نوسوسيال

​​​​​​​فوزة يوسف: ٢٠٢٠ سيكون عام تطوير وترسيخ ثورة المرأة

661

أجرى مراسل نوس سوسيال حواراً مع عضوة الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي فوزة يوسف حول مجمل التطورات والانجازات التي حققتها المرأة في شمال وشرق سوريا في عام 2019 على كافة الأصعدة وتحدثت فوزة يوسف بكل صراحة وهي تجيب على اسئلة مراسلنا

تأسيس مجلس المرأة المرأة من أكبر الانجازات

كيف تقيمون الإنجازات التي حققتها المرأة خلال عام 2019 من النواحي السياسية والعسكرية و الاجتماعية؟
خلال السنوات الثمان الماضية من الأزمة السورية، كانت المرأة في شمال وشرق سوريا في حالة ثورة دائمة، وفي كل سنة تحقق خطوات مهمة جداً بصدد نضال المرأة، باعتقادي كان من أكبر إنجازات المرأة في ٢٠١٩ هو تأسيس مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، لقد كان ذلك الانجاز خطوة تاريخية، لأن هذا المجلس يعمل على توحيد رؤى المرأة، وطاقاتها من أجل تحقيق قفزات في عملية التحول الاجتماعي، طبعاً مشاركة أغلبية منظمات المرأة في هذا المجلس سيجعله يلعب دور برلمان المرأة، فتتم مناقشة جميع قضايا المرأة والقضايا الأخرى من منظور جديد، بحيث تتمكن المرأة من أن تكون القوّة الفاعلة في عملية البناء الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي نحن بصدده.
لذا، فإن هناك مشاركة من قبل نساء كافة مكوّنات المنطقة، وهذا أيضاً أمر مهم من أجل تحقيق التعاون والاستفادة من تجارب وخبرات بعضنا البعض.
الإنجاز الآخر كان الانتصار التاريخي الذي حققته وحدات حماية المرأة في حربها ضد داعش، كانت مشاركة المرأة في مكافحة داعش إنجازاً عظيماً بالنسبة للمرأة، لقد انتقمت وحدات حماية المرأة لكل النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والسبي والعنف على يد داعش، ونعتبر ذلك إنجازاً رائعاً ما قامت به النساء في محاربة الإرهاب والانتصار عليه والذي تمثل بأفظع أشكال السلطة الذكورية المهترئة.
هذا وبالطبع فإن مقاومة وحدات المرأة ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية في مقاومة الكرامة ضد الاحتلال التركي ومرتزقته كان عظيماً، ومقاومة كل من القيادية روناهي وزين والعشرات من رفيقاتهن هزّت العالم، واستشهاد الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف والأم عقيدة أيضاً كان له وقع كبير على ضمير الإنسانية، ومرة أخرى ثبت للعالم أجمع بأن أردوغان هو عدو حرية المرأة، وداعشي، وضد أي توجه ديمقراطي تحرري.
قضية حرية المرأة هي قضية حرية الرجل

المرأة في شمال وشرق سوريا قادت العديد من الحملات فكيف تقيمين هذه الحملات؟
من المهم جداً تطوير حملات التوعية في المجتمع بكافة شرائحه، وبصدد وضع العائلة، ووضع المرأة والرجل، نعم المجتمع يتشكل من جنسين، وبقدر ما يكون نساء ورجال في مجتمع ما مثقفين، ديمقراطيين وشخصيات واعية يمكننا أن نحصل على مجتمع سليم وصحي.
فالعائلة مهمة من أجل نشأة الفرد، وهي أول مدرسة يتعلم فيها الفرد، فهذه المدرسة يجب أن تتطور بشكل مستمر لأن الأم والأب هم المعلمين فيها، والمعلمين الفاشلين لا يمكن أن يُنشئوا جيلاً متفوقاً، لذلك ما تقوم به المنظمات النسائية من حملات التوعية هي مهمة وضرورية، ويجب أن نعرف كيف نحيا وكيف نتعامل مع بعضنا البعض و كيف نبني حياة أسرية متقدمة يجب أن ننظم العلاقات الموجودة في العائلة من جديد، حيث تُعاني العائلة ككل المؤسسات الأخرى من أزمة روحية كبيرة، نتيجة التخلف الفكري الذي نعانيه، بالإضافة إلى أسباب كثيرة، لذلك نحن بحاجة إلى معاييير جديدة في العلاقة بين الرجل و المرأة، ويجب أن نحارب ظاهرة العنف في العائلة ضد المرأة، كما يجب أن نعلم بأن قضية حرية المرأة هي قضية الرجل أيضاً، لأن الرجل الذي يحترم نفسه ويمنح قيمة لحياته يجب أن يعيش مع امرأة ذات إرادة، متحررة واعية، وإلا فإن العيش مع خادمة لا يعني شراكة وإنما سيكون هناك علاقة أمة (عبدة) وسيّد وهذا هو السبب الأساسي فيما نعيشه من تخلف في مجتمعاتنا.
وكانت هناك مشاركة فعّالة في كل الاعتصامات والاحتجاجات الشعبية ضد الاحتلال التركي، وبهذه المناسبة أود أن أقول بأن أمهات الشهداء بمواقفهن الشجاعة وبوقفتهن الأبية، حصلن على وسام الشرف و الكرامة من قبل شعبنا، وأن استقبالهن لأبنائهن وبناتهن الشهداء بالزغاريد وأكاليل الغار منح قوة وزخماً كبيراً لمقاومة الكرامة، ومرة أخرى أثبتن بأنهن بطلات أنجبن ابطالاً.

المرأة في الشمال السوري منارة للحرية

منذ بداية الثورة في روج آفا وشمال وشرق سوريا استهدف الاحتلال التركي ومرتزقته المرأة بشكل خاص، وجريمة اغتيال السياسية هفرين خلف يوضح ذلك، لماذا برأيك يتم استهداف المرأة بهذا الشكل؟
نعم أردوغان ومرتزقته يخافون من المرأة المتحررة، الشجاعة والمثقفة، لأنها تهدد نظامهم المتخلف الذي يستند على امرأة لا حول لها ولا قوة، امرأة خانعة ورجل مستبد ظالم، فهم لا يخافون فقط من قوتنا كنساء، بل حتى يخافون من أشلائنا، إلى درجة أنهم ينتقمون من أجساد شهيداتنا، ويُمثلون بجثثهن، كما حصل بجثة بارين كوباني، والإعدام الميداني لهفرين خلف.

فحقدهم على المرأة كبير جداً، لأن المرأة الثائرة تدك عرش امبراطوريتهم، الإمبراطورية التي تقوم على العنف، والظلم والتخلف، فهم مثل الخفاش الذي يخاف من نور الشمس فيظل في الظلام و يموت في الظلام، ويريدون أن ينتقموا من خلال المرأة من نظامنا الديمقراطي، ويعلمون بأن المرأة هي العماد الأساسي في نظامنا الاجتماعي، ويُدركون أيضاً بأن استعباد المرأة هو الطريق لاستعباد المجتمعات، لذلك استهدافهم للنساء ليس مصادفة، وإنما يعتمد على أيديولوجية، وعلى سياسة يعتمد عليها حزب العدالة والتنمية.
فقوة المرأة هنا أثرت بالعالم أجمع وأصبحت منارة يلتف حولها كل التواقين للحرية، لذلك فإنهم يريدون أن يُطفئوا هذه المنارة، وأن يقضوا على آمال النساء، إلا أن ثورة النساء هذه مصرة على البقاء والتقدم، واستهداف النساء يقوي من عزيمتنا و يُؤكّد لنا بأننا في الدرب الصحيح.
عا م 2020 مسيرة المرأة في ترسيخ ثورتها

عام هي رسالتكم للنساء بمناسبة العام الجديد 2020؟
حققنا ثورة اجتماعية بقيادة المرأة ، ولا يمكن لأي قوة أن تقضي على طموحنا في العيش بحرية و كرامة، لذلك فإن الاغتصاب والتمثيل بجثثنا لن يجعلنا نتردد أو نتراجع، بل إنها تمنحنا قوة مضاعفة لنستمر في مسيرتنا، فالعام ٢٠٢٠ سيكون عام تطوير وترسيخ ثورة المرأة.