نوسوسيال

بقلم صلاح الدين أحمد كفتارو:الذكرى 17 لرحيل مفتي سوريا

533
في الذكرى السابعة عشرة لانتقال سماحة الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله للرفيق الأعلى لابد لي من كلمات أخاطب روحه بها:
شيخنا ومربينا .. بعد أن فقدناك دبت الفتن وتغيرت الرجال وعشنا زمن الرويبضة حيث نرى التخبط في الشأن الديني على امتداد عالمنا العربي والاسلامي فلم نعد نرى المصلحين والمجددين حيث تبخرت البركة وانعدم الاخلاص وتناحر الاخوة وساهم الجمع في تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ كيف لا وأساطين العلم والدعوة يرحلون عن دنيا امتلأت بالفتن والابتلاءات حيث يغيب المصلحون ويكثر المضللون.. لقد كنت علمآ من أبرز أعلام الوحدة والتقريب وترفعت عن المذهبية وطفت الأرض معرفآ بجمال الإسلام ورفعة الدين وبنيت مجمعآ إسلاميآ عالميآ احتضن طلبة العلم من القارات الخمس وفسرت القرآن الكريم أربعة مرات عبر عقود وشرحت السيرة النبوية واحتضت آلاف الأيتام وعشت حياتك كلها لبناء شخصية الدعاة على الوسطية والحكمة والانفتاح وإذا كنا قد زهدنا بفكرك ومنهجك فسيأتي زمن قريب يُولد فيه جيل الصحوة ليرفع من جديد ماأفنيت حياتك لأجله فهمآ وعملآ وسلوكآ.. كان حقآ على الجمع أن يلتزموا بوصيتك وينهلوا من عالمية رسالتك لكن الأنا غلبت البعض فكان الثمن غاليآ والطامة الكبرى عندما لايكترث البعض بموروثك الذي سيبقى منتظرآ حتى يأتي أهله.. ومع كل مايحزنني ويؤلمني إلا أن ثقتي بفضل الله تجعلني على يقين أن فجرآ باسمآ سيأتي لنرى النور يسطع مجددآ من منارة عالمية أرسيت قواعدها بمناجاتك وأورادك : إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي.. شيخنا ومربينا: لقد أديت الأمانة وبلغت الرسالة ونصحت الأمة ونسأل الله أن نلقاك وأنت عنا راض بعد رضى الله ورسوله.
ابنك وتلميذك ومحبك: صلاح الدين كفتارو