نوسوسيال

حليب الحمير يوفر المناعة للبشرية ضد كورونا  وسعر الليتر  60 دولار

890

      /   تقرير: ليلاف أحمد  /

العديد من الألبانيين على شرب حليب الحمير في ظل تزايد انتشار وباء فيروس كورونا في البلاد. وإن كانت لا توجد أية معلومات علمية تظهر حقيقة فعاليته في التصدي للفيروس، إلا أنه من المعروف أنه قريب في مكوناته من حليب الأم، حيث يحتوي على العديد من الفيتامينات والمقويات للمناعة.

ارتفع الإقبال على تناول حليب الحمير في ألبانيا مع انتشار مزاعم وسط السكان حول دوره في الحماية من الإصابة بفيروس كورونا. ويتوافد الزبائن إلى مزرعة صغيرة في جنوب تيرانا حيث يمضغ بعض

الحمير العلف بهدوء تحت الأشجار  ويقول إلتون كيكيا (37 عاما) الذي ترك قبل سنتين عمله في الصحافة ليتفرغ لهذه المزرعة العائلية الصغيرة في بلدة بابر إن “الطلب على حليب الأتان، وهي أنثى الحمار، شهد ارتفاعا شديدا، خصوصا خلال الأشهر الأخيرة، في ظل ازدياد الإصابات” التي تخطت 45 ألفا

في ألبانيا.ولا يزعم أحد في هذا البلد أن هذا الحليب يحمي من الإصابة بكوفيد-19، غير أن هذا المنتوج قريب من حليب الأم وغني بالفيتامينات وبمغذّيات تقوّي الجهاز المناعي.ويلقى حليب الحمير

إقبالا كبيرا بالرغم من سعره المرتفع إلى 50 يورو (60 دولارا تقريبا) لليتر الواحد في بلد بالكاد يبلغ متوسّط الأجر الشهري فيه 400 يورو (500 دولار تقريبا).  ولا يزال إنتاج حليب الحمير هامشيا في هذا

البلد الفقير الواقع في منطقة البلقان وهو يقتصر على مزرعتين فيهما بضع عشرات الحمير.  وتضم ألبانيا نحو 50 ألف حمار وبغل، بحسب تقديرات صحفية. وتُستخدم هذه الحيوانات لنقل

الحمولات أو جر العربات أو التنقل في الريف حيث يقاسي القرويون المشقّات.  وبسبب التصحر في الريف والتمدد الحضري وتحديث الأنماط الزراعية، تتراجع أعداد الحمير بشدة في البلد منذ سنوات، وفق معهد الإحصاءات.   

 

يعتقد البعض أن تناول حليب الحمير هو اتجاه جديد، ربما تعاظم مؤخرا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث تزايد الطلب على معززات المناعة، لكن في حقيقة هذا المنتج يستخدم منذ آلاف السنين.

كل ما في الأمر أنه أصبح شائعا مرة أخرى مؤخرا، خاصة في أجزاء من أوروبا، حيث يجذب عشاق الطعام المغامرين الذين يرغبون في تجارب ونكهات مختلفة، وكذلك أولئك الذين يهدفون إلى تناول الأطعمة الطبيعية ذات الفوائد الصحية.

 

لحليب الحمير تاريخ طويل من الاستخدامات الطبية والتجميلية، ويقال إن الطبيب اليوناني أبقراط، استخدمه كعلاج لالتهاب المفاصل والسعال والجروح، وإن كليوباترا حافظت على بشرتها النضرة والناعمة بفضل حمامات حليب الحمير، بحسب تقرير لموقع “هيلث لاين”.

حليب الحمير لها خصائص مضادة للميكروبات ويستخدم كعلاج طبي شعبي للعدوى، بما في ذلك السعال الديكي، وكذلك الفيروسات في أجزاء من أفريقيا والهند. كما أنه يتشابه إلى حد كبير مع حليب الأم الطبيعي، وتم استخدامه لأول مرة في القرن التاسع عشر لإطعام الأطفال الأيتام.

من ناحية التغذية، يشبه حليب الحمير حليب الثدي البشري وحليب البقر، يوفر الفيتامينات والمعادن جنبا إلى جنب مع البروتين، كما يحتوي على نسبة دهون أقل وكذلك سعرات حرارية أقل، ويحتوي على فيتامين د أكثر من أنواع الحليب الأخرى.

حليب الحمير مشابه لحليب الأم من حيث أنه منخفض في الكازين وأعلى في مصل اللبن، ويتميز هذا المصل بخصائصه المضادة للميكروبات، ويحتوي على مركبات يمكن أن تمنع نمو الفيروسات والبكتيريا.

فوائد حليب الحمير

غالبا ما يشربه عشاق حليب الحمير لفوائده الصحية التي تتجاوز محتواه الغذائي، وعلى وجه الخصوص، اكتسب الكثير من الاهتمام كغذاء صديق للحساسية ومعزز للمناعة.

مقارنة بالبروتين الموجود في حليب الأبقار، والذي يحتوي على الكازين أكثر بخمس مرات من مصل اللبن، فإن البروتين الموجود في حليب الحمير يحتوي على أجزاء متساوية تقريبا من الكازين ومصل اللبن.

 

ونظرا لمحتوى الكازين المنخفض بشكل ملحوظ، يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية بروتين حليب البقر أن يتحملوا حليب الحمير، حيث وجدوا أن حليب الحمير لا يسبب الحساسية.

يمكن أن يكون هذا ميزة إضافية لأي شخص لديه حساسية من حليب البقر ولكن قد يستفيد من البروتين والعناصر الغذائية الأخرى التي يوفرها حليب الألبان. وجدت دراسة إيطالية أجريت على 81 طفلا يعانون من حساسية من حليب البقر، أن جميعهم كانوا قادرين على شرب حليب الحمير دون أي تفاعل سلبي.

ومع ذلك، إذا كان الشخص يعاني من حساسية معروفة، يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص قبل تجربة حليب الحمير. ففي حين يحتوي حليب الحمير على نسبة أقل من الكازين من حليب البقر، فإن كمية ضئيلة من الكازين يمكن أن تسبب الحساسية المفرطة لدى بعض الأشخاص.

عنصر آخر مهم في حليب الحمير هو اللاكتوز، والذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم. قد تدعم المركبات الأخرى الموجودة في الحليب نظام المناعة الصحي.

أظهرت دراسة معملية أن حليب الحمير لديه القدرة على تعزيز إفراز السيتوكينات، وهي بروتينات تحفز جهاز المناعة. وجدت نفس الدراسة أن حليب الحمير يتسبب أيضا في إنتاج الخلايا لأكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد على توسيع الأوعية الدموية.

سلبيات حليب الحمير

أكبر عيب في حليب الحمير هو سعره وتوافره. نظرا لأن عدد مزارع ألبان الحمير وحجمها محدودان، فإن إنتاجه وبيعه مكلف – وبالتالي يصعب الحصول عليها. يوجد في أوروبا بعض الشركات المصنعة الكبرى التي تبيع الحليب في شكل مسحوق، ولكن قد يكون شحنه إلى الخارج مكلفا.

كما أن سعر حليب الحمير، إلى جانب انخفاض محتواه من الكازين، يجعله مكلفا للغاية ويصعب استخدامه في صناعة الجبن.

عيب آخر محتمل هو أن معظم المزارع الصغيرة تبيع حليب الحمير الخام فقط، وشرب الحليب غير المبستر ينطوي على خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء.

 

رغم أن حليب الحمير له خصائص مضادة للميكروبات، وعادة ما تجد الاختبارات أنه خالٍ من مسببات الأمراض الضارة، إلا أن هناك دائما خطر احتواء الحليب الخام على البكتيريا أو السموم الضارة الأخرى.

يمكن أن يكون ذلك خطيرا إذا تم إطعامه للرضع أو كبار السن أو أي شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة. إذا كنت تريد تجربة حليب الحمير في صورة سائل أو مسحوق، فابحث عن الحليب المبستر.

وبدلا من ذلك، يمكن تسخين الحليب الخام إلى 161 درجة فهرنهايت (72 درجة مئوية) على الأقل لمدة 15 ثانية قبل شربه لقتل أي مسببات أمراض.

أخيرا، إذا كان الشخص يعاني من عدم تقبل اللاكتوز وأعراض مثل الغازات والانتفاخ والإسهال بعد شرب الحليب، فمن المحتمل أن يتسبب حليب الحمير في نفس الأعراض بسبب محتواه من اللاكتوز.

وبالتالي، يجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم تقبل اللاكتوز تجنب حليب الحمير أو الحد منه، ويمكن استخدام إنزيم اللاكتاز لتفكيك اللاكتوز قبل شرب الحليب.

سيدة تحلب إحدى الأتان في مزرعة بالقرب من العاصمة الألبانية (غيتي)

تُنسب مزايا مناعية عدة لحليب الحمير في ألبانيا، ما يزيد الطلب على هذه المنتجات ازدياداً شديداً في خضم الأزمة الصحية ويشكل فرصة لتحسين ظروف عيش هذه الحيوانات.
يتوافد الزبائن إلى مزرعة صغيرة في جنوب تيرانا حيث يمضغ بعض الحمير العلف بهدوء تحت الأشجار.
ويقول إلتون كيكيا (37 سنة) الذي ترك قبل سنتين عمله في الصحافة ليتفرغ لهذه المزرعة العائلية الصغيرة في بلدة بابر إن “الطلب على حليب الأتان شهد ارتفاعاً شديداً، خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، في ظل ازدياد الإصابات” التي تخطت 45 ألفاً في ألبانيا.
ولا يزال إنتاج حليب الحمير هامشياً في هذا البلد الفقير الواقع في منطقة البلقان وهو يقتصر على مزرعتين فيهما بضع عشرات الحمير.

50 ألف حمار

وتضم ألبانيا نحو 50 ألف حمار وبغل، بحسب تقديرات صحافية. وتُستخدم هذه الحيوانات لنقل الحمولات أو جر العربات أو التنقل في الريف حيث يقاسي القرويون المشقات.
وغالباً ما تعاني من سوء معاملة، “مع أنها حيوانات حساسة جداً، بحاجة إلى عطف كبير”، على قول كيكيا.
يملك إلتون كيكيا أربع أتن حامل وأربع أخرى تنتج الحليب لكل منها صغير. وقد يصل الإنتاج إلى ثلاثة ليترات في اليوم الواحد كحد أقصى، “لكنه غير كاف لتلبية الطلب”، بحسب المزارع الذي ينوي توسيع مزرعته لتشمل نحو مئة حمار. غير أن هذه المهمة “ليست بالسهلة بتاتاً في بلد تكاد  تندثر منه”.
وبسبب التصحر في الريف والتمدد الحضري وتحديث الأنماط الزراعية، تتراجع أعدادها بشدة منذ سنوات، وفق معهد الإحصاءات.

 

إقبال كبير على حليب الحمير بسبب «كورونا».. اللتر وصل 60 دولاراً في ألبانيا

تُنسب مزايا مناعية عدّة إلى حليب الحمير في ألبانيا، ما يجعل الطلب على هذه المنتجات يشهد ازدياداً شديداً في خضمّ الأزمة الصحية، ويشكّل فرصة لتحسين ظروف عيش هذه الحيوانات.

يتوافد الزبائن إلى مزرعة صغيرة في جنوب تيرانا حيث يمضغ بعض الحمير العلف بهدوء تحت الأشجار.

ويقول إلتون كيكيا (37 عاماً) الذي ترك قبل سنتين عمله في الصحافة ليتفرّغ لهذه المزرعة العائلية الصغيرة في بلدة بابر، إن «الطلب على حليب الحمير شهد ارتفاعاً شديدا، خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، في ظلّ ازدياد الإصابات» بفيروس كورونا، والتي تخطّت 45 ألفاً في ألبانيا.

ويلقى حليب الحمير إقبالاً كبيراً على الرغم من سعره المرتفع عند 50 يورو (60 دولاراً تقريباً) للتر الواحد في بلد بالكاد يبلغ متوسّط الأجر الشهري فيه 400 يورو (500 دولار تقريباً).

ولا يزعم أحد أن هذا الحليب يحمي من الإصابة بـ«كوفيد-19» غير أن هذا المنتج القريب من حليب الأمّ غنّي بالفيتامينات وبمغذّيات تقوّي الجهاز المناعي.

وأتت الطالبة التي تدرس الهندسة الزراعية المراعية للبيئة، كليا يميري، إلى بابر لشراء قارورتين صغيرتين من الحليب بغية مساعدة والديها على التعافي من مرض كوفيد-19. وتقول إن «هذا الحليب علاج طبيعي للجهاز التنفّسي».

أما ريجينا بيكيري، فتستخدم الحليب المجمّد لتصنع صابوناً ومستحضرات أخرى للعناية بالبشرة تبيعها في المزرعة وفي صيدليتها. وتؤكّد أن «الإقبال تزايد على مستحضرات التجميل هذه لأن الناس يمضون مزيداً من الوقت في المنزل ويتسنّى لهم الاعتناء ببشرتهم».