نوسوسيال

ماذا عن الخلافات الروسية الأمريكية ؟… والصراع مع أوروبا ؟…

686

الصراع السياسي الروسي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط

/,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,/
يثير موضوع “العلاقات بين روسيا_والولايات المتحدة ، في الجانبين السياسي والاقتصادي”، اهمية علمية وعملية، كونه يناقش موضوع لا يمكن لاي منطقة او اقليم في العالم ان يكون بمنأى عنه، بحكم ما تتمتع به روسيا والولايات المتحدة من امكانات وموارد قوة ان روسيا وريث الاتحاد السوفيتي، تملك من الامكانات السياسية والعسكرية والاقتصادية والحضارية ما يجعلها عامل مؤثر دوليا، والامر اكثر منه المتعلق بالولايات المتحدة، فهي القوة العظمى الرئيسية في عالم اليوم، منذ تفكك الاتحاد السوفيتي.والاكثر منه، ان كل من القوتين لهما مصالح ولهما سياساتهما تجاه منطقة الشرق الأوسط عامة، وهو ما يجعل المنطقة في جانب منها تتاثر باي سياسة تصدر من اي من الدولتين، ومجال تفاعلها في منطقة الشرق الأوسط.

ان موضوع الدراسة، ناقش “قضية التنافس الاقتصادي والسياسي بين الدولتين : روسيا والولايات المتحدة، وناقش بالتحديد تنافسهما في الشرق الأوسط”، ومثل هذه النقطة تقتضي التعامل مع عدة متغيرات وقضايا اهمها: معنى التنافس ، وكيف كان بين الدولتين الروسية والأمريكية ، وفي علاقاتهما الاقتصادية والسياسية الدولية كافة، فضلا عن اهمية الشرق الأوسط للدولتين الروسية والأمريكية، ولعلاقاتهما، واخيرا، اهمية ومضامين التنافس بين الدولتين في الشرق الأوسط.
ان الهدف الذي تتوخى الدراسة تحقيقه تمثل “بتحليل السياسات الروسية والأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. وبيان مضامين التنافس الاقتصادية والسياسية في علاقات الدولتين، وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدا، بوصفه واحد من التفاعلات المهمة في العلاقات الدولية، وبضمنها العلاقات الاقتصادية الدولية”.

 

وقد سعت الدراسة في ثنايا عرضها لموضوعها الى التعامل مع مشكلة بحثية مفادها: “ان الشرق الأوسط محط لعلاقات التنافس الروسية الأمريكية، نظرا لاهميته، فالشرق الأوسط يؤثر نسبيا على القوى الاقتصادية العالمية لما يتمتع به من اهمية بسوق النفط والغاز الطبيعي، لكن اهمية هذه المنطقة يقابلها عدم استقرارها ، وهو ما يطرح عدم اليقين بمخرجات حالة التنافس التي تسود العلاقات الروسية الأمريكية بشان هذه المنطقة. بمعنى ان حالة التنافس التي تتطبع بها العلاقات الروسية-الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط انما ستنتهي إلى مخرجات، يغلب عليها عدم اليقين”.
ان البحث في موضوع “التنافس بين روسيا والولايات المتحدة يقود الى موضوع يتسم بالديناميكية”، كون القوتين من اقطاب النظام الدولي، وان اي سياسة يتبعانها انما تؤثر ليس على الدولتين فقط انما يمتد تاثير سياساتهما على النظام الدولي قاطبة بشكل او باخر، ولقد تم بيان في هذه الرسالة “ان العلاقات الروسية-الأمريكية احتوت قدرا من التنافس، كما احتوت على التعاون والصراع.والتنافس بين الدولتين لم يكن مقتصرا على الجانب الاقتصادي انما امتد الى الجانب السياسي، كون كل دولة منهما سعت وتسعى الى حماية مصالحها وتوسيع دائرة نفوذها، وهو ما قادهما الى اعتماد كل الوسائل المتاحة في سبيل تحقيق غاياتها”.

 

/,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,/,

 

إن أصل المشكلة في ذلك الصراع تكمن في عدم اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمناطق النفوذ الروسي والتي تعتبرها روسيا مرتبطة بشكل مباشر بأمنها القومي في حين أن الولايات المتحدة تعتبر تلك المناطق والتي على رأسها أكرانيا كوسائل ضغط لإملاء شروطها على النظام الحاكم في موسكو ويكون هذا المفهوم أكثر وضوحًا لو قمنا بإجراء مقارنة بسيطة بين علاقة أمريكا بدولة كفرنسا على سبيل المثال وهنا يطرح السؤال نفسه، ما الأسباب والمبررات التي تجعل العلاقات الأمريكية الفرنسية أكثر استقرار ومتانة من العلاقات الأمريكية الروسية؟

هناك من يرى أن تشابه نظام الحكم في كل من أمريكا وفرنسا من حيث إجراء انتخابات بشكل دوري تؤدي إلى تغيير حقيقي في رأس السلطة قد يكون أحد الأسباب في متانة تلك العلاقة، ولكن هذا الرأي يعتبر مستبعدًا في ظل التقارب الذي حدث مؤخرًا بين الولايات المتحدة وكوبا رغم الاختلاف الكلي في نظام الحكم في كلتا الدولتين، ورغم ذلك قامت الولايات المتحدة برفع العقوبات الاقتصادية عن كوبا.

