مع حلول الذكرى العشرة لاندلاع الثورة السورية اسئلة عدة تطرح حالياً ومنها ما هو متعلّق بالوجود الروسي في البلاد. فحالياً يقدّر عدد الجنود الروس في سوريا بثلاثة آلاف عسكري اضافة الى المرتزقة الذين يقاتلون ويعملون لصالح شركات خاصة.
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
لا يختلف شخصان على الدور الكبير الذي لعبته القوات الروسية في بقاء نظام الرئيس بشار الاسد وخاصة مع لجوئها الى طائرات ال”ميغ” الحربية وصواريخ “سوخوي” الدفاعية. بالنسبة للخبراء استخدمت روسيا الاراضي السورية كمسرح لتجارب عسكرية ركّزت فيها على معدّاتها وتجهيزاتها الجديدة أو لميدان تدريب. فبحسب الارقام التي تقدمت بها صحيفة “كراسناي زفيزدا” إنّ 90 بالمئة من الطيارين في سلاح الجوّ الروسي قد شاركوا في النزاع السوري.أمّا من الناحية السياسية فقد سمحت الحرب السورية لموسكو باستعادة مكانتها كقوة عالمية لتلعب بذلك دوراً محورياً في هذا الصراع بامكانها التحاور مع ايران من جهة ومع اسرائيل من جهة اخرى. الاّ أنّ كل هذه النجاحات لا تخفي مصاعب أخرى تواجهها موسكو وخاصةً مع غياب اي حلّ سياسي في الافق. وهذا ما ظهر بداية العام الماضي عندما قررت انقرة فتح جبهة جديدة في منطقة ادلب. يعتبر البعض من المحللين السياسيين أنّ روسيا باتت اليوم بحاجة للنظام السوري اكثر من كون النظام بحاجة اليها خاصة مع محاولات بعض البلدان الخليجية من التقرّب من دمشق بعد سنوات من المقاطعة.
كلفة البقاء الباهظة
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
بقاء القوات الروسية في سوريا له ثمن عال اذ تقدّر كلفة النهار الواحد بين مليونين ونصف واربعة ملايين دولار. أمّا بالنسبة للخسائر البشرية فقد ناهزت المئتي جندي روسي يضاف اليهم حوالي 250 من المرتزقة الذين يعملون لصالح شركات خاصة. وفِي ظلّ هذا المشهد الحالي، يبدو بأنّ الرأي العام الروسي معارض لبقاء الجيش الروسي في سوريا. فالوجود الروسي هناك بات يُقارن بتواجد الجيش السوفياتي في افغانستان خلال عشر سنوات او حتى بتواجد الجيش الاميريكي في العراق. فبحسب استطلاع للرأي نشره معهد ليفادا، إنّ 37 بالمئة من الروس يخشون تحول سوريا الى افغانستان جديد بالنسبة لجيشهم.