نوسوسيال

“كورونا” جديدة مرعبة في الخفافيش قد تصيب البشر

471

                              /   تقرير : سيدار  رشيد /

                                                          ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

بينما تتعالى الأصوات المطالبة بمعرفة منشأ فيروس كورونا الذي انتشر في كل بقاع العالم، أطل خبر صادم من الصين يفيد باكتشاف مجموعة جديدة من فيروسات كورونا في الخفافيش، قابلة للانتشار في أي لحظة.

فقد أوضح باحثون صينيون، أنهم عثروا على الفيروسات الجديدة في الخفافيش، بما في ذلك واحدة منها على الأقل قد تكون الأقرب من الناحية الوراثية لفيروس كوفيد 19.

وكشفوا أن عدد فيروسات كورونا الموجودة في الخفافيش لديها القدرة على الانتقال إلى البشر، وقد عثر عليها في مقاطعة يونان جنوب غربي الصين.

جونسون: قمة السبع فرصة هائلة للتعافي بعد كورونا

شبيه بكوفيد 19

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وفي التفاصيل، جمع Weifeng Shi من جامعة شاندونغ وزملاؤه عينات من الخفافيش الصغيرة التي تعيش في الغابات بين مايو 2019 ونوفمبر 2020.كما قاموا باختبار البول والبراز وكذلك أخذ مسحات من أفواه الخفافيش، بحسب تقرير نشرته شبكة “سي أن أن” أمس الجمعة.وكتب الباحثون في تقرير نُشر في دورية “سيل” العلمية، أنهم جمعوا 24 جينوماً جديداً لفيروس كورونا من أنواع مختلفة من الخفافيش، بما في ذلك أربعة فيروسات تشبه فيروسات كورونا SARS-CoV-2.كذلك، أضافوا أن أحد هذه الفيروسات كان مشابهاً جداً من الناحية الوراثية لفيروس SARS-CoV-2 الذي يسبب الوباء الحالي.

خفافيش (تعبيرية – آيستوك)

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

كما قالوا إن عينة فيروسية تسمى RpYN06 مأخوذة من نوع خفاش حدوة الحصان يسمى Rhinolophus pusillus، سيكون أقرب سلالة لـ SARS-CoV-2 باستثناء الاختلافات الجينية في البروتين الشائك، وهو الهيكل الذي يشبه المقبض الذي يستخدمه الفيروس عند الارتباط بالخلايا.

سريعة الانتشار

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

إلى ذلك، أوضح الباحثون أن الاكتشاف الحالي إضافة لما تم جمعه من تايلاند في يونيو 2020، يظهر بوضوح أن الفيروسات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بـ SARS-CoV-2 تستمر في الانتشار في مجموعات الخفافيش، وقد تحدث في بعض المناطق بوتيرة مرتفعة  نسبياً.

في موازاة ذلك، يحاول الباحثون العثور على مصدر SARS-CoV-2، فعلى رغم أن الخفاش مصدر محتمل، لكن قد يكون الفيروس قد أصاب حيواناً وسيطاً.

وعلى سبيل المثال، تم تتبع فيروس السارس الذي تسبب في تفشي المرض في 2002-2004 لحيوان يسمى قط الزباد.

فيروس كورونا كوفيد تعبيرية

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فقد أوضح الباحقون أن الخفافيش معروفة بحملها مجموعة متنوعة من الفيروسات التي تسبب أمراضاً خطيرة في البشر.

وقد ارتبطت بانتشار فيروس هندرا وفيروس ماربورغ وفيروس إيبولا ، وعلى الأخص فيروسات كورونا.

حيوانات عدة ناقلة للفيروس

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

كذلك أضافوا : “وبصرف النظر عن الخفافيش والبشر، يمكن لفيروسات كورونا أن تصيب مجموعة واسعة من الحيوانات الأليفة والبرية، بما في ذلك الخنازير والماشية والفئران والقطط والكلاب والدجاج والغزلان والقنافذ”.

يذكر أن دراسات عدة صدرت خلال العام الماضي، تضاربت بين فرضية انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، وأخرى أشارت إلى تسربه من مختبر في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات.

فيروس كورونا (آيستوك – تعبيرية)

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وأظهر إحصاء لرويترز أمس، أن أكثر من 175.1 ‬مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى ثلاثة ملايين و936110.

كما تم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر كانون الأول 2019.