ومن هنا يظهر جليًا أن جوهر الخلاف الروسي الأمريكي ليس اختلاف نظام الحكم، وإنما في عدم اعتراف الولايات المتحدة بمناطق النفوذ الروسي، في حين أن الولايات المتحدة تعترف بشكل واضح وجلي بمناطق النفوذ الفرنسي، وخاصة في دول غرب أفريقيا، بدليل أن فرنسا تقوم بتغيير أنظمة حكم ورؤساء دول دون أن تقوم الولايات المتحدة بالاعتراض على ذلك، بل على العكس تمامًا فإنها تقوم بدعم تحركات فرنسا.

وعلى سبيل المثال قيام القوات الفرنسية في دولة ساحل العاج ( كوت ديفوار) بإسقاط نظام الرئيس السابق لوران باغبو بل قيام القوات الفرنسية بالقبض على الرئيس بشكل مباشر من داخل قصره وتنصيب المنافس له الحسن وتارا رئيسًا للدولة، وذلك كله تحت سمع وبصر الولايات المتحدة بل بدعمها المباشر، والسبب في ذلك كما ذكرت هو اعتراف الولايات المتحدة ولو بشكل ضمني أن ساحل العاج (كوت ديفوار) تقع ضمن إطار النفوذ الفرنسي.

ولكن لو نظرنا إلى ذات الموضوع ولكن من زاوية أخرى نجد أن سبب الخلاف الروسي مع الغرب في الشأن الأوكراني يرجع إلى اختلاف نمط السلوك الروسي تجاه الأزمة الأوكرانية في عام 2003 في ما سمي آنذاك بالثورة الملونة التي أفضت إلى وصول مناوئين لروسيا لسدة الحكم في أوكرانيا، وكان على رأسهم يوليا تيموشينكو، ورغم ذلك فإن روسيا بقيت صامتة والتزمت الحياد ولم تتدخل في الشأن الأوكراني، وهو ما كان له أثر إيجابي وجيد لصالح روسيا بدليل أنه وبعد 4 سنوات من وصول الثوار الأوكران للحكم قام الشعب الأوكراني بإسقاطهم من خلال انتخابات حرة نزيهة شهد العالم بأسره بشفافيتها.

وأسفرت عن رجوع الموالين لروسيا (حزب الأقاليم) إلى سدة الحكم مرة أخرى دون أدنى تدخل من الجانب الروسي، فلماذا اختلف نمط السلوك الروسي في عدم التدخل في الشأن الأوكراني في عام 2003 إلى التدخل الواضح في عام 2014 الذي أسفر عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في إقليمي دونتسك ولوغانسك.

لعل الحل الأقرب لتلك الأزمة المعقدة بين روسيا والقوى الغربية يكمن في قيام الجانب الروسي بإعادة ترسيم مناطق نفوذه الإقليمية على ألا تكون الأجزاء الأوكرانية الخاضعة لسلطات كييف الموالية للغرب ضمن تلك المناطق، وبالمقابل يقوم الغرب بقبول الاقتراح الروسي الذي ينص على إقامة مناطق فيدرالية ذات حكم ذاتي خاضعة لسيادة الدولة الأوكرانية وعلى رأسها إقليمي دونتسك ولوغانسك، مع قيام الحكومة الروسية بإجراء استفتاء آخر في شبه جزيرة القرم على أن يكون هذه المرة بإشراف دولي وإقليمي وروسي بحيث تكون نتائج الاستفتاء من الناحية القانونية في هذه الحالة ملزمة لجميع الأطراف في المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ترى بعض دوائر صناعة القرار في موسكو أن خروج الأجزاء الأوكرانية الخاضعة لسلطات كييف من دائرة النفوذ الروسي من شأنه أن يؤثر على قيام الاتحاد الأوراسي الذي تعتبر موسكو أن أوكرانيا هي جزء من ذلك الاتحاد الأوراسي، هذا الكلام قد يبدو صحيحًا من الناحية الجيوسياسية ولكنه ليس كذلك من الناحية الاقتصادية؛ وذلك أن أوكرانيا دولة فقيرة قليلة الموارد ومثقلة بالديون هذا إلى جانب الاضطرابات السياسية فيها من حين لآخر.

كل هