نوسوسيال

بقلم محمد علي أرسلان/ من عفرين إلى سيناء.. الإرهاب واحد

615

ما حصل ويحصل في شمالي سوريا منذ العقد تقريبًا وما آلت إليه المنطقة إلى خراب وتهجير لأهلها والمتاجرة بهم كلاجئين من جهة، وكذلك قيام المجموعات الإرهابية الممولة من أردوغان من تهجير سكان المدن التي احتلوها بدءً من عفرين ومرورًا بسري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض وكذلك في إدلب التي تحولت لأكبر تجمع لإرهابيي العالم في هذه المنطقة ومن أكثر من خمسين جنسية عالمية. وما عمليات التغيير الديموغرافي والتتريك التي يقوم بها أردوغان وإرهابية في كافة المدن المحتلة، إلا دليل على أنه مستمر بسياسته الإرهابية في المنطقة.

ما حدث أمس في سيناء وبالتحديد في قرية بئر العبد من عمليات إرهابية راح ضحيتها حوالي عشرة من الجنود المصريين، ما هي إلا امتداد لنفس العقلية الإرهابية التي قامت بنفس المنطقة بتفجير المسجد الذي كان المصلين يقيمون الصلاة في يوم الجمعة من عام 24‏/11‏/2017 والذي راح ضحيته العشرات من الضحايا المدنيين. وأنه وبنفس الفترة أيضًا وقبل يومين كان تفجير عفرين الإرهابي الذي راح ضحيته أكثر من خمسون شخص بين قتيل وجريح.

المتتبع لهذه العمليات الاجرامية والارهابية لا يستغرب كثيرًا في التوقيت وكذلك بأسلوب العمليات التي هي كلها عن تفجيرات هدفها واحد وهو نشر الإرهاب النفسي في المنطقة، وهذا ما يوصلنا إلى لنتيجة مفادها أنَّه حتى المنفذ ربما يكون واحد وأن أصابع الاتهام أو بالأحرى الموجه هو أردوغان بشكل مباشر. وما عدا ذلك من يكون المنفذ ما هو ليس إلا أداة ربما يكون ضحية الإرهاب الفكري أيضًا.

من عفرين إلى بئر العبد في سيناء يضرب الإرهاب بكل أدواته بهدف تنفيذ أجندات الخليفة المعتمد لتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير في المنطقة. تختلف الجغرافيا والمكان والزمان ولكن يبقى الإرهاب هو نفسه لا يغير إلا من جلده كما الأفعى، لكن يبقى الجوهر واحد. تتعدد الأماكن ويبقى الإرهاب واحد ويبقى أردوغان هو رأس الإرهاب والوجه الحقيقي لهم أينما كانوا. وما يحاول أردوغان إرساله من الارهابيين من سوريا إلى ليبيا، إلا محاولةً منه لاسترجاع أوهامه العثمانية من جديد على جثث شعوب المنطقة وأطلال مدنها المدمرة.

نقولها ثانية ولربما سوف نكررها بعض الشيء هو أنه ما دام الإرهاب واحد والخليفة الموجه لهذا الإرهاب هو نفسه أردوغان والأدوات هي أيضًا باتت واحدة، فالذين يحاربون في سوريا والعراق هم نفسهم الآن يرسلهم أردوغان إلى ليبيا، حينها ينبغي على هذه الأطراف المعنية من قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت وما زالت تحارب أرهاب أردوغان في الشمال السوري وكذلك قوات الجيش الوطني الليبي التي تحارب نفس الإرهابيين وأيضًا في مصر، أن يشكلوا جبهة لمقاومة الإرهاب الأردوغاني أينما كان، حينها فقط يمكن القضاء على هذا الإرهاب الذي بات ينتشر عابرًا للحدود والجنسيات.

محمد أرسلان علي

شاهد أيضاً

إغلاق

زر الذهاب إلى الأعلى

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط. سياسية الخصو