فيروس كورونا: لماذا يقول العلماء إن الخفافيش ليست مسؤولة عن نقل العدوة

خفاش فاكهة في تايلاند

بين الحين والآخر، يسعى الدكتور ماثيو بورغاريل إلى الحصول على موافقة شيوخ القرية على زيارة كهوفهم المقدسة وتقديم الهدايا فيها لإرضاء الأرواح التي تسكنها.يهبط الدكتور بورغاريل، بعد أن يرتدي كمامته وملابسه الوقائية وثلاثة أزواج من القفازات، في الظلام ويلج ممرات الكهوف الضيقة.

يشم رائحة الخفافيش المميزة في كل مكان، ويدوس بقدميه على طبقات كثيرة من براز هذه الحيوانات المكدسة على أرض الكهف كما لو أنه يمشي على ثلج سقط حديثا من السماء.وبين الفينة والأخرى، يستيقظ خفاش من نومه، ويطير خائفا من مقدم الدكتور بورغاريل.يطلق سكان هذه المنطقة في زيمبابوي على الخفافيش لقب “التنينات الطائرة” أو “الجرذان الطائرة” أو، ببساطة، “الأشرار”.فالحقائق المحيطة بالخفافيش هنا، كما في شتى أرجاء العالم، غير مفهومة إلى حد بعيد. أما بالنسبة للباحث في بيئة الحيوانات البرية بورغاريل، فالخفافيش كائنات جميلة ومدهشة في آن.ويقول العالم الفرنسي، “إنها كائنات مذهلة…إن الناس يخشون المجهول دائما”.

كهف في زيمبابوي

صدر الصورة،M BOURGAREL/CIRAD

التعليق على الصورة،تعيش تجمعات كثيرة من الخفافيش في الكهوف

ويعمل الدكتور بورغاريل متعقبا للفيروسات لدى معهد الأبحاث الفرنسي كيراد. وبالتعاون مع زملاء له في جامعة زيمبابوي، يقصد بورغاريل كهوف الخفافيش من أجل جمع عينات ونماذج من براز هذه الثديات الطائرة.

وبعد عودتهم إلى مختبرهم، يعكف العلماء على استخلاص المواد الجينية من النماذج التي جمعوها ويقومون بفحص التسلسل الجيني للفيروسات التي تصيب الخفافيش. وقد اكتشفوا بالفعل أنواع متعددة من فيروسات كورونا في هذه العينات، من ضمنها فيروس ينتمي إلى نفس عائلة فيروسي سارس وكوفيد-19.

وتعد البحوث الجارية في زيمبابوي جزءا من جهد عالمي يهدف إلى التحري عن أنواع الفيروسات التي تحملها الخفافيش وتركيباتها الجينية، والتوصل إلى الآليات التي تضمن الرد السريع على انتشار الأمراض بين البشر.

تقول الدكتورة أليزابيث غوري التي تعمل في جامعة زيمبابوي، “يؤم السكان المحليون الأماكن التي تعيش فيها هذه الخفافيش من أجل جمع برازها لاستخدامه كسماد لمزروعاتهم. ولذا فمن الضروري بل الحيوي أن نتعرف على الجراثيم التي تحملها الخفافيش لأن لها القدرة على الانتقال إلى البشر”.

كهف

صدر الصورة،M BOURGAREL/CIRAD

التعليق على الصورة،يرتدي العلماء معدات وقاية كاملة قبل ولوج الكهوف

وقد أطلق خبراء في دراسة الخفافيش حملة تحمل عنوان “لا تلوموا الخفافيش”، الهدف منها نشر الوعي بين الناس وتبديد المخاوف والأساطير المحيطة بهذه الكائنات، والتي تهدد جهود المحافظة عليها.

ويقول القائمون على الحملة إن الخفافيش من أقل الحيوانات فهما وتقييما في العالم.

وتلام الخفافيش، وهي أهداف للكراهية والاضطهاد والتعصب الثقافي عبر العصور، على كثير من الشرور التي تصيب البشر. وقد تعززت هذه المخاوف والأساطير بعد تفشي وباء كوفيد-19 مؤخرا.

Presentational white space

حقائق حول الخفافيش

  • الخفافيش هي الثديات الوحيد القادرة على الطيران الحقيقي.
  • توفر الخفافيش الآكلة للحشرات نحو 3,7 مليار دولار سنويا للمزارعين الأمريكيين لدورها في تخفيف الأضرار التي تصيب محاصيلهم.
  • يعتمد أكثر من 500 صنف من النباتات على الخفافيش من أجل تلقيحها.
  • تواجه الخفافيش تهديدات غير مسبوقة يمثلها تدمير بيئاتها الطبيعية وتغير المناخ والصيد وغيرها من الضغوط التي تتعرض لها.

