نوسوسيال

ولم يرد تأكيد فوري من #السودان. ووصف نتنياهو في تغريدة على تويتر الاجتماع بأنه “تاريخي”. ومجلس السيادة السوداني هيئة انتقالية من المسؤولين العسكريين والمدنيين برئاسة الفريق اول عبد الفتاح البرهان. وتشكل المجلس كجزء من اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير العام الماضي. والمجلس مكلف بالإشراف على انتقال البلاد الى الحكم المدني. ونوه بيان مكتب نتنياهو إلى اعتقاده بأن “السودان يسير في اتجاه جديد نحو الأفضل (…) الجنرال البرهان يريد مساعدة بلاده من خلال إنهاء عزلتها”. وتشهد العلاقات الإسرائيلية العربية تقدما ملحوظا. وطالما اتهمت السلطات السودانية في عهد البشير، إسرائيل بدعم التمرد في جنوب السودان. لكن تطبيع العلاقات مع الدولة العربية يمثل تحولا كبيرا.

518

الخرطوم | بالفم الملآن والعريض، أقرّ وأعلن عبد الفتاح البرهان أنه التقى بنيامين نتنياهو من موقع مسؤوليته في «حفظ الأمن الوطني وتحقيق مصالح الشعب السوداني». المطبّع الجديد ربط «بحث وتطوير العلاقات مع إسرائيل» بـ«المؤسسات المعنية» وبـ«الوثيقة الدستورية»، مستدركاً بالكذبة الدائمة عن تأكيد «الموقف من القضية الفلسطينية والحق في إنشاء دولة مستقلة»، في تكرار لكلام يصدف أن قالته السعودية قبل أيام!

صار اللقاء السري، بين رئيس «مجلس السيادة» في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان، مع رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مدينة عنتيبي الأوغندية قبل يومين، معلناً بعدما تبنّاه البرهان باسم المجلس والحكومة والبلد، وذلك عقب اجتماع عقده «السيادي» مع الحكومة الانتقالية. هي نقطة فارقة في السياسة الخارجية المتشكلة حديثاً في أعقاب ثورة أطاحت عمر البشير لكنها تركت بقايا نظامه، وكان الأجدى بمن قطف ثمارها أن يلبّوا تطلعات الناس بالسيادة والاستقلال والوقوف على خط بعيد من مشكلات المنطقة، وهو ما يتنافى مع المسارعة إلى إسرائيل بحجة أنها بوّابة لرضى الولايات المتحدة. هذا المشهد يفترض، وفق كثيرين، خلط أوراق القوى السياسية والشارع.
وعلمت «الأخبار» أنه رغم مسارعة الحكومة، عبر وزير الإعلام فيصل محمد صالح، إلى نفيها أي علم باللقاء بين البرهان ونتنياهو، فإن مصادر مطلعة في الطاقم السياسي كشفت عن أن بعض أعضاء «السيادي»، حتى من المكوّنين العسكري والمدني، كانوا على علم باللقاء، وكذلك رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، شخصياً، بل إنه وقف بنفسه على ترتيباته، مضيفة أن الجلسة تمت بترتيب من «الثلاثي الداعم للسودان حالياً، وهو الإمارات ومصر والسعودية». هذا المعطى تحديداً يضع الشارع في أزمة كبيرة، خاصة أن حمدوك «تعامل بدهاء مع ملف التطبيع» بعدما حصد شعبية عريضة في أدائه الداخلي، والآن يسهل عليه وعلى مؤيديه والحكومة ككل الترويج لفكرة أن ثمار التطبيع سوف تعود بالعافية على الاقتصاد، وذلك بإيفاء تل أبيب للتوسط لدى واشنطن من أجل إزالة العقوبات عن الخرطوم، وتخفيف الديون عنها، وعودة البلد إلى حضن منظمات التمويل الدولية.
هكذا، ظهر أن «الاجتماع الطارئ» أمس لم يكن سوى تغطية لفرض الأمر الواقع على الجميع، خاصة أنه دام لساعات طويلة، ومُنع الصحافيون الأجانب والعرب من متابعته. والآن، يعود العسكر إلى الواجهة ليتصدّروا موقفاً خطيراً، وهو ما يطرح سؤالاً حول رد الفعل من قوى «إعلان الحرية والتغيير» و«تجمع المهنيين» الذين قادوا الثورة، خاصة أن الردود حتى صدور بيان البرهان كانت مقتصرة على بضعة أحزاب. ومع ثبوت العلاقة الخاصة التي تربط رئيس «السيادي» بالرياض وأبو ظبي والقاهرة، ومسار التطبيع الذي كشف نتنياهو أحد حلقاته أمس بخطته عن «صفقة التطبيع» مع المغرب، يبدو واضحاً حضور هذه الدول، ومعها حكماً البحرين وعُمان وربما عواصم أخرى، في دفع السودان إلى هذا الاتجاه.

مصادر: السعودية والإمارات ومصر دفعتنا إلى هذا المسار