نوسوسيال

على من تتلوا مزاميرك يا اردوغان

531

 

ما ينفك اردوغان يطل علينا بين الفينة والأخرى ويقرأ ما يحلوا له من خطابات رنانة لا يصدقها إلا رهطٌ من القطيع المنساق وراءه والذي يثق به حتى العمى ويتصور أن بالفعل أردوغان لا ينطق عن الهوى.

ثنائية مأساوية جمعت ما بين شخص اردوغان المصاب بداء العظمة والذي لا يرى إلا نفسه من جهة، ومن جهة أخرى شخصية مصاب بداء الخنوع والذل لا يقبل إلا أن يساق من قبل شخص آخر. وبين هذا

وذاك تكتمل اللوحة التي نتعايش معها منذ العقد تقريباً والتي توحي لكل من ينظر إليها أننا أمام تراجيديا للمجتمعات والانسان على حدٍ سواء. اردوغان الذي يتوعد كل من يخالفه الرأي ويزج بهم في

السجون إن طالت يده كما يفعل مع من يكشف حقيقته ويزيل القناع عنه ويفضحه كما الملوك العراة، حيث مئات الآلاف من المعتقلين في سجونه من دون أية تهمة إلا أنهم لا يقبلون السجود له، ولا

يرونه بأنه القائد الملهم، بل انسان يخطئ أكثر مما يصيب. خطابات اردوغان وتصريحاته المتناقضة والتي يلوح بها كل يوم بشكل متناقضـ لا تعبر إلا عن شخصيته التي تتعامل مع الشعوب وكأنه جالسة

في مدرجات السيرك وأردوغان بينطنط من هذا الحبل لذاك، يضحك البعض ويبهر الآخر. يضحك من يعلم أن حركات بهلوانية كما خطاباته لا قيمة تذكر لها وهي ان تخرج من خيمة السيرك هذه، ومبهرة

 

للبعض الآخر الين يصدقون أنه بهلواني وأن حركاته هذه لا يمكن لأي شخص القيام بها إلا إذا كانت يد الله على رأسه. تحولت خطابات أردوغان عند القطيع إلى مزامير يكررونها وكأنها منزلة من السماء

خاصة فيما بتعلق بالأمور الدينية والسياسية والاحتلالية. فحينما يقرأ القرآن في أحد الجوامع نرى أن القطيع يستمع لصوت أردوغان وكأنه صوت ملائكي ينسجم معه ويسبح في مستنقعات الذل والخنوع،

ونفس الأمر نرى القطيع يتحمس ويهيج حينما يسمع أردوغان يتوعد هذه الدولة أو تلك. مثلما حصل حينما احتل عفرين وسري كانية/رأس العين وكذلك الشمال الليبي وأرمينيا. بكل تأكيد حينما يؤمن

 

القطيع من مرتزقة أردوغان الذين باعوا الثورة من أجل الثروة وباعوا الوطن من أجل السلطة وباعوا الدين من أجل الدنيا، حينها ندرك أننا أمام مسخ من البشر تحولوا إلى وحوش لا تعرف من كتاب الله إلا

القتل من أجل إعلاء كلمة الله والسرقة تحت مسمى الغنيمة والاغتصاب تحت مسمى السبي. إنها مزامير أردوغان التي ستختفي حينما تنتهي الحالة الوظيفية له وهذا ليس ببعيد. ولكن تبقى

المعضلة الرئيسية هي بالرهط والقطيع الذي كان يتبعه ذليلاً مهاناً ماذا سيكون مصيره، حينما يلفظه الوطن والشعب. تبقى مزامير اردوغان كما مزامير داوود المحرفة لأنها لا تدعوا إلى أن الله

 

محبة واحترام وتعاضد وأخلاق ورحمة ورحمن، والمزامير المحرفة هي التي تدعوا إلى القتل والسرقة والزنا من أجل إعلاء كلمة الله، وحاشى لله من هذه الصفات والأفعال وحتى الإيحاء. وحينما يسير

 

قطيع المرتزقة والارهابيين خلف مرياعه أردوغان الذي يعهد لهم بالكثير من المال والسلطة والشهوة، هنا ندرك أن اللغة والعرق والمذهب تختفي ولم يعد لها وجود أمام بريق ما يتوعدون.

السلطة والمال تُعمي البصر والبصيرة ولهذا نرى كيف أن ما كانت تُسمى بالمعارضة تحولت إلى مرتزقة وبنادق مأجورت تحارب أينما يريد المرياع أردوغان، وكذلك نرى الكرد من القطيع كيف باعوا

الوطن والوطنية والانتماء من أجل سلطة هنا وصورة يأخذونها مع مسؤول أممي هناك. لا يعرفون أنه حتى هذا المسؤول الأممي لن تتعدى صلاحيته مما لديهم، فهو أيضا من القطيع ولكنه بدرجة

أممية وليست محلية. فلكل قطيع ومرياع يوم تنتهي مهمتهم وآخرتهم لن تكون سوى مسالخ المصالح الإقليمية والدولية ولكن حينها على ما يبدو لا معنى للندم وعض الأصابع ويكون الوقت قد فات. ولا حتى تلاوة مزامير المرياع أردوغان ستنفعهم وتخلصهم مما اقترفت أيديهم. وأنه يوماً ليس ببعيد بل أقرب مما يحصون.