المصدر: الهيئة الدولية لحماية الخفافيش

Presentational white space

لم يتمكن العلماء من تحديد المصدر الدقيق للفيروس الذي ما برح يفتك بالبشر في أجزاء كثيرة من العالم. ولكن الأغلبية الساحقة منهم متفقون على أنه (أي الفيروس) انتقل إلى البشر من أحدى الفصائل الحيوانية، والخفافيش على الأرجح.

لا يعني هذا أن الخفافيش هي المسؤولة عن انتقال فيروس كورونا، بل أن تدخلنا المتزايد (كبشر) في حياة هذه الكائنات هو الذي يشكل أساس المشكلة.

فمعظم تفشيات الأمراض والأوبئة الجديدة يمكن ربطها بالدمار الذي يسببه البشر للطبيعة. فعندما تزال الغابات والأحراش الطبيعية لتحويلها إلى مراعي أو مزارع لفول الصويا أو لتشييد الطرق والمجمعات السكنية، تُجبَر الحيوانات على العيش على مقربة من البشر والمواشي مما يتيح للفيروسات فرصا للانتقال من فصيلة إلى أخرى.

ولكن ريكاردو روشا من جامعة بورتو في البرتغال يقول بهذا الصدد، “لا يمكن نفي الحقيقة القائلة إن الخفافيش، شأنها شأن الكثير من الحيوانات الأخرى، تمثل تهديدا حقيقيا للبشر كونها مضيفة لأمراض قد تكون خطيرة”.ولكنه يشير إلى أنه عندما نأخذ في اعتبارنا التنوع الكبير لفصائل الخفافيش (حوالي 400 فصيلة أو أكثر) نستنتج أن عدد الفيروسات القادرة على الانتقال إلى البشر التي تحملها ليس أكثر من الفيروسات التي تحملها الفصائل الحيوانية الأخرى كالطيور والحيوانات المنزلية الأليفة والجرذان.

ويقدّر العلماء أن 3 من كل 4 من الأمراض المعدية المستجدة التي تصيب البشر تأتي من الحيوانات. وجاءنا تحذير في هذا السياق في عام 2002، عندما ظهر مرض غريب – أطلق عليه سارس – في الصين وتسبب في وفاة نحو 800 إنسان حول العالم.وفي عام 2017، تعرّف الباحثون على مستعمرة من خفافيش “حدوة الحصان” تعيش في كهوف نائية في إقليم يونان الصيني وفيها قطع جينية لفيروس سارس البشري. وحذروا في حينه من إمكانية ظهور مرض مشابه في المستقبل، وقد ثبت أن ما حذروا منه كان صوابا.ولكن بدل أن نلقي باللوم على فصيلة دون سواها، علينا إعادة النظر في علاقتنا بالعالم الطبيعي المحيط بنا، كما يقول الدكتور روشا، الذي يشير إلى أن الخفافيش تلعب دورا حيويا ومهما في المحافظة على عافية النظام البيئي وصحة الإنسان.فالخفافيش تكبح الحشرات التي تقتات على المحاصيل وتتلفها، وتعتمد النباتات التي تنمو في المناطق الاستوائية على هذه الحيوانات من أجل إتمام عمليات التلقيح. وتشمل هذه النباتات محاصيل الكاكاو والفانيلا وفاكهة الدوريان. وتقوم الخفافيش بنشر بذور أشجار الغابات المطيرة وتسهم بذلك في محاربة ظاهرة تغيّر المناخ.

ويقول الدكتور ديفيد روبرتسون، من جامع كلاسكو في اسكتلندا، إنها ستكون “نتيجة مروعة” لو تمت شيطنة الخفافيش، لأن سبب انتشار الأمراض من الحيوانات إلى البشر ينتج بشكل أكبر عن غزو الإنسان للمناطق التي تعيش فيها هذه الحيوانات وليس العكس.ويقول إنه من المرجح أن تكون سلالات فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19 موجودة في الخفافيش منذ عدة عقود، وكان لها القدرة على إصابة فصائل حيوانية أخرى في ذلك الحين.ووردت تقارير متفرقة تتحدث عن حملات تستهدف الخفافيش نتيجة لتفشي كوفيد-19، بما فيها عمليات لقتل هذه الحيوانات وذلك في بيرو والهند وأستراليا والصين وإندونيسيا.ويحذر العلماء من أن تصرفات فردية خاطئة قد تكون لها عواقب خطيرة للفصائل المهددة من الخفافيش، وقد تؤدي حتى إلى زيادة إمكانية انتشار الأمراض منها إلى البشر.

