شبه كبيرة مع المستوطنات الأخرى التي أقيمت في عفرين ومناطق أخرى استولت عليها تركيا في عملية “غصن الزيتون” في عام 2018. وكان أحد هذه المشاريع، مدينة صباح الأحمد الخيرية، الذي قامت ببنائه جمعية شام الخير بتمويل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومقرها الكويت. وإن هذه الهيئة هي منظمة خيرية غير ربحية، لكنها مرتبطة تاريخياً بدولة الكويت، حيث يعود الفضل في تأسيسها إلى مرسوم ملكي صدر عام 1986 ويرأسها حالياً مستشار للديوان الأميري. وعلى هذا النحو، فمن المحتمل أن هذه الهيئة تعمل بدرجة معينة من الإشراف والموافقة من مسؤولي دولة الكويت. وتمول الهيئة اليوم مشاريع إنسانية في جميع أنحاء العالم العربي وخارجه، بما في ذلك في اليمن حيث دعمت بناء قرية كويت الخير – وهي مستوطنة للنازحين تشبه إلى حد كبير تلك التي يتم بناؤها في شمال غرب سوريا. ولا تعلن الهيئة على موقعها على الإنترنت عن أيٍّ من مشروعَي عفرين (كويت الرحمة ومدينة صباح الأحمد الخيرية)، ولم تجب الهيئة ولا جمعية شام الخير على استفسارات المركز السوري للعدالة والمساءلة حول هذا الموضوع. غير أن جمعية شام الخير تقرّ صراحة أن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية تموّل مشروع مدينة صباح، في حين أن الاسم وأوجه الشبه بين كويت الرحمة ومشاريع الهيئة الأخرى تشير بوضوح إلى مشاركة مانحين كويتيين.
-منشور على فيسبوك من المجلس المحلي لمدينة عفرين يروّج لمشروع كويت الرحمة
قامت المنظمات التي تموّل وتشيّد مستوطنات سكنية جديدة في شمال غرب سوريا بالترويج لها كشكل من أشكال الدعم للسوريين النازحين من مختلف أنحاء البلد، بما في ذلك عشرات الآلاف الذين فرّوا من حصار الحكومة السورية على الغوطة الشرقية عام 2018.
إلا أن مثل هذه المشاريع تعمل أيضاً على ترسيخ نزوح شرائح أخرى من المجتمع السوري، وهنا نتحدث عن قرابة 137,000 من السكان غالبيتهم من الأكراد الذين فرّوا بشكل رئيسي من هذه المنطقة إلى شمال شرق سوريا وكردستان العراق بسبب العمليات العسكرية التي قادتها تركيا في عام 2018. حيث تُقام مستوطنة كويت الرحمة، على سبيل المثال، في محيط قرية خالتا/الخالدية، التي شهدت قتالاً عنيفاً بين وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا خلال عملية غصن الزيتون. وقامت مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية ومقرّها تركيا ببناء مستوطنة أخرى على أرض أميرية (مملوكة على المشاع) بقرية حاج حسن. وتم الاستيلاء على هذه الأراضي في سياق حملة عسكرية شهدت انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان واستهدف فيها الجيش الوطني السوري الممتلكات والثقافة الكردية على وجه الخصوص. وبالإضافة إلى نهب الممتلكات الخاصة وتدمير التراث الثقافي الكردي في عفرين، أفادت تقارير بأن عناصر ميليشيا الجيش الوطني السوري بدأوا بتأجير منازل النازحين للقادمين من السكان العرب – حتى بعد أن حاول أصحابها الأكراد العودة والمطالبة بممتلكاتهم. وتواصل ميليشيات الجيش الوطني السوري تحقيق أرباح من اقتصادات الحرب في شمال غرب سوريا منذ 2018، لاسيما من خلال سيطرتها على العقارات والصادرات الزراعية.
إن التاريخ الحديث للنزوح السكاني ومصادرة الممتلكات في شمال غرب سوريا له مضامين كبيرة لمشاريع مثل مشروع كويت الرحمة، إذ توجد حاجة ماسة لمشاريع الإسكان هذه الممولة من الخارج لتلبية الاحتياجات الإنسانية للنازحين المقيمين حالياً في المنطقة، ولكن طريقة تنفيذها تعني بأنها تساهم أيضاً في عمليات التغيير الديموغرافي التي اعتبرها كثيرون على أنها النية الصريحة لتركيا ووكلائها. ومن خلال تمويل بناء المستوطنات التي تعيق عودة السكان الأصليين الذين شرّدتهم القوات المدعومة من تركيا، قد يكون المانحون الأجانب متواطئين في النقل القسري للسكان – وهي جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الجنائي الدولي. وعلاوة على ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت ستعود بالنفع على المستفيدين المقصودين، حيث من المرجح أن تستمر ميليشيات الجيش الوطني السوري (بدلاً من السوريين النازحين) في التمتع بامتياز الوصول إلى الممتلكات والمساعدات داخل المستوطنات وحولها.
