نوسوسيال

ن الأوان…بين ضفتي النهر

450

بعيداً عن الترسيمات الحدودية والسياسية سوف تثبت الأيام القادمة أن روج آفا الأقرب إلى باشوري وباكوري كردستان وهذا ليس جديداً فهذه أقدار التاريخ والجغرافيا وهي أقدار لن تتغير منذ زمن بعيد ولا اليوم ولا بعد ألف عام وسيبقى ما بين الكرد على ضفتي دجلة أكبر بكثير من الصغائر ومن أشباه المثقفين المتأرجحين على ذيل الثقافة والأدب الذين يعيشون على فتات موائد أعداء الشعب الكردي، هؤلاء يتآمرون ضد أخوانهم وأهلهم وشرفهم في روج آفا والإدارة الديمقراطية والمشروع الفيدرالي لشمال سوريا، سيبقى تآمرهم دون أي جدوى في الهواء والهواء بلا رياح لم تعد تجدي شيئاً أمام الانتصارات التي تحققت في روج آفا بفضل بطولات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية يا ذباب الموائد في أنقرة وإسطنبول، يا دعاة الثقافة والسياسة و(الكردياتي) الكاذبة، يا أشباه المثقفين وأشباه السياسة كفاكم مهاترات ومؤامرات على أهلكم وشعبكم، لقد سقطتم في مستنقع الخيانة والعمالة والكذب عبر فضائيات أعداء الكرد، فالانتصارات العظيمة في روج آفا ونجاح الإدارة الذاتية الديمقراطية والإنجازات التي تحققت ومشروع الأمة الديمقراطية والتعايش المشترك بين الكرد والعرب والسريان والأرمن وكل مكونات المجتمع في روج آفا- شمال سوريا أسقطت الكثير من أمثالكم ومؤخراً جاء اللقاء التشاوري الوطني الكردستاني في أصعب الظروف والمنعطفات الخطيرة محلياً وإقليمياً ودولياً ومازلتم على مواقفكم العدائية لأمتكم، ومسيراتكم التي تنظمونها ضد شعبكم ليس لها أيُّ نفع ولا تدفع جيشاً عدواً عن وطنكم.
إن الانتصارات العظيمة التي تحققت في السنوات الأخيرة في كردستان توحد الجميع والمؤتمر الوطني الكردستاني سيكون ركيزة أساسية لوحدة الشعب الكردي وستبقى (كردستان) فوق الحزبيات والشعارات وقد روت دماء الكرد تراب كردستان على مدى العقود، مثلما يروي دماء وحدات حماية الشعب والمرأة أبطال الكريلا بدمهم جبال كردستان اليوم وقبل اليوم بالرغم من أن التوقيت ليس توقيتاً للعواطف إلا أن المشهد بروج آفا من مراسم شهداء وتحرير وانتصارات، قاومت بفخر واعتزاز ضد القوى الظلامية داعش وأخواتها والتصدي اليومي للاعتداءات التركية الداعشية الأوردغانية ولكن تلاحم الشعب الكردي يثبت ترابط الضفتين وجدانياً وسياسياً ولا يمكن اليوم إلا أن نكرر الخلاصة، فما يؤثر على روج آفا وما يحدث في باكوري وباشوري كردستان يؤثر على حريتها وهذه الخلاصة لها معنى مختلف هذه المرة.
تعتبر ثورة باكور رئة باشور وروج آفا وروجهلات، وهناك قوى كثيرة تريد النيل من الشعب الكردي وإضعافه وجعله مشرداً ومشتتاً في أرجاء العالم حتى تمر مخططات كثيرة، ولربما يقال اليوم بكل صراحة: إنَّ قدراتنا على الاحتمال والاستمرار والمقاومة في روج آفا ترتفع بفضل الانتصارات العظيمة وتجاوزنا الأزمات وصناعتها ويجب أن تصبح أكثر احترافية لأجل روج آفا أولاً ثم لأجل كردستان وحريتها وكرامتها الإنسانية في الأمة الديمقراطية قنديل النور لكل شعوب الشرق الأوسط.
محنة الكرد اليوم أكبر من الأمس، وبخاصة بعد مقاطعة بعض الأطراف والأحزاب التقليدية الموروثة من نظام العشيرة والقبيلة للمؤتمر الوطني الكردستاني، لها وجه (كردياتي مقنع) انفرادي إقليمي عشائري، وهنا كان يتوجب من الآمر الناهي في حكومة إقليم باشور كردستان أن يأخذ الحيطة والحذر والعيظة من جيرانه الأنظمة العربية التي عاشت وحكمت على نظام العشيرة والقبيلة والعائلة قد سقطت في خبر (كان)، أما الوجه الكردستاني فيتمثل في كون ثورة روج آفا لكل شعوب الشرق الأوسط وهي اليوم في مواجهة الظلم والاستبداد والقوى الظلامية والاعتداءات التركية على روج آفا، فقد آن الأوان للإقرار بهذه الحقيقة التي يستغلها ويشوهها أشباه المثقفين والسياسيين الكرد الذين يعيشون موائد السلطان العثماني أردوغان العدو الأكبر للشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط، وكان من المفروض على هؤلاء المشاركة في اللقاء الوطني التشاوري الكردستاني والسعي إلى وحدة الكرد والوحدة الوطنية بدلاً من التهديدات الأخيرة التي أطلقها المجلس الوطني الكردي ضد أخوتهم في الإدارة الذاتية الديمقراطية وكان من الأفضل والمفروض والواجب الوطني المشاركة في المؤتمر التشاوري الكردستاني وذلك لحماية (كعبة الكرد كردستان) واليوم لم يعد ينفع التآمر من بعيد؟!
الوضع الكردي في محنة صعبة أمام هجوم الأعداء فلا بد من تحقيق وعقد المؤتمر الوطني الكردستاني قبل ضياع فرصة الكرد الكبرى وفوات الآوان.