نوسوسيال

تقدم التقني ومتغيرات العصر. الفضاء الإليكتروني (إيجابياته وسلبياته)

355

 

اد.عادل القليعي أستاذ الفلسفة الإسلامية آداب حلوان.مصر  /

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 

بداية لابد أن نعلم جيدا أن للثورة المعلوماتية، والتقدم التقني والفضاء الاليكتروني، والمنصات الافتراضية، لهم إيجابيات كثيرة، إذا ما استغلت استغلالا حسنا بعيدا عن التلاعب والفوضى والعبث، بعيدا عن الإبتزاز الأخلاقي، الإبتزاز السياسي، الإبتزاز الإجتماعي والأنثربولوجي.
نعم له إيجابيات عديدة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
التواصل المستمر مع بني الإنسان مهما اختلفت الألوان والأجناس واللغات
مهما اختلفت الفنون والآداب والثقافات.
فقد يحدث تواصلا فكريا كما هو حادث الآن على المنصات العلمية والثقافية، بل وكان له أثره الفعال وقت أزمة جائحة كورونا.
فقد كان للفضاء الإليكتروني دور فعال في إدارة الأزمة عن طريق إستخدام التطبيقات المختلفة من تطبيق الزووم، والاوبكس، والانستجرام، وذلك عن طريق عقد لقاءات تعليمية أون لاين عن بعد، صحيح كان هناك عقبات في أول التعامل مع هذه التقنيات لكن بكثير من الجهد تم السيطرة على هذه العقبات.
نعم هذه الثورة المعلوماتية أثرت تأثيرا فاعلا محققة تواصلا فقد لا نعرف بعضنا البعض كوجودي مادي، وإنما تعارفنا ككيانات فكرية مستقلة كل يحمل ما يحمله من فكر وثقافة، وهذا هو المأمول والمنتظر من هذا التواصل الفكري الذي يحقق ويدعم حوارا بناءا، الكل يدلي بدلوه في قضية كالتي نكتب عنها الآن، الإبتزاز الإليكتروني وجرائمه، لكن سيكون الحوار مثمرا لا من خلال إبداء وجهات النظر فقط، وإنما بالخروج بتوصيات تقدم للجهات المختصة لتضعها حيز التنفيذ، لا أن توضع في الأدراج أدراج المكاتب وكأن شيئا لم يكن.
أيضا من الإيجابيات المعتبرة للتقدم التقني الحصول على المعلومات التثقيفية بمنتهى السهولة واليسر، بضغطة زر نحصل على مكتبات شاملة تتيح الفرص أمام الدارسين لإجراء بحوث منضبطة تفيد صاحبها، وتفيد وطنه الذي يعيش فيه، فبدلا من صعوبة الحصول على المصادر والمراجع يحصلوا عليها إلكترونيا عن طريق تمويلها بصيغ البي دي إف، من خلال المكتبات الشاملة.
أما السلبيات، فحدث ولا حرج، أخطر هذه السلبيات جرائم الإبتزاز واستغلال الآخر مما يؤثر عليه سلبيا فيؤثر نفسيا فيصاب بالمرض النفسي الذي قد يودي بصاحبه إلى الانطواء واعتزال الناس، أو قد يودي به إلى الانتحار نتيجة تهديد هذا المبتز له أو لها بأن سينشر صور له أو لها، فإما أن ينقاد ويلبي كل طلباته كأن يطلب منه أموالا طائلة نتيجة تهديداته، أو يطلب منها مثلا أن تعمل معه في ما هو ليس من جنسها ولا يتواءم مع اخلاقياتها، فالنتيجة الحتمية الوقوع في براثن الرذيلة.
كذلك ثم نوع أشد خطرا الابتزاز السياسي وسرقة معلومات تهدد الأمن القومي للدول كسرقة ملفات سياسية، أو إقتصادية تحمل سرية مشروعات عملاقة مثلا.
أو حتي إجتماعية، أو ملفات تهم البنيات التحتية للدول، وحتى يتم استردادها يدفع للمبتز ملايين الدولارات.
ثم الابتزاز الفكري والذي يتمثل في سرقات مجهود الأدباء والكتاب والمفكرين كأن يتم السطو على حساباتهم وأخذ كل ما فيها من مقالات، أو دواوين شعرية أو مجموعة قصصية أو سرقة تسجيلات إذاعية وتليفزيونية، وإذا طالبت باستردادها أدفع حتى تحصل عليها.
إن جرائم الإنترنت باتت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، ومن ثم أصبح الأمر ملحا أن تتضافر كل الجهود لدحر هذه الظاهرة، ظاهرة الإبتزاز.
بل ينبغي على الدول أخذ الحيطة والحذر لحماية أصحاب الحقوق من تفعيل عقوبات رادعة وتفعيل قوانين تضرب بيد من حديد على يد أمثال هؤلاء المبتزون.
وتفعيل دور مباحث وشرطة الإنترنت.
هذا من جانب.
ومن جانب آخر لابد أن يكون ثم دور لمن يقع عليه الابتزاز، بعدم الاستسلام وعدم الخوف من هؤلاء حتى وإن تم تهديدهم بصور أو بأمور أخرى فعليهم فورا التقدم ببلاغات للنيابة العامة والمدعي العام، حتى يتم السيطرة على أمثال هؤلاء المنحرفين عن القوم.
فدعوا الخوف واطرحوه جانبا حتى تستطيعون العيش في سلام وأمن واستقرار، فبسك تناول نعطي الفرص لأمثال هؤلاء أن يتمادوا في أفاعيلهم التي يندى لها الجميع.
ومن ثم ومن باب أولى نفوت على هؤلاء الشرزمة وأمثالهم، نفوت عليهم الفرصة ونضيق عليهم ونخنقهم بالقانون.