في الذكرى 45 لتأسيس حزب pKK المصادف 27 تشرين الثاني 1978
تعيد أغلب الادبيات تأسيس حزب العمال الكردستاني إلى العام 1978 حين أصدر بيانا سياسيا دعا فيه إلى إقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا، لكن العودة 50 عاما الى الوراء من ذلك العام تكشف ما هو أكثر عمقا في نشأة حزب العمال.حيث وعدت معاهدة سيفر لعام 1920 الأكراد بدولة مستقلة في جنوب شرقي تركيا، وبعد ثلاث سنوات مزق مؤسس تركيا الحديثة الغازي كمال أتاتورك المعاهدة. وتوصل مع الحلفاء الغربيين إلى معاهدة لوزان عام 1924 التي قسمت الأكراد على عدة دول في الشرق الأوسط.ربما يكون من الاصح إعادة نشأة حزب العمال إلى ذلك الزمن الاشكالي الذي
تغولت فيه تركيا وابتلعت حقوق عدة مكونات من ارمن واكراد وسريان.هذه النشاة اكدتها رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، الهام احمد، في تصريح لها 25 الشهر الجاري ، ونقلته هيئة ال BBC “وفيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني، تعزو إلهام أحمد وجوده إلى سياسات الإبادة التي تنتهجها تركيا مشيرة إلى استراتيجية الحزب ليس في تركيا فحسب، بل في البلدان الأخرى حيث يتواجد الأكراد والتي تهدف إلى إنقاذ الأكراد من الإبادة”.عام 1997 ، وعلى خلفية الجهود الأمريكية لدعم بيع أسلحة لتركيا، صنفت إدارة الرئيس بيل كلينتون حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية
أجنبية، وفي أعقاب توقيع اتفاق أضنة الأمني بين الحكومتين السورية والتركية عام 1998 تم طرد زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان من سورية ومن ثم جرى اعتقاله في كينيا عام 1999، نتيجة عملية استخباراتية مركبة شاركت فيها الاستخبارات التركية والاسرائيلية والامريكية وأجهزة اوروبية.يمكن القول أن شركاء الأمس الضالعين في جريمة “لوزان” وتمزيق حلم الدولة الكردية المستقلة عادوا والتقوا في كينيا لاعتقال حامل هذا الحلم.خاض الحزب منذ العام 1984 حربا ضد
.واضطرته الهجمات الشرسة للدولة التركية للخروج إلى لبنان وسوريا وتلقي التدريب العسكري مع المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين في الثمانينات، ومن ثم عادت الحركة بكوادرها المسلحة إلى جبال المثلث الحدودي بين تركيا والعراق وايران لمتابعة النضال.وصل الصراع مع الدولة التركية إلى ذروته أواسط تسعينيات القرن الماضي.ودُمرت آلاف القرى الكردية في جنوب شرقي وشرقي تركيا، مما اضطر مئات الآلاف من الأكراد للنزوح إلى اجزاء اخرى من تركيا.ازاء سياسة الأرض المحروقة وارهاب الدولة التي اتبعتها تركيا، انطلق الحزب من جذوره الماركسية اللينينية ليعيد بناء نظريته بشكل جدلي
مع الواقع، وتوصل الزعيم المؤسس “عبدالله اوجلان” الملقب اختصارا ب”آبو” الى ان الخيار الأفضل ضمن ممكنات الواقع هو “الإدارة الذاتية” في إطار الدول التي انتجتها اتفاقات سايكس بيكو واستنادا إلى مفهوم “الأمة الديمقراطية” الذي يتيح لعدة مكونات التعايش بشكل ديمقراطي يحفظ حقوقها الثقافية والسياسية.يصنف حزب العمال الكردستاني من قبل الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة واسرائيل على أنه فصيل إرهابي. رغم ان الحزب أطلق عدة مبادرات لوقف القتال