نوسوسيال

الدكتور جواد الملا: الطريق الى استقلال كوردستان يمر من عفرين وكركوك وكرمنشان ودرسيم

584

 

 

 

 

بمناسبة مرور 100 عام على معاهدة سيفر عام 1920-2020… الفرصة الذهبية الكبرى من أجل استقلال كوردستان

وقبل أربعة أعوام في العام 1916 مرت الذكرى المئوية الأولى على اتفاقية سايكس بيكو التي كانت الاتفاقية الاستعمارية الاولى التي أنكرت وجود الشعب الكوردي وكوردستان… ولكن الشعب الكوردي مع الاسف الشديد لم يستنكر الاتفاقية شعبيا ولا ديبلوماسيا… حتى لم يذهب أحد الى قبور سايكس وبيكو ليبول عليهم.

وفي هذا العام تمر الذكرى المئوية الأولى لمعاهدة سيفر عام 1920 كوثيقة دولية اعترفت بإستقلال كوردستان حسبما ورد في موادها 62 و63 و 64 ولكني أشك في ان يكون هناك أي تحرك كوردي شعبي أو ديبلوماسي لإيجاد طريق ديبلوماسي أو قانوني لإحياء معاهدة سيفر…

وبعد ثلاثة أعوام تمر الذكرى المئوية الأولى لمعاهدة لوزان 1923 التي مزقت كوردستان كإتفاقية سايكس بيكو بالضبط… ولكني أؤكد من اليوم ان القيادات الكوردية الحزبية سوف تشارك تركيا في استنكارها لمعاهدة لوزان ليس من اجل عدم اعترافها باستقلال كوردستان بل لأن معاهدة لوزان فصلت جنوب وغرب كوردستان عن تركيا…

ان علوم الرياضيات تقول: ان الطريق المستقيم هو اقصر طريق يمتد بين نقطتين… أي ان أقصر طريق فيما بين العبودية والحرية هو الاستقلال ومخطئ علميا كل من يتبع اي طريق آخر متمثلا بشعارات غير الاستقلال مثل الديمقراطية وحق المواطنة في بلدان الغير او الحكم الذاتي او الفيدرالية او الكونفدرالية او حتى امبراطورية كوردية ضمن حدود الكيانات التي تحتل كوردستان ما هي إلا مضيعة للوقت وهدر للدماء والامكانيات الكوردية وما هي سوى اوهام أدخلها اعداء الشعب الكوردي في عقول البعض.

وإذا كانت علوم الرياضيات تعتبر ذلك خطأ من الناحية العلمية إلا اني اعتبره خيانة وجريمة كبرى ترتكب بحق الشهداء الذين قدموا دماءهم من اجل استقلال كوردستان بينما في الحقيقة وبدون ان يدروا انهم قدموا دماءهم من اجل تمزيق حدود كوردستان ومن اجل المحافظة على حدود الكيانات التي تحتل كوردستان من خلال المشاركة في برلمانات العدو واستلام رواتب من العدو والتي لا تساوي 1 بالمليون من قيمة خيرات كوردستان بل لا تساوي قشرة بصلة عفنة أمام الكرامة الوطنية بأن يبق الشعب الكوردي بدون دولته وكيانه.

ان طريق الحرية يكون من اجل استقلال كوردستان… كما انه لا يوجد شئ اسمه استقلال كوردستان ولا يوجد شئ اسمه حرية الشعب الكوردي بدون تمزيق كامل لحدود الكيانات التي تحتل كوردستان وليس المحافظة عليها كحراس حدود… تلك الحدود التي مزقت كوردستان الى اجزاء واقاليم لقد تم بناؤها على حساب حرية الشعب الكوردي واستقلال كوردستان في اتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان الاستعمارية التي يجب ان تنتهي.

 

ان القيادات الكوردية الحزبية تقوم بمهمة هدر امكانيات الشعب الكوردي من خلال اشغاله بمسائل بعيدة كل البعد عن قضيته الاساسية، قضية استقلال كوردستان…

فالبيشمركه بعد سنوات في الجبال الباردة يصاب بالامراض ولن يعد بإمكانه ان يكون بيشمركه كما كان قبل عشر سنوات… وكذلك الباحث والمناضل وغيرهم….

كما ان الذين يناضلون من اجل الحقوق الثقافية او الانسانية او الحكم الذاتي او الفيدرالية… ويتقاعدون ويموتون قبل ان يقولوا لشعبهم ان هدفنا استقلال كوردستان…

 

الاخوات والاخوة الاعزاء… هل تعلمون ان المانيا بصناعتها وسياستها واقتصادها والمستوى الثقافي والصحي والاجتماعي الراقي الذي وصلته كان بفضل مجموعة من المفكرين الالمان الذين جعلوا الشعب الالماني يفكر بعقله ووجدانه وليس بجيبه ومنصبه… فلم تكن المانيا في القرن التاسع عشر سوى اقطاعيات وامارات مفككة ومتحاربة كما هي عليه اليوم كوردستاننا المقدسة… ولكن بفضل الفلاسفة الجبابرة مثل نيتشه وكانت وهيغل وفيخته استطاعوا بناء الشخصية القومية والاجتماعية للشعب الالماني… مما جعل مهمة المستشار الالماني بسمارك سهلة من اجل توحيد المانيا في نهاية القرن التاسع عشر…. فما ان جاء القرن العشرين حتى كانت المانيا الاولى في اوروبا والعالم…

 

هناك من يقول لي لماذا أنت لا تحاول؟ فإني أقول لهم لقد حاولت لأكثر من نصف قرن من الزمان وكلما كنت أوصل القضية الكوردية الى الامم المتحدة أو الى الجهات المتنفذة في العالم كانت القيادات الكوردية الحزبية تسارع بسرعة البرق لإجهاض أية محاولة دولية للإعتراف بإستقلال كوردستان وعندي العديد من الأمثلة التي جرت معي شخصيا كما جرت مع الجنرال شريف باشا حينما استطاع من اقناع الدول الكبرى في مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 حول أحقية الشعب الكوردي بالاستقلال وبجهود الجنرال شريف باشا وقعت الدول الكبرى على معاهدة سيفر التي نصت على قيام الدولة الكوردية في العام 1920…

 

نعم ان الذي حصل مع الجنرال شريف باشا سابقا هو بالضبط كما حصل مع الوطنيين الاحرار اليوم…

 

لقد سارع ممثلو الكورد في البرلمان التركي عام 1923 والمنتخبين مباشرة من الشعب الكوردي على التوقيع على وثيقة بأن العنصري مصطفى كمال هو الممثل الوحيد للشعب الكوردي وبذلك تم حرمان الجنرال شريف باشا من دخول مؤتمر لوزان 1923 لمتابعة ما حصل عليه في مؤتمر سيفر عام 1920 بشأن الدولة الكوردية.

ولم يستطع الجنرال شريف باشا من دخول مؤتمر لوزان ولعدة أشهر مدة انعقاد المؤتمر… وكان الجنرال شريف باشا يصرخ بأعلى صوته أمام باب المؤتمر ولكن لم يسمع صراخه أحد لأن القادة الكورد في كوردستان سحبوا البساط من تحته…

 

فلم يتطرق مؤتمر لوزان 1923 الى وجود الشعب الكوردي لا من قريب ولا من بعيد، وتوفي جنرالنا العظيم الجنرال شريف باشا في بلاد الغربة وهو يناضل من اجل الدولة الكوردية حتى آخر يوم من حياته، واني اعذر شعبنا الكوردي في ذلك الوقت بسبب تفشي الجهل ولكن اليوم مع الاسف الشديد ارى ان الاكثرية الكوردية مع ثقافتها تتصرف مثل الاكثرية الكوردية في زمن الجهل…

 

ان المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الشعب الكوردي وفي جميع الاقاليم الكوردستانية هو الانتماء الحزبي والعشائري والاقليمي وحتى الانتماء الى المدن والحارات بقوة وزخم كبير مما ادى الى طغيانها على الانتماء القومي وضاعت معها مسألة الامن القومي الكوردي ايضا مما أدى الى اتفاق بعض الاحزاب مع العدو لتوجيه ضربة للاحزاب الاخرى…

 

ان الانتماء الحزبي والعشائري والاقليمي وحتى الانتماء الى المدن والحارات قد أوجد مصالح خاصة لكل حزب وعشيرة واقليم تتعارض مع مصالح الاحزاب والعشائر والاقاليم والمدن والحارات الاخرى مما جعل القوات المسلحة للكورد في جنوب كوردستان ان تتقاتل مع القوات المسلحة للكورد في شرق وشمال كوردستان لعشرات السنين حتى انهم تقاتلوا فيما بينهم ايضا ولا يزالون الى اليوم لا يستطيعون من توحيد ادارة مدينة السليمانية مع ادارة مدينة هولير…

 

ان عدم توحيد بيشمركه وآساييش ومالية السليمانية مع بيشمركه وآساييش ومالية هولير وفي هذه الظروف الدولية الرائعة التي لم يشاهد الشعب الكوردي مثيلا لها منذ معاهدة سيفر عام 1920… سيؤدي الى خسارة هذه الفرصة الذهبية المستمرة منذ 1991 والى اليوم… ان عدم توحيدهم يعتبر أكثر سفالة وحقارة من الاقتتال الكوردي-الكوردي… لأنه في الاقتتال الكوردي-الكوردي يتم قتل مجموعة أو أنصار حزب محدد ولكن عدم توحيدهم اليوم يتم قتل الشعب الكوردي كله… لأن الشعب الكوردي سيتعرض الى مجازر وابادة حينما تنتهي هذه الفرصة أسوأ مما حصل سابقا…

 

حينما يقتل الكوردي أخاه الكوردي او يبث الدعايات الكاذبة على الوطنيين الاحرار ذلك يعني ان الانتماء القومي تحت الصفر… وما علينا إلا البدء من جديد في بناء مجتمعنا على اساس قومي ضمن خلايا قومية فولاذية سرية للتحضير للانتفاضة الكوردية الكبرى من اجل استقلال كوردستان وهو الطريق الوحيد لإنهاء حالة التشرذم والاقتتال الداخلي وتبرير العمالة والتي تؤدي في النهاية الى الفساد والانحلال السياسي والاخلاقي وضياع كوردستان.

يا معشر الكورد صدقوني…

ان الحياة بدون حرية الشعب الكوردي واستقلال كوردستان حياة معدومة من الكرامة والشرف… ان تلك الحياة لا لزوم لها ان كان لا يزال عندنا ذرة من الشرف…

 

عاشت كوردستان دولة مستقلة