وإن ديناميكيات العمل في شمال غرب سوريا هي شائعة في أجزاء أخرى من البلد. كما أن ظروف الحكم الفاسدة وذات الطابع العسكري المماثلة، والتي غالباً ما يعمل على استدامتها مصادرة الممتلكات الخاصة، تؤدي أيضاً إلى تشويه توزيع المساعدات الدولية وأموال إعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وبالفعل، فقد سعت الحكومة السورية إلى الاستثمار الأجنبي في مشاريع إعادة الإعمار المبنية على أراضٍ مصادرة (مثل ماروتا سيتي وباسيليا سيتي) جزئياً على وجه التحديد لأنها تتيح الفرصة لتعزيز الأنماط المواتية سياسياً للتغيير الديموغرافي في زمن الحرب. وفي الوقت نفسه، في الشمال الشرقي، اتبعت الإدارة الذاتية في بعض الأحيان سياسات من شأنها أن تؤثر على التغيير الديموغرافي حتى مع استمرارها في العمل كحلقة وصل رئيسية للمساعدات الدولية القادمة إلى سوريا. ولو تم تطبيق القانون رقم 7 لعام 2020، لكان من الممكن مصادرة الأراضي المملوكة لأصحاب الأملاك الغائبين في المنطقة (ومعظمهم من العرب)، مع استثناءات ملحوظة للأقليات المسيحية.
ومن شأن هذه الأنماط أن تذكّر بالحاجة إلى مراقبة دولية لضمان توزيع المساعدات في سوريا بشكل منصف وبما يتماشى مع معايير حقوق الإنسان، وليس تحت رعاية الجماعات الإجرامية المسلحة أو الهيئات الحكومية ذات الدوافع السياسية. وعلى المدى القصير، في شمال غرب سوريا على وجه التحديد، على الكويت أن تحظر دعم مشاريع المساعدات التي ترسّخ النزوح وتزيد من حدة التوتر الاجتماعي في سوريا وتدعم الجهود نحو نظام عادل لردّ الحقوق. وعلى الرغم من أن بعض المانحين الكويتيين قد يؤيدون سراً الرؤية العرقية الخاصة للمجتمع السوري التي تسعى إليها تركيا ووكلائها في الشمال الغربي، فيجب ألا تنتهك مشاريعهم التمويلية القانون الدولي. وإذا كانت منظمات مثل الهيئة الخيرية الإسلامية الدولية غير قادرة أو غير راغبة في الحرص على أن يكون هذا هو الحال، فإنه يقع على عاتق حكومة الكويت تنظيمها بشكل مناسب.
– “لا للتغيير الديمغرافي في عفرين ”
الأحتلال التركي مستمر بانشاء مشاريع استيطانية في عفرين المحتلة
في السياق أفادت مصادر محلية بقيام منظمة “الهلال الاحمر” التركي وبالتعاون مع والي “هاتاي” بإنشاء مشروع وحدات سكنية بهدف بناء “400” وحدة سكنية في جبل “شيخ محمد ” في قرية #كفرصفرة ” التابعة لناحية جنديرس و “400” وحدة سكنية مسبقة الصنع من الاسمنت في جبل “السبيل” المعروفة لدى أهالي تلك المنطقة ب” سابيله” إضافة لإنشاء جامع ومستوصف في جبل “قازقلي” والمسيطر عليه فصيل “الوقاص”
التابع للأحتلال التركي، حيث أن معظم تلك الابنية متنقلة ومسبقة الصنع.
تغيير ديمغرافية منطقة عفرين السورية “التركيبة السكانية “بأموال قطرية و سياسات تركية و قبول من ماتسمى ب “الحكومة السورية المؤقتة”
ضمن إطار مخطط التغيير الديمغرافي في منطقة عفرين – التركيبة السكانية _ بكافة الطرق ، منها الضغط على السكان الأصليين الكُرد للتنازل عن أملاكهم ، أقدم المدعو محمد الجاسم الملقب أبو عمشة قائد ما يسمى فصيل السلطان سليمان شاه العمشات المسيطرين على بلدة شيه والقرى التابعة لها يوم الأحد بتاريخ 11/04/2021 على إجبار عدد من أهالي البلدة تحت التهديد بقوة السلاح ، على التوقيع على عقد بيع و شراء الأراضي الكائنة بالقرب من المستوصف الصحي للبلدة الواقعة على طريق قرية قرمتلق ، و لأنهم رفضوا البيع ، قام أبو عمشة بأستبدال العقد بالتوقيع على التنازل لصالح البلدية بغرض بناء مستوطنة على مساحة إجمالية مقدرة بحوالي 40 دونماً تقريباً ، مكونة من حوالي 200 منزل مساحة الواحدة منها 70 متراً مربعاً بإشراف من منظمة الآفاد التركية و بتمويل قطري ، بغرض توطين النازحين الذين تم إستقدامهم من مناطق مختلفة عبر إتفاقيات إقليمية و دولية .
هذا و قد أُجبر على التوقيع كل من المواطنين التالية أسمائهم :
1 _ جميل بن محمد حج إبراهيم شيخو ، تنازل عن مساحة قدرها 6000 متر مربع ، قام بالتوقيع نيابة عن والده المرحوم تحت التهديد بقوة السلاح دون وكالة .
2 _ جميل خليل شيخو تنازل عن مساحة قدرها 9000 متر مربع و وقع العقد بدلاً عنه ابنه فريد .
3 _ يوسف حنان معمو تنازل عن مساحة قدرها 2000 متر مربع .
4 _ شيخ حسين الملقب خوجة ، تنازل عن مساحة قدرها 7000 متر مربع .
5 _ أحمد مصطفى الملقب أيحوى مسته . تنازل عن مساحة قدرها 7000 متر مربع و وقع العقد بدلاً عنه حفيده عبدالله .
6 _ رشيد سليمان الملقب رشكوريه تنازل عن مساحة قدرها 2000 متر مربع .
7_ محمد علي من عائلة مستك ، تنازل عن مساحة قدرها 6000 متر مربع .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, المصدر
منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا