نوسوسيال

بقلم:دجوار أحمد آغا/ أيها الشعب…اسمعوا وعوا…

972

 

ما الذي يجري ؟ شعب بمعظمه يعيش على التوكل وغارق في سباته , يتابع مباريات برشلونة وريال مدريد و يتجهز للرحلات و يحل الكلمات المتقاطعة ويتابع المسلسلات والافلام الهندية والتركية ( علما

بأن الفاشيين الاتراك قتلوا شابا كرديا بالسكاكين لمجرد استماعه لأغاني كردية ), لا يلتفت هذا الشعب إلى المؤامرات والدسائس التي تحاك ضده من جانب النظام و أتباعه من جهة من أجل خلق فتنة

وبلبلة بين أبناء شمال وشرق سوريا من كرد وعرب وآشور وسريان, كما ولا ينتبه لأصوات أقدام الفاشية التركية من جهة أخرى وهي تغزو وطنه وتحتل المنطقة تلو الآخرى, كيف أقنعه بأن كل ما

جرى له كان بسبب تعنت هذا النظام و تمسكه بالسلطة وعدم قدرته على اجراء اصلاحات حقيقية و تأمين حياة لائقة لشعبه ومحاربة الفساد والفاسدين, وكيف يمكنني أن أقنعه بأن المحتل التركي لن

يكتفي بحفتانين ولا ادلب ولا الباب ولا روجافا, بل سيعمل على ابتلاع كردستان وسوريا برمتها وهو يسعى ويعمل من اجل اعادة بناء امبراطورية اجداده العثمانيين, فهو لن يتوقف إن لم يجد مقاومة

شعبية حقيقية تلحق به خسائر فادحة , فها هو يتحدى المجتمع الدولي و شركائه في حلف الناتو و يستمر في التنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط ويستمر في ارسال المرتزقة الى ليبيا

ويعمل على إنشاء قواعد دائمة له هناك بالتنسيق مع حكومة السراج الخائنة لوطنها وشعبها, الى جانب توجهه الى اليمن ومن خلال المنظمات الاغاثية الانسانية حيث يتدخل في شؤون اليمن الداخلية ويفرض نفسه على الشعب هناك, كما انه عقد مع السودان اتفاقات ثنائية لاستثمار الجزر و الموانئ السودانية وغيرها.

رغم كل ذلك, لازلنا نتنافس على المناصب و نسعى لتقاسم الواردات النفطية والمعابر و الجمارك وغيرها. وا أسفي … وا أسفي على خيرة الشبان والشابات الذين قدموا تضحيات جسيمة في سبيل أن ننعم بالأمن و الأمان و أن نبني وطننا ونصبح نموذجا للتعايش السلمي والعيش المشترك واخوة الشعوب! .
ل
م نستطيع أن نتفق على مصلحتنا العليا حتى الآن. نعم نحن نتحاور و نتناقش و نلتقي وطبعا كلها بموجب مبادرة قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي وبرعاية أمريكية – التي لولاها لما نظرنا في وجه بعضنا البعض-.

ترى, ألم يحن الوقت لأن نتعلم مما جرى لأباءنا وأجدادنا و كيف أن الفاشية التركية قد علقتهم على أعواد المشانق في آمد و ديرسم و آكري وغيرها ؟ ألا يكفي تغليب مصالح حزبية أنانية ضيقة على

مصلحة الشعب العليا في توحيد صفوفه بمواجهة أعدائه المتربصين به من كل حدب و صوب ؟ أليس من الأجدى بالقوى و الاحزاب السياسية الكردية و الكردستانية أن تتوقف ولو للحظة عن السعي وراء مصالحها الشخصية و تلتفت الى مصلحة الشعب في وحدة الموقف المشترك ؟.

العبء الأكبر يقع على عاتق المثقفين و الادباء و الكتاب الكرد و الكردستانيين, عليهم النزول بين الجماهير و توعيتها و توضيح المخاطر التي نتعرض لها وضرورة ضغطها على القوى و الاحزاب

السياسية من أن الوصول الى وحدة الصف الكردي, فالأحزاب و القوى تستند الى جماهيرها وإن تخلت هذه الجماهير عن دعمها فسوف تضطر حينها لتقديم تنازلات متبادلة من اجل الوصل الى مصلحة الشعب العليا .