نوسوسيال

الحفاظ على وحدة سوريا من أهم مُنجزات ثورة 19 تموز

620

 

 

 

 


رغم أهمية سوريا كدولة في تشكيل توزان هام ما بين دول الجوار من جانب، ومكانتها في الصراع العربي االإسرائيلي من جانب آخر، لكن لم

تستطع الحفاظ على سيادتها كدولة مركزية، ورقم هام في المعادلة الدولية.

 من بعد الحراك الشعبي في الشرق الأوسط لم تستسغ حكومة دمشق رياح التغيير هذه داخلياً، أما خارجياً؛ فاضطرت إلى الاستسلام في

بعض الأحيان لعدم اعتمادها على ديناميكياتها الداخلية والتي كانت ستشكل نقطة انعطاف هامة في تاريخها إذا ما ركزت على خطوات التغيير

واعتمدت عليها كجزء من تكوينها ضمن سياق التحول المرحلي.

أهم هذه الديناميكيات كانت ثورة 19 تموز التي انطلقت على أسس التغيير الديمقراطي واختارت النهج الثالث في سيرها منذ البداية، ولم تجد

تلك البلدان التي تعاني التقسيم والتشتت والحروب، كثورة روج آفا، ولم تجنِ ثمار ثورتها، بل إنها انقلبت إلى ما يُناقض أسباب ودوافع قيامها،

بعد تدخّل القوى الخارجية لتتحول إلى ثورة مضادة.

بالطبع أخذت سوريا حصتها من هذا الدمار وأولها على يد إرهاب داعش وبدعم من المحتل التركي، الذي استغل الفرصة الذهبية، وتحت اسم

دعم المعارضة السوريّة مثل الجيش الحر بكل فصائله، ومن بعده جبهة النصرة، وفرق ومجموعات عديدة تحت ما يسمى بالائتلاف. تحولت هذه

المجموعات إلى ألعوبة بيد الاحتلال التركي ضد وحدة سوريا، هذه السياسة في أساسها كانت لتفرقة جبهة المعارضة والشتات بصفوفها

واستغلالها للمصالح التركيّة متى ما شاءت، لدى احتلال تركيا لجرابلس يوم 24 آب 2016، لم تُجابه بأية مقاومة بل كانت مجموعات المرتزقة

والإرهاب من جبهة النصرة وغيرهم اليد المساعدة والبصيرة في احتلالها وثم احتلال الباب وإعزاز وإدلب فيما بعد أيضاً، أما في سري كانيه

فكان العكس تماماً، لم تنجح جبهة النصرة في احتلال منطقة سري كانيه في أولى هجماتها في 8 تشرين الثاني 2012 بسبب المقاومة

الشعبية التي اتخذت من النهج الثالث أساساً في مقاومتها. كانت هذه الخطوة انعطافاً هاماً في تاريخ روج آفا وأولى خطوات المقاومة في

الحفاظ على وحدة الأراضي السوريّة.

اختارت شعوب شمال وشرق سوريا مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية بدل المركزية أساساً في نهجها، كما اتخذت من المقاومة الشعبية

أساساً ضد كافة هجمات داعش والاحتلال التركي بعد إخراج قوات حكومة دمشق من روج آفا وبدءاً من مدينة كوباني تحديداً في التاسع عشر

من تموز. انضمت جميع شعوب شمال وشرق سوريا إلى هذه الثورة لتشكل طيفاً سوريّاً أصبحت مركز اهتمام وجذب لجميع العالم وخاصةً

بعدما هزمت داعش وتحديداً مرة أخرى في كوباني أيضاً. استطاعت هذه الثورة بنهجها الديمقراطي وتنظيمها الذاتي، القضاء على داعش

وحماية وحدة الأراضي السوريّة، بالطبع لم يكن ذلك يسيراً حيث قدمت آلاف الشهداء والجرحى ولكن لم تتراجع عن الدفاع، وقد تتالت المعارك

التي شهدت هذه المقاومة دفاعاً عن وحدة الأراضي السوريّة، ورغم حجم التهديدات الدامية من قبل الاحتلال التركي لشمال وشرق سوريا

وخطر داعش، ولكن هذه الثورة نابضة بفضل سياستها الديمقراطية التي تُمثل النهج الثالث كنظام لا مركزي ديمقراطي تحمل صورة موزاييك

الشعب السوري.

 

 

نقلاًعن جريدة روناهي الرسمية في شمال وشرق سوريا