نوسوسيال

فدوى طوقان: رسائل (عاشقة)… ومواقف

449

يزخر تاريخ الأدب العربي والعالمي بمراسلات بين الكتاب والشعراء. مراسلات تتجاوز العلاقة بين الشخصين، لتصبح وثيقة عن حقبة كاملة، باحتوائها آراء وأفكاراً سياسية وثقافية عدّة. من أبرز هذه المراسلات هي رسائل محمود درويش وسمح القاسم، وغسان كنفاني وغادة السمان. أخيراً، عادت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان (1917 _ 2003/ الصورة) إلى الواجهة من خلال رسائل صدرت أخيراً عن «دار أزمنة» (عمان). الرسائل التي كتبتها طوقان للإعلامي الأردني الفلسطيني سامي حدّاد في السبعينيات هي ما تبقى من قصّة الحب بينهما. عام 1975 تعرّفا في لندن، ثم استمرّت الرسائل بينهما لثلاثة أعوام حتى سنة 1977. هذه الرسائل يحويها المؤلّف الذي صدر بعنوان «رسائل حب إلى سامي حدّاد»، وقدّم له الشاعر المغربي عبد اللطيف الوراري، فيما جمعها سمير شقيق سامي حدّاد. توالت اللقاءات بين طوقان وحدّاد، إلا أن الكثير من هذه القصّة بقي في الرسائل اليت تحوي ـــ بالإضافة إلى جانبها العاطفي ــــ عدداً من مواقف طوقان من الأشياء والحوادث التي كانت تجري حينها، كما تكشف عن جوانب مهمّة من سيرة حياتها الشخصيّة، والشعريّة. هكذا يختلط العام بالخاص، والثقافي بالسياسي، وتظهر نظرتها إلى قضايا عدّة من فلسطين والعالم العربي والاحتلال الإسرائيلي. علماً أن المؤلّف يلي مراسلات صدرت قبل عامين بين فدوى طوقان والكاتبة ثريا حدّاد شقيقة سامي حدّاد بعنوان «رسائل فدوى طوقان مع ثريا حداد» (دار طباق ــ فلسطين) تضمّنت ثلاثين رسالة بدأت عام 1961 بين الكاتبتين واستمرّت حتى وفاة ثريا عام 1996.