نوسوسيال

شنكال.. مخططات احتلالية ومقاومة شعبية قوية في وجهها

563

                       /   نوس سوسيال  /

                                                ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

منذ أشهر ومنطقة شنكال في باشور كردستان تشهد مقاومة شعبية قوية في وجه كافة المخططات والاتفاقات التي تحاك ضدها، فهل ستنتصر إرادة الشعب وتفشل كافة المخططات الاحتلالية عليها أم ؟

تواصل دولة الاحتلال التركية تهديداتها باحتلال منطقة شنكال في باشور كردستان وسط سعيها إلى توسيع رقعة احتلالها للأراضي الكردستانية، كما تهدد الحكومة العراقية وسلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني نموذج الإدارة والحماية الذاتية التي حظيت بها المنطقة بعد تحريرها من داعش، لكن كل ذلك يلقى مقاومة شعبية شرسة.

‘اتفاقات ومخططات احتلالية’

وكانت دولة الاحتلال التركية قد هددت باحتلال منطقة شنكال، وذلك بعد زيارة قام بها وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إلى العاصمة العراقية بغداد، دون إعلان مسبق عن هذه الزيارة، لينتقل بعدها إلى عاصمة إقليم باشور كردستان هولير.

وبدأت ملامح الاتفاقية التي جرت بين الأطراف الثلاثة تظهر، من خلال تهديد أردوغان بشن عملية عسكرية على شنكال مطلع العام الجاري.

فيما حذّر مراقبون عراقيون من أنّ ملامح شريط أمني تركي بدأت تتشكّل في عمق الأراضي العراقية، وذلك إثر الهجمات التركية المتواصلة على مناطق الدفاع المشروع، ويرى مراقبون أنّ الحديث التركي عن “قواعد مؤقتة” هو مجرد غطاء لوجود عسكري دائم.

الرئيس المشترك لمجلس حركة المجتمع الديمقراطي في إقليم الفرات أوصمان خلف يقول “القوى المحتلة وفي مقدمتها الدولة التركية لا تتحمل فكرة وجود الكرد في أي مكان، فكلما رأت نقطة ضعيفة في كردستان تهاجمها، كخطوة أولى في إبادة الشعب الكردي، ولأن شنكال قد مرّ بالكثير من المجازر، فإننا نرى الكثير من المخططات الاحتلالية ضده”.

ويشير خلف إلى أن اللقاءات والاتفاقات التي حصلت مؤخرًا بين حكومة العراق والدولة التركية كانت نتيجة سعي تركيا الدائم لإبادة الكرد، لذا تتوجه إلى الدول المجاورة لبث الفتنة وخلق الصراعات بين مكوناتها وخنق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أيضًا.

‘قرارات هدفها انتهاك حق أهالي شنكال’

ويرى خلف أن الأنظمة السلطوية تريد إرسال رسائل في خطواتها الأولى، مبينًا ذلك في قضية الشبان الإيزيديين الأربعة، قائلًا “إن لم يقبل الشعب بقرار حكم الإعدام بحق الشبان الإيزيديين الأربعة فستليه قرارات أخرى في المستقبل وبذلك سيصعب عليها فرض سلطتها عليه”.

وعن ردود فعل أهالي شنكال، قال “شعبنا في شنكال كان له ردود فعل جيدة اتجاه ذلك القرار، الذي يهدف إلى انتهاك حق الشعب الكردي في شنكال، والذي يريد حماية حقه في الإدارة والحماية لأنه يعلم أن لا سبيل للأمان في مناطقه سوى إدارة نفسه بنفسه”.

وبعد مقتل شابين من عشيرة الشمر على الطريق الواصل بين تل عزير وشنكال في السادس عشر من أيلول 2020، ألقت قوات الأمن العراقية عقب الحادث وفي اليوم ذاته، القبض على أربعة شبان إيزيديين دون سن العشرين بتهمة قتل الشابين، لتصدر محكمة جنايات نينوى في 21 نيسان الجاري أحكامًا بالإعدام على الشبان الأربعة.

ومنذ صدور أحكام الإعدام، يشهد شنكال والمناطق الأخرى التي يقطنها الإيزيديون تظاهرات وتجمعات احتجاجية متواصلة.

‘شعب ذو إرادة قوية ومقاومة مستمرة’

وبعد تمكن أهالي شنكال من إدارة أنفسهم وإدراكهم لما يجري حولهم من مخططات لاحتلال مناطقهم وإبادتهم، تطمع دولة الاحتلال التركية بالتعاون مع حكومتي العراق وحكومة إقليم كردستان باحتلال المنطقة وإخضاعها لسلطتها عبر اتفاقات على حساب أهالي شنكال، كما يرى الكثير من المراقبين السياسيين.

وعن مقاومة أهالي شنكال ضد المخططات الاحتلالية على مناطقهم، قال عضو إدارة مجلس عوائل الشهداء في إقليم الفرات، عارف بالي “بعد أن أصبح أهل شنكال ذوو إرادة قوية وباتوا يعرفون مصالحهم، لن يفسحوا المجال لأي سلطة كانت أن تحكمهم، بعد 74 مجزرة تعرضوا لها، ولا زالوا يقاومون في وجه كافة الانتهاكات والاعتداءات ومصممون على إبقاء إدارتهم الذاتية وإدارة منطقتهم لحماية شعبهم”.

وأكد بالي على مساندة مقاومة أهالي شنكال ضد كافة المخططات الاحتلالية والسير على خط الشهداء حتى تحقيق النصر لأهالي شنكال وكافة مناطق كردستان، مناشدًا أهالي شنكال رفع وتيرة النضال ضد الفاشية.

وتطرق بالي إلى أن مشروع الأمة الديمقراطية المتمثل بالإدارة الذاتية التي تشارك من خلالها كافة المكونات والأطياف في إدارة مناطقها، هو المشروع الأمثل لتحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية بين الشعوب والإدارات، وعليه فإن نضال أهل شنكال هو الطريق الوحيد لتحقيق الحرية والديمقراطية في مناطقهم.