خفاش مصري

يقول دوغلاس ماكفارلين، من جامعة كمبريدج، “إحدى مصادر القلق الحقيقية تتلخص في أن العديد من فصائل الخفافيش مهددة بالانقراض، ولذا فإن حالات قليلة ومتفرقة للتعامل معها بعنف قد تؤدي إلى وقوع أضرار لا يمكن معالجتها وأن يكون لها تأثيرات كارثية للأنظمة البيئية التي يعتمد عليها البشر”.ومن المعروف أن الخفافيش ما لبثت تتعايش مع البشر لقرون طويلة في علاقة عادت بالخير للطرفين. ففي بلدة كويمبرا الجامعية في البرتغال، تحتل الخفافيش مكتبة تعود إلى القرن الـ 18 لأكثر من 300 سنة، اقتاتت خلالها على الحشرات التي كانت ستلتهم كتبها ومخطوطاتها. وإذا زرت تلك المكتبة عند الغسق، قد ترى الخفافيش وهي تطير من شبابيكها وتحلق فوق طرقات البلدة الضيقة المعبدة بالحجارة.يقول ريكاردو روشا إن علينا أن نتذكر أن الخفافيش تشكل جزءا أساسيا من الشبكات الطبيعية المعقدة التي تحافظ على عافية وصحة الأنظمة البيئية، ويضيف “إذا كان ينبغي علينا أن نفهم رسالة واحدة من هذه اللحظة البائسة من التاريخ، فهي أن الإساءة إلى الطبيعة وإصابتها بالأمراض تصيبنا نحن بالأمراض في نهاية المطاف”.

ماذا تعرف عن فيروس نيباه القاتل الذي تنقله الخفافيش ويثير مخاوف العلماء من تفشي وباء جديد

خفافيش فوق الأشجار

في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، كانت سوبابورن واشارابلوسادي، مديرة مركز العلوم الصحية للأمراض المعدية الناشئة التابع لجمعية الصليب الأحمر التايلاندي في بانكوك، تنتظر طردا.

فقد ذاع خبر انتشار مرض تنفسي بين سكان ووهان في الصين، ومع اقتراب احتفالات رأس السنة القمرية، كان السياح الصينيون يتوافدون على تايلاند للاحتفال.وأخذت الحكومة التايلاندية تفحص المسافرين القادمين من ووهان في المطار، وأرسلت العينات إلى بضعة معامل مختارة، منها معمل واشارابلوسادي للكشف عن جذور المشكلة.وعلى مدى السنوات العشر الماضية،شاركتواشارابلوسادي في مشروع “بريديكت”، وهو مبادرة عالمية للكشف عن الأمراض التي قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر. وركز فريق واشارابلوسادي على الخفافيش، التي عرفت بأنها تؤوي الكثير من الفيروسات التاجية (كورونا).واستطاع الفريق أن يفهم المرض في غضون أيام، ورصد أول حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19 خارج الصين. فقد اكتشف أعضاء الفريق أن الفيروس جديد وحيواني المنشأ، وأنه وثيق الصلة بفيروسات كورونا التي اكتشفوها من قبل في الخفافيش.

اكتشاف فيروس كورونا جديد مرتبط بـ SARS-CoV-2 في 5 خفافيش

 

اكتشاف فيروس كورونا جديد مرتبط بـ SARS-CoV-2 في 5 خفافيش

اكتشف العلماء فيروس كورونا المرتبط بالوباء العالمي في دماء خمسة خفافيش تعيش في تايلاند.

ويشارك SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لـ”كوفيد-19″، 91.5% من شيفرته الجينية مع الفيروس الذي تم تحديده حديثا/ والمسمى RacCS203.ويُعتقد أن الفيروس غير قادر على إصابة الناس لأنه لا يمكنه الارتباط بمستقبلات ACE2 على الخلايا البشرية، وهي بوابة دخول “كوفيد-19” إلى الجسم.ومع ذلك، عثر على الأجسام المضادة المنتشرة في دم الخفافيش المصابة والبانغولين لتكون فعالة في تحييد فيروس SARS-CoV-2.ويشير هذا التناقض البيولوجي إلى أن فيروسات كورونا المستندة إلى الخفافيش لا يمكنها، بشكل نموذجي، إصابة البشر، كما يتكهن الخبراء.ويعتقد العلماء بدلا من ذلك أن فيروسات كورونا تطور فقط القدرة على إصابة الخلايا البشرية بعد أن يتم تمريرها أولا إلى مضيف وسيط، مثل البنغول.وهنا، يتغير شكله ويغير شكله بشكل طفيف ما يمنحه وسيلة ربط ACE2، حسب نظرية مؤلفي الدراسة.وتتماشى هذه النتائج مع إعلان منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن الوباء الحالي ظهر بشكل طبيعي وأن الفيروس التاجي لم يتم إطلاقه من المختبر.وأخذ الباحثون بقيادة جامعة شولالونغكورن في بانكوك عينات من الخفافيش في محمية للحياة البرية في شرق تايلاند.

وأجروا التسلسل الجيني للفيروس الجديد لاكتشاف مدى ارتباطه الوثيق بفيروسات كورونا الأخرى، بما في ذلك SARS-CoV-2.وكشفت النتائج أن RacCS203 يرتبط ارتباطا وثيقا بفيروس كورونا آخر،  يسمى RmYN02، الموجود في الخفافيش في يونان، وهو فيروس مطابق بنسبة 93.6% لـ SARS-CoV-2.

وعلى الرغم من التشابه الجيني (91.5% متطابق)، فإن فيروس SARS-CoV-2 وفيروس RacCS203، الفيروس الجديد، لهما اختلافات رئيسية.وعلى سبيل المثال، على الرغم من أن البروتينات الشوكية للفيروسين متشابهة وراثيا، إلا أن المنطقة الرئيسية على النتوءات التي ترتبط بالمستقبلات البشرية مختلفة تماما في الشكل، ما يجعل من المستحيل على الفيروس الجديد الارتباط بخلايا ACE2 البشرية.

ويضاف اكتشاف الفيروس الجديد هذا إلى بنك المعرفة المتنامي حول عائلة فيروسات كورونا التي ينتمي إليها SARS-CoV-2.وفي السابق، عثر على فيروسات مماثلة فقط في الصين واليابان، لكن وجود هذه السلالة في تايلاند يشير إلى وجود أكثر بكثير مما كان يُعتقد سابقا، ومن المحتمل أن تنتشر على مدى 3000 ميل (4800 كيلومتر) عبر جنوب شرق آسيا.وقال البروفيسور مارتن هيبرد، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، والذي لم يشارك في الدراسة: “حددت هذه الورقة البحثية فيروس خفاش آخر يُعتقد أنه مرتبط بسلالة SARS-CoV-2 التي تسبب حاليا جائحة بشرية”.وتؤكد هذه النتيجة الجديدة، من تايلاند، على التوزيع الواسع للخفافيش والفيروسات التي قد تشمل منشأ الفاشية الحالية.

ووقع العثور على الفيروسات المرتبطة ارتباطا وثيقا بـ SARS-CoV-2 في أربعة أنواع من خفافيش حدوة الحصان، والتي تُعرف بأنها “خزانات” للعديد من مسببات الأمراض.ويمتد نطاق هذه الأنواع إلى أقصى الغرب مثل الهند، ويغطي كل جنوب الصين ويصل إلى أقصى الشرق مثل اليابان. والطرف الجنوبي من مداها يشمل الفلبين وسنغافورة.ويحرص العلماء على اكتشاف تطور فيروس SARS-CoV-2 لمعرفة مصدره، من أجل منع تفشي مسببات الأمراض المماثلة في المستقبل.وكشفت الأبحاث السابقة أن أقرب أقرباء فيروس SARS-CoV-2 وهو فيروس كورونا آخر تأويه الخفافيش، ويسمى RaTG13. والفيروسان متطابقان بنسبة 96%.ويشير هذا التشابه أيضا إلى أن الفيروس تطور بشكل طبيعي في مضيف حيواني، على الأرجح خفافيش، قبل إصابة الأنواع الوسيطة ثم القفز إلى البشر.كتب مؤلفو الدراسة الأخيرة في ورقتهم المنشورة في مجلة Nature Communications: “هناك حاجة ماسة للمراقبة عبر الحدود للعثور على الفيروس السلف المباشر لـ SARS-CoV-2”.

المصدر: ديلي ميل