الحلم ذلك الطريق الطويل الذي نسلكه رغبة منّا لتخطي خيبة الواقع والوصول إلى نتائج نترجى تحقيقها ولو بشكل أفتراضي .هذا هو الحال للمتأمل الكردي في تلخيصه للديقراطية وحرية الرأيوهو التعبير المختصر لحفظ كرامته ومماتيسر من الحقوق .ففي دوامة الضياع الفكري لسياسي
والاجتماعي التي يعاني منها الكردي من المتلاعبين بالألفاظ والمفاهيم دونما أن يتلمس أي فعل من تلك الهياكل الجوفاء والقوانين والدساتير الكاذبة التي لا تسري إلا على منصات الخداع .
أفكار نشئ عليها أبناء هذا الموهوم المعتر دون فهم حقيقي لمعانيها أومقارنتها مع الواقع
المعاش وذلك بانسياقه خلف الأوهام المنشودة بفعل العاطفة لا المنطق وبكل أسف يتم تجميل صورته والايحاء له بأنه النواة .ناهيك عن الشعارات التي تنادي بها الأحزاب والقيادات من حرية الرأي والتعبير الى الديمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات فهل حقيقة نعي معاني هذه الكلمات .
الديمقراطية وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية (Δημοκρατία ) أي حكم الشعب وحيث يكون هو السلطة العليا وممارسها بشكل مباشر وليست السلطة المركزة في شخص واحد اي الديكتاتورية)
ونعود الى حرية الرأي والتعبير وهو حق اساسي للإنسان في مجتمع يدعي الديمقراطية .وبنظرة الى
المجتمعات المتحضرة ذات الأسس والأنظمة الديمقراطية نلاحظ مدى اتساع الرؤى واختلاف الأراء وتقبل النقد والرأي والرأي الأخر حتى إذا كان النقد او الحديث موجه وبشكل مباشر للرئيس او لكل المسؤولين حيث يتم تقبل الأمر بكل رحابة صدر ودونما تعرض الشخص للمسؤولية وللملاحقات
القانونية وهذه ثقافة يفتقر اليها مجتمعنا وبكل أسف ، هذه النخب تتدعي الديمقراطية وتقبل الآراء ولكن ثقافة التسلط وتبجيل القائد ومايليها من الشعارات مازالت متمركزة في سلوكياتهم العنيفة دونما أي تحيّز للمنطق والعقل والوقائع .شباب يضحي ،دماء تهدر أوطان تستعمر
وشعاراتهم الجوفاء ماتزال تدوي في الأرجاء بينما بات الإفصاح عن الحقيقة والتعبير عن الألم طعنة في خواصر قراراتهم فيما هو جرح يشتاط غضباً وجريمة يعاقب عليها المرء رغم التضحيات التي قدمها ومازال .ونحن نتابع ما يجري على الساحة من أحداث وتطورات في الفترة الأخيرة وما يتعرض له
أبناء عفرين الجريحة وغيرهم الكثيرون من أصحاب الرأي الحر والضمائر الحية فهل الديمقراطية وحرية الرأي متواجدة على أرض الواقع وفي سياسات احزابنا وقياداتنا ؟! وهل نحن كأشخاص مؤهلين حقيقة
لممارسة الديمقراطية وحرية الرأي ام مازلنا نفتقر للكثير لنصل الى تلك المعاني .حقيقة هو حلم طالما دفع هذا الشعب الغالي والنفيس في سبيل تحقيقه فهل كان كل ذلك فقاعة .