نوسوسيال

سوريا:بقلم:مصطفى عبدو / الاتجاه السلبي في حلول الأزمة السورية

846

مصطفى عبدو
يقال أن أحد الحكماء الصينيين وضع ثلاث ركائز للوصول إلى حكم سديد هي العسكرة (القوة) والقوت(الغذاء) والثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم والقصد من هذه الركائز أنه عندما تذهب القوة ويشح الغذاء فأن الثقة لوحدها يمكن أن تكون الركيزة على بقاء الحكم صالحاً . وما يستمر في سوريا هل له علاقة بكل ذلك ؟؟
تتلخص معطيات الأزمة السورية باستمرار الصراع وانهيار الاقتصاد وانعدام الثقة وهذا يعني أن سوريا تقف اليوم عند عتبة مستقبل غامض .ووسط هذا الازدحام تتكرر الأسئلة وتتنوع القراءات..
فيقول أحدهم :الوضع الحالي في سوريا ينذر بكارثة فالأطراف الضامنة (المتعددة) لم تتوصل حتى اللحظة إلى اتفاق والقصف والقتل والتشرد والانتهاكات والتغيير الديموغرافي مازال مستمراً هنا وهناك .والشعب مازال يئن من الألم والضياع ويبحث عن الضوء الأخضر بعد تسع سنوات عجاف.
يرد عليه الآخر بالقول : خلال هذا الشتاء أو ربما في الأشهر القليلة القادمة سيتبين الخيط الأبيض من الأسود لأسباب عدة منها:الجماهير والشعوب السورية في الداخل تعبت ولم تعد تتحمل المزيد ,ثم أن هناك بوادر كارثة اقتصادية لم يعرف السوريون نظيراً لها منذ عام (الغلا) كما كان يطلق عليها أجدادنا.وهذه الأزمة قد تطيح بالكثيرين وربما تتطور إلى نوع من التمرد الصامت الخطير .
يرد الأول: يجب دراسة الأزمة السورية من جميع زواياها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومعرفة أسباب الجمود والصمت السلبي باتجاه الحلول !!
الثاني : ماذا يفهم من حديثك؟
الأول :بسيط ومعقد في آن واحد ,سوريا قامت وعاشت على فكرة التعايش المشترك بين شعوبها ومكوناتها وكل سياسة تتجاهل هذه الحقيقة تصطدم بحائط كبير ومسدود لا أحد يستطيع القفز من فوقه ولا حتى تحطيمه.
الثاني: يبدو أن هناك خللاً ما في الأطراف الداخلية للأزمة السورية أكثر مما هي بين القوى الإقليمية والدولية (الضامنة).في حين أن هذه الأزمة (المقتلة السورية)أفرزت معطيات جديدة لا تساير الضامنين الذين تبدو حالهم أقرب إلى حكماء بيزنطة الذين دخلوا وتاهوا في جدل حول عذرية مريم وحول جنس الملائكة في حين كان الشعب يئن من الجوع والتفكك والجنود يذبحون تحت ضربات الأتراك الغزاة .
الأول : ما الحل في رأيك؟
الحل والأمل في التسوية بين أقوياء الساحة تكون امتداداً لوفاق بين العملاقين وهو على ما يبدو أمر بعيد المنال حتى اللحظة وإلا فأن جمود المواقف إقليميا واستمرار التصلب أمريكياً وروسياً نتيجته على الساحة السورية واحد من أمرين:
أما استمرار الحال على ما هو عليه لحين حدوث معجزة. أو تحول مفاجئ في نوعية الصراع عسكرياً ثم سياسياً قد يؤدي لهزة جديدة تكون ملائمة للمرحلة ومنسجمة مع التحولات الوشيكة والممكنة في سياسة المحاور الإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية..
لننتظر بضعة شهور بعد أن انتظرنا سنوات وشهور…