نوسوسيال

بقلم: حسن ظاظا/ هكذا يكون المؤتمر الوطني الكردستاني؟!    

543

 

التحرك الوطني لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني يستحق التقدير والتشجيع في هذه الظروف الصعبة والحرجة في الشرق الأوسط في خِضمِّ فوضى سياسية وأزمات متعددة ومتعثرة وصراعات طائفية وإقليمية ودولية وبخاصة في سوريا والعراق وإيران وتركيا وهؤلاء الذين تقاسموا بلاد الكرد «كردستان» هم من رعاة الإرهاب المنظم الذي يستهدف الكرد بالدرجة الأولى ومن الأوليات الهامة للإسلام السياسي الذي يهدف لإنهاء قضية الكرد العادلة المدرجة في أجندات الإسلام السياسي الراعي للإرهاب المنظم بقيادة مشتركة تركية سورية إيرانية على مبدأ (عدو عدوي صديقي)، والإسلام السياسي في هذه الدول يمارس أبشع الأساليب اللاإنسانية من تعذيب في السجون الإيرانية والتركية والسورية بحق الكرد، والخلاف الكردي يزداد عمقاً للآسف الشديد للقضاء على حزب العمال الكردستاني وحركة المجتمع الديمقراطي وأحزابها السياسية.

المطلوب اليوم من الشعب الكردي وكلِّ القوى والأحزاب الكردستانية عقد مؤتمر وطني كبير وواسع تحت شعار الوحدة الوطنية يضم جميع الكرد في العالم ويضم الأحزاب السياسية والمنظمات المجتمعية وشخصيات وطنية مستقلة ومثقفين وإعلاميين وغيرهم من ذوي الشأن والاختصاصات من أطباء ومحامين ومهندسين وعمال وفلاحين ونشطاء من أكراد دمشق وبيروت والأردن ومصر، وذلك بهدف وحدة الكرد ورص الصفوف بدلاً من التمزق والخلاف والاختلاف والتشرذم، فللوحدة الوطنية دورها في بناء الأمة الديمقراطية للشعب الكردي وشعوب الشرق الاوسط وازدهارها وفي بناء الأفراد والمجتمع.

ونظراً لأهمية الوحدة الوطنية التي ستكون ركيزة أساسية وأداة لإنارة المستقبل الكردي والعيش المشترك للشعوب الكردستانية جاء اللقاء الوطني الكردستاني التشاوري من أجل تحقيق الوحدة مؤكداً في بيانه الذي صدر عقب انتهاء المؤتمر في مدينة السليمانية على مواصلة أعماله في تحقيق الوحدة الوطنية الكردستانية حتى الوصول إلى المؤتمر الوطني الكردستاني العام، ومن المتعارف عليه أنَّ الوطنية هي اجتماعهم على أرض الوطن بوطنية واحدة يدينون لها بالولاء والانتماء والحب وتندمج هذه الكلمات مع بعضها البعض لتشكل موضوعاً في غاية (الأهمية) من شأنه أن يكون أحد الركائز الأساسية لبناء أي وطن بعد تحريره، فالوحدة الوطنية اليوم للشعب الكردي هي ضرورة ملحة لأنها من أبرز الركائز الوطنية وأحد أهم دعائمها ومقوماتها التي تجمع وتربط بين أبناء الوطن الواحد وتقوم بشكل أساس على حبهم لهذا الوطن الكردستاني وانتمائهم له ودفاعهم عنه ضد أي قوة خارجية تحاول إيذاءه أو السيطرة عليه بأي شكل من الأشكال، وهنا لابد من قول الحقيقة: إن بعض  القوى الكردية تعيش على موائد السلطان العثماني أردوغان سواء أكانوا كرد الائتلاف السوري أم غيرهم من زعيم العشيرة والقبيلة تجار الدولار والبترول شركاء أردوغان في العديد من المرافق الاقتصادية، والسؤال هنا ماذا سيفعل المؤتمر الوطني الكردستاني، وماذا ستكون نتائج المشاورات واللقاءات التشاورية للقوى الكردستانية؟!

أعتقد أنَّ المصالح الاقتصادية بين العوائل والشخصيات هي الأهم من الوطن لدى البعض من الأطراف الكردستانية وبخاصة التابعين لسياسة الدولة التركية، والمطلوب اليوم من جميع الأطراف الكردية أحزاباً ومنظمات التخلي عن الشخصانية والعودة إلى الوطن والوطنية وعليهم أن يتعظوا بالربيع العربي الذي أصبح خريفاً لأن الأنظمة العربية بقيت على نظام العشيرة والقبيلة والعائلة ثم انهارت وقهرت شعوبها، لذلك العودة إلى التمسك بالوطن والوطنية ضرورة ملحة في هذه الظروف الصعبة التي تمرُّ على الكرد وشعوب الشرق الأوسط.

إن الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد والوقوف جنباً إلى جنب من شأنه أن يمنحهم قوة كبيرة تمكنهم من صد أي عدوان خارجي أو داخلي متمرد أو متطرف وحماية أنفسهم وأوطانهم من شرور الآخرين.

إن الشعب الكردي مستهدف في أجندة الإسلام السياسي التركي والإيراني على الصعيدين (الأخواني والشيعي) و(قومجي) سوري إيراني تركي من هنا، ومن خلال هذه السطور وصوت الحقيقة روناهي نتوجه بالنداء العاجل إلى أخوتنا ورفاقنا في النضال المغردون خارج السرب سواء في إقليم كردستان أو في الفنادق التركية الانضمام إلى المؤتمر الوطني الكردستاني قبل فوات الأوان، فالعدو واحد وهدفه واحد القضاء على الأماني والحلم الوطني للشعب الكردستاني، وستبقى أبواب المؤتمر الوطني الكردستاني مفتوحة على مصراعيها أمامكم، فالخيار الوحيد لنا الوحدة الوطنية لكل الكردستانيين والوحدة تعني التماسك والترابط بين ابناء الوطن الواحد على اختلاف احزابهم السياسية ودينهم وأشكالهم وطبائعهم ومستواهم الثقافي والاجتماعي ولكن رغم هذا الاختلاف والخلاف والتشرذم المقصود من ضعاف النفوس في بعض القيادات السياسية الكردية المتحالفة ضد الشعب الكردي وروج آفا مع العدو الشرس والقذر تركيا وحكومة حزب العدالة والتنمية، ونقول للأخوة المغردون عن السرب الكردي إن التهديدات التركية لمقاطعة (عفرين) والقصف التركي لها ما هو إلا اعتداء غادر علينا جميعاً وسيأتي دوركم ضمن مؤامرة سورية إيرانية تركية للقضاء على استقلال اقليم كردستان، فمشاركتكم في المؤتمر الكردستاني القادم ستكون عناق الأخوة والمحبة في الوطن الواحد وبذلك تكون كردستان الوطن هو النسيج الواحد يكمل بعضهم البعض وهناك الغني والفقير والعامل والفلاح والمدير والممرض والمهندس والبناء كلهم نسيج واحد ولكن المطلوب من اللجنة التشاورية التحضيرية:

1- وقف الهجوم الإعلامي في وسائل الاعلام والمؤسسات الإعلامية الكردية.

2- الحد من نشاط المتطفلين من اشباه المثقفين الكرد الذين يروجون الأكاذيب والهجوم الشخصي على القيادات السياسية.

3- توحيد الخطاب الثقافي الكردي الذي يعتبر ركيزة اساسية لانعقاد المؤتمر الوطني الكردستاني.

4- أن تساهم المؤسسات الثقافية والاعلامية في النهوض بكافة قطاعات الإدارة الذاتية الديمقراطية بالتالي تمهد الطريق نحو مستقبل مشرق لكافة فئات المجتمع حيث إن الوطنية تولد لدى المثقف الحقيقي والانسان الوطني شعوراً بالإنماء نحو وطنه بلاد الكرد كردستان وأبناء شعبه وبالتالي تدفعه لأن يخلص في عمله الثقافي ويطور من نفسه وينهض في توحيد الخطاب الثقافي والإعلامي الكردي والكردستاني.

5- على أعضاء المؤتمر الوطني الكردستاني مهمة أساسية في المطالبة بتوحيد الخطاب الثقافي والإعلامي .

6- السعي لتوحيد الجهود وجمع شمل أكراد الشتات في كل من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر لمشاركتهم في المؤتمر القادم.

7- يجب أن يكون اسم المؤتمر ملائماً يمثل جميع الكرد في كردستان والعالم (ليكن مثلاً المؤتمر الوطني الكردي الكردستاني)، وذلك عندما نقول المؤتمر الوطني يجب أن تكون مشاركة واسعة للكرد في هذا المؤتمر لأن كردستان وطن الجميع حيث يوجد خارج كردستان أكثر من عشرين مليون كردي شردتهم الدولة العثمانية وهجرتهم من وطنهم مع أجدادهم وفي مصر خمسة ملايين كردي وفي الأردن 460 ألف كردي إضافة غلى آلاف من الكرد في فلسطين وفي لبنان 250 ألف كردي، وفي مدينة دمشق (حي الأكراد، ركن الدين) 500 ألف كردي. والسؤال هنا لماذا تم تجاهل أكراد الشتات والمعروف تاريخياً ان الإنسان الكردي يتميز بقدرته على التكيف السياسي والاجتماعي وهو بطبيعة الحال كائن اجتماعي يأنس بالناس ومن حوله ولا يستطيع العيش بمفرده وبعيداً عن وطنه كردستان لذلك من الضروري مشاركة أكراد الشتات من جميع انحاء العالم وهكذا يكون المؤتمر الوطني الكردي الكردستاني.