نوسوسيال

مفكر فرنسي: يقول الكرد شعب رائع”؛

583
كتب المفكر والكاتب الفرنسي المعروف بيرنارد هنري ليفي في صحيفة “التايمز” البريطانية، داعيا إلى طرد تركيا من الناتو عقابا على ما يفعله أردوغان من توطين قسري للاجئين السوريين، وتطهير عرقي ضد الكرد في شمال وشرق سوريا.
وأكد المفكر قائلاً:
نادراً ما يمكن للمرء أن يقول عن شعب بأكمله، دون استثناء، إنهم شعب رائع، لكن يمكن قول ذلك عن الكرد، لقد أظهروا شجاعة لا تصدق في وجه الإرهاب، وصمود كبير في مواجهة المحن، لقد عانوا من الخيانات المتكررة، والاضطهاد المستمر، والمحاولات المتتالية للإبادة الجماعية، ومع ذلك لا يزالون صامدين، ولا يستسلمون سواءً في روح المقاومة أو في قيمهم، لديهم قيم ومبادئ وفكرة عن الإسلام المعتدل الذي يبحث عنه الجميع في الغرب “إسلام علماني يؤمن بحقوق الإنسان ويعترف ويمارس المساواة” وهذه المبادئ تشكل أساس الثقافة والعمود الفقري الروحي والسياسي للشعب الكردي.
وفي سياق متصل ذكر المفكر الفرنسي إن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا هو عمل غير لائق، وأضاف: لقد حارب الكرد أشرس تنظيم إرهابي عرفه العالم، ولن تختفي وصمة العار هذه قريباً عن جبين ترامب وأولئك الذين ساعدوه في اتخاذ هذا القرار، وحسب رأي المفكر الفرنسي، إذا تلطخت يداك خلال الحرب بدماء أعدائك فهو أمرٌ سيئ، والأسوأ بكثير من هذا أن تتلطخ يداك بدماء أصدقائك، إنها وصمة عار لا تمحى.
وتابع: لدي اقتراح محدد وبسيط “يجب طرد تركيا من حلف الناتو”، سيقول الأشخاص الذين يحاولون تهدئة الأوضاع: “إذا قمنا بذلك، سترتمي تركيا في أحضان روسيا وتغير تحالفها”، ولكن هذا أمرٌ غير مقنع لسببين؛ أولهما لقد غيرت تركيا بالفعل من ولائها واتجهت نحو روسيا، فهي تشتري صواريخ أرض جو روسية، كما أنها شريك في الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون التي تسيطر عليها الصين وروسيا، وهي المنظمة التي تشكلت لتكون قوة موازنة لحلف الناتو.
ثانيًا، إننا نجد أنفسنا اليوم في أسوأ وضع ممكن من الناحية الاستراتيجية؛ فكيف يمكننا السماح لحليفٍ كتركيا أن يمارس لعبة مزدوجة!؟ كيف يمكننا الاستمرار في منح تركيا إمكانية الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية التي قد تنقلها بعد ذلك إلى العدو!؟ وكيف يمكننا السماح لها في وقتٍ واحد بشراء الطائرات الأميركية والبطاريات الصاروخية الروسية القادرة على القضاء على تلك الطائرات.
ونوه المفكر إلى أن الاقتصاد مجال يربح فيه الجميع هنالك أنظمة وسياقات تتيح للجميع الاستفادة من مجموعة معينة من الإجراءات، ولكن في الجغرافيا السياسية فإن نسبة القوة هي كل شيء، ما يفوز به شخص لا بد أن يكون خسارة للآخر.
هذا هو السبب في أن فكرة السماح لبوتين أو أردوغان أو بشار الأسد بالظهور كصانعي سلام أو منقذين للوضع ليست فكرة غير أخلاقية فحسب، بل إنها كارثية من الناحية الاستراتيجية.