نوسوسيال

بقلم: الكاتب الصحفي محمد أرسلان علي / مجزرة روبوسكي في عفرين وسري كانيه

471
تحل علينا الذكرى الثامنة لمجزرة روبوسكي التي تمت بأوامر مباشرة من أردوغان وذلك في الثامن والعشرين من كانون الأول من عام 2011، حيث قصفت طائرات تركية على قرية روبوسكي التابعة لبلدة “اولودره” ضمن محافظة شرناخ وراح ضحيتها أربعة وثلاثون مدنياً كُردياً، وهؤلاء الضحايا جميعهم من الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و25 سنة، كانوا ضحية توحش أردوغان للدماء الكُردية المستمرة منذ أكثر من قرنٍروبوسكي لم تكن بالنسبة لعقلية الدولة التركية سوى اسم مجزرة أضيفت لبقية أسماء المناطق أو القرى التي تم إبادتها عن بكرة أبيها أو لمجزرة تمت فيها وعليها الفعل الإجرامي والوحشي لأردوغان رئيس تركيا وخليفة الإخوان المسلمين.
روبوسكي القرية الحدودية التي تعتاش على التهريب بين الحدود نتيجة إهمال الدولة التركية للمدن والقرى الكُردية وافتقارها، تجبرهم على العمل في هذه الأعمال الصعبة وغير القانونية وتحت أعين حراس الحدود حتى يحين وقت الإجهاز عليهم تحت أية حجة كانت.
صدرت الأوامر من أردوغان الذي دائماً ما يتباكى على الضحايا وتكون أيديه ملطخة بدماء المدنيين الذين لا همَّ لهم سوى تأمين لقمة العيش وكسرة الخبز.
إنه ديدن المستبدين من الحكام الذي يحول الشعوب لمجرد عتَّالين يبحثون عن ما يسد رمقهم، وبنظر أردوغان هم إرهابيين لا لشيء سوى لأنهم من الشعب الكُردي، وفق العقلية التركية أن أفضل كُردي، ذاك الكُردي الميت.
بعد ثماني سنوات مرت على مجزرة روبوسكي وما زال المجرم الجناة طلقاء وأحرار ينعمون بما يهبه لهم سيدهم أردوغان، بينما أهل الضحايا وعوائلهم مشردين ما بين المعتقلات والمحاكم أو بجانب شواهد قبور فلذات أكبادهم ينتظرون عدالة المستبد الظالم والقاتل وهو يشرب نخبهم، وكذلك عدالة المحاكم الأوروبية التي رفضت البحث في الدعوة بحجج واهية حماية لأردوغانهم المدلل الذي انقلب عليهم الآن وراح يهددهم إن هم لم يطيعوه.
مجازر أردوغان لا تعرف الحدود والجغرافيا ولا يهمها من تكون الضحية، المهم فقط هو إشباع غرائز وشهوة أردوغان المتعطش للسلطة ولو كانت على حساب الشعوب، من مجزرة كلي زيلان وديرسم ومرعش وروبوسكي وعفرين وسري كانيه، والآن يبحث عن مسلخ جديد يشفي فيه استبداده ربما تكون طرابلس ومصراتة في ليبيا.
المتاجرة باللاجئين والاستثمار بهم لم تشفِ تعطش أردوغان للدماء والدموع والتدمير والخراب، من مصر وليبيا فسوريا والعراق والسودان والصومال وقطر، والآن يعاود الكرة بعدما دمرّ سوريا والعراق يسعى لنشر الخراب والفوضى في مصر والجزائر عن طريق ليبيا.
الأدوات لم تتغير وما زالوا متقمصين دور حمار طروادة وهم الأخوان المسلمين الذين تحولوا بقدرة قادر من مشروع للعدالة المجتمعية وكرامة الإنسان وفق ما كانوا ينادون به، إلى مجرد حمار طروادة لا بل حمير عفرين وسري كانيه وإدلب والآن طرابلس ومصراتة.
وينطبق عليهم قوله تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا”، يحملون كلمات الله وينطقون بها زوراً وبهتاناً لخدمة سلطانهم المنافق الذي يبيعهم في أقرب سوق نخاسة وجواري، حينما تنتهي أدوارهم كما يفعل بهم الآن في إدلب وقبلها في الغوطة وحلب.
ثماني سنوات مرت على مجزرة روبوسكي والقاتل مازال طليقاً والانكى من ذلك أنه يزداد استبداداً وتوحشاً وقتلاً في عباد الله، صرخة روبوسكي ربما ستنتشر في كل المنطقة وتصل ليبيا حتى تتحول لصدىً يحث الشعوب على المطالبة بحقهم من هذا المجرم الذي طغى.
صدى صرخة مجزرة روبوسكي وكذلك عفرين وسري كانيه وليبيا لن تشفع للقوانين الأوروبية ومحاكمها التي صُمّت آذانها وأقفلت أفواهها كرماً لعيون مصالحها الاقتصادية.
وها هي الآن صدى صرخات كافة المجازر بحق الشعب الكُردي والشعوب الأخرى تعود على من شجّع ورعى وساندّ أردوغان في طغيانه وتوحشه وجرائمه، تعود لهم وعليهم من المارد الذي خرج من قمقمه وتمرد على صاحبه، ها هو أردوغان يهدد الدول الأوروبية بمزيد من اللاجئين والإرهابيين إن هم لم يشبعوه مالاً وسلطاناً.