نوسوسيال

ل اجتماع للحكومة الجديدة في لبنان الغارق بأزمة غير مسبوقة

433

تعقد الحكومة اللبنانية الجديدة أول اجتماع لها الأربعاء غداة الإعلان عن تشكيلها وعقب ليلة مشحونة بأعمال عنف في هذا البلد التي يشهد حركة احتجاجية غير مسبوقة وعلى شفا انهيار اقتصادي.

وسيرأس الأكاديمي حسن دياب البالغ من العمر 61 عاماً والذي وعد بالرد على مطالب الشارع بتعيين حكومة “تكنوقراط مستقلين”، هذا الاجتماع الأول لمجلس الوزراء في الساعة 11,00 صباحا (09,00 تغ).

وتصدر عنوان “حكومة الفرصة الأخيرة” صحيفة “الأخبار” الأربعاء، المعروف بأنها مقربة من حزب الله الشيعي الذي يطغى لونه وحلفائه على الفريق الجديد المؤلف من 20 وزيراً.

وعاد الهدوء الأربعاء إلى بيروت وغيرها من المدن الكبرى. لكن المحتجين لا يزالون يواصلون إغلاق الطرق في طرابلس، كبرى مدن الشمال، حيث أغلقت المدارس بعد ليلة سادها التوتر، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وعند إعلان تشكيل الحكومة مساء الثلاثاء، أحرق المتظاهرون في جميع أنحاء الإطارات وسدوا الطرق السريعة للتعبير عن استيائهم.

ويرى المتظاهرون والخبراء كذلك أن الوزراء الذين تم تعيينهم شخصيات تابعة للطبقة السياسية المستهجنة رغم وصفهم بانهم “تكنوقراط”.

-“إدارة الفوضى؟”-

ا ف ب / جوزف عيد
محتجون على الحكومة اللبنانية الجديدة يقطعون الطريق بالاطارات المشتعلة في منطقة جبيل شرق بيروت في 21 كانون الثاني/يناير 2020
في طرابلس، حيث كانت التعبئة نشطة بشكل خاص منذ بداية الحركة في 17 تشرين الأول/أكتوبر، حطم المتظاهرون الواجهات الزجاجية لمصرفين.

وفي وسط العاصمة تجمّع مئات المتظاهرين أمام مدخل شارع يؤدّي إلى البرلمان الذي أحاطت به تعزيزات من الشرطة. وحاول المحتجون انتزاع الأسلاك الشائكة وألقوا حجارة على قوات الأمن التي رّدت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وفقاً لمصور في وكالة فرانس برس.

وتساءلت صحيفة النهار الأربعاء، من جهتها، “هل تكون حكومة ادارة الفوضى؟”.

خلال ثلاثة أشهر من الاحتجاجات، تزايد غضب المتظاهرين الذين طالبوا بتجديد كامل للطبقة السياسية التي لم تتغير تقريبا منذ عقود، متهمين إياها بالفساد وعدم الكفاءة.

وتفاقمت، في الأشهر الأخيرة، الأزمة الاقتصادية ترافقت مع عمليات تسريح جماعية وقيود مصرفية مشددة وانخفاض حاد في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار في مكاتب الصرافة.

ويواجه الفريق الجديد، بالتالي، مهمة شاقة في هذا البلد الذي يشهد انهيارا ويرزح تحت وطأة ديون تصل إلى 90 مليار دولار أي أكثر من 150 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

-“قليل من الوقت”-

ا ف ب / جوزف عيد
رجل جالس أمام مكتب صيرفة في بيروت في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2019. ويشهد لبنان أزمة اقتصادية متصاعدة منذ فترة أدت مؤخراً إلى ارتفاع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار في السوق السوداء
وأكد دياب أنه “بالنسبة للوضع الاقتصادي، أكرر بانه سيكون من اولويتنا” متعهدا “بأسرع وقت” معالجة “كل الامور المتعلقة بالاقتصاد والقطاع المصرفي وصرف الليرة”.

وأضاف “يجب أن تمهلونا قليلا من الوقت” مؤكدا انه “سنكون سريعين ولكن غير متسرعين”.

ويتحتم على الحكومة إدارة انعدام الثقة الشديد لدى الشعب إزاء المصارف التي اعتمدت قيودًا صارمة على عمليات السحب أو التحويلات في الخارج بالدولار، حيث يحتل النظام المصرفي مكانة كبيرة في الاقتصاد.

وقد رفضت أحزاب عدّة المشاركة في الحكومة، على رأسها تيار المستقبل برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع. وبالتالي، انحصرت اتصالات دياب خلال العمل على تشكيلة حكومته على فريق واحد يتمثل بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون ويرأسه صهره جبران باسيل، وحلفائه وأبرزهم حزب الله وحركة أمل التي يترأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وتضم الحكومة أسماء غير معروفة لعامة الناس، بينهم أكاديميون. وتم استبدال وزير الخارجية جبران باسيل الذي أثار سخط المحتجين.

وقال الناشط في الحراك علاء خضر (30 عاما) لوكالة فرانس برس مساء الثلاثاء في طرابلس “نرفض حكومة حسان دياب رفضًا مطلقًا، هي حكومة حزب الله وليست حكومة تكنوقراط مستقلة ولا تلبي المطالب الشعبية في الثورة”.

وأضاف “سنستمر في كلّ الخطوات التصعيدية