نوسوسيال

أردوغان وتورطه في دعم الارهابيين من أجل عثمنة المنطقة

347

محمد أرسلان علي

وبعد كل ما حصل ويحصل ينبغي علينا أن نكون متيقنين أن أردوغان ما زال يتم التعويل عليه دولياً وخاصة من القوى المهيمنة العالمية لنشر الفوضى في باقي المناطق والدول، وأن المهمة الموكل بها لم تنتهِ لا في سوريا ولا في العراق، بل ربما ستشمل الشمال الافريقي أيضاً بعد أن عاث فساداً في الشمالين السوري والعراقي.

لا يخفى على أحد أنه منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 وأردوغان كان وما زال الداعم الأساسي لتوجه كافة الارهابيين الأجانب إلى سوريا وربط المرتزقة من الداخل السوري بجهازه الاستخباري كي يسيّرهم وفق وأجنداته العثمانية الجديدة.

كذلك أن أردوغان منذ مجيئه للسلطة وحتى الآن لم يتوانَ عن دعم الاخوان المسلمين بمختلف مشاربهم ومسمياتهم وأينما كانوا ليكونوا له الحليف حينما يستولون على كرسي السلطة. وما مسرحياته في دافوس ومن بعدها دعمه لسفينة “ماوي مرمرة” التي أرسلها لمساندة غزة، إلا مسرحيات هزيلة حاول من خلالها خداع البسطاء في أنه المهدي المنتظر الذي سيحرر القدس وفلسطين. ولا ننسى أنه حتى سقوط مدينة الموصل العراقية في 2014 كان بدعم وتخطيط مباشر من أجهزة الاستخبارات التركية التي تأتمر بأردوغان مباشرة. ونعلم كيف أنه تم الافراج عن اعضاء السفارة التركية بعد مسرحية اعتقالهم من قبل داعش، وبعد ذلك كيف تم بمقابل الافراج عن أكثر من 300 عنصر من داعش كانت تركيا تعتقلهم. وبعده في الشمال السوري وكذلك في الداخل كانت وما زالت كافة فصائل المرتزقة تموّل بشكل مباشر من تركيا وهذا ما أثبتته عملية نقلهم من الغوطة ودرعا وحمص وكذلك من حلب إلى إدلب بتعليمات مباشرة من أردوغان وذلك بصفقات مباشرة مع روسيا خلال اجتماعات استانة وسوتشي التي تحولت إلى اجتماعات تفاهمات مقايضة بينهما.

وما كان من محاولة احتلال داعش لمدينة كوباني /عين العرب في خريف 2014 إلا استعجالاً منه لفرض سيطرته على المناطق الكردية في الشمال السوري. بنفس الفترة كان أردوغان يعقد اجتماعاً جماهيرياً ويقول أن “كوباني سقطت، أو خلال أيام ستسقط”، في دلالة على تنسيقه المباشر مع داعش حول عملية احتلال كافة الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا من قبل داعش. وأن عملية طرد داعش من كوباني وغيرها من المدن وخاصة تحرير الرقة ومن بعدها الباغوز التي أصابت أردوغان بالجنون، جعلت منه يتدخل هو بشكل مباشر لتحقيق ما عجزت عنه داعش.

فقام باحتلال عفرين في نفس الوقت التي كانت فيه قوات سوريا الديمقراطية في معركة تحرير الرقة العاصمة المزعومة لداعش. وحتى في اثناء احنلاله وعدوانه على مدينتي رأس العين وتل أبيض حاول الوصول للسجون والمعسكرات التي كانت تأوي داعش وعوائلهم لتحريرهم واستخدامهم في أماكن أخرى. وهذا ما حصل بكل تأكيد حيث نقل أكثر من ألف عنصر مع عائلاتهم إلى تركيا بعد أن استطاعوا الهروب من معسكرات الاعتقال في عين عيس. والآن هم أب الدواعش الذين استطاعوا الهروب يقاتلون مع ما يسمى بالمرتزقة التي احتلت مدينتي راس العين وتل ابيض.

وبالنسبة لأردوغان الذي يعتبر الأب الروحي والشرعي لداعش وبقايا المرتزقة في إدلب ومناطق أخرى، هو من يستثمر بهم إن كان في الداخل السوري أو في الخارج. حيث الآلاف من الوثائق التي تثبت تورط أردوغان بشكل مباشر في دعم وتمويل الارهابيين والمرتزقة وكذلك تسفيرهم إلى أماكن أخرى إن كان في ليبيا كما يحدث الآن أو إلى مصر كما حدث سابقاً وحتى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا وأيضا آسيا.

تفاهم العار الأمني والذل البحري الذي تم توقيعه مؤخراً ما بين أردوغان والسراج ما هو إلا إعلان ما كان موجود مسبقاً بشكل سري وما كان يجري من تحت الطاولة. حيث أن دعم أردوغان للارهابيين في ليبيا ليس وليد لحظة تفاهم العار والذل، بل هو تعويم للعلاقات بينما وكذلك انقاذ للسراج من الخسائر التي باتت تلاحقه نتيجة محاولة الجيش الوطني الليبي في تحرير ما تبقى من مدن تحت سيطرة الارهابيين. الكثير من مقاطع الفيديو والصور والوثائق تم نشرها على مواقع الانترنيت التي تؤكد ارسال تركيا وقطر الاسلحة والعتاد إلى ليبيا دعماً للمرتزقة هناك والتي كانت تتم بشكل سري. ما حصل بعد اتفاق أردوغان – السراج، هو الانتقال إلى العمل العلني ليس أكثر. لأن نقل الارهابيين والاسلحة من سوريا الى ليبيا كان يتم منذ سنوات وليس من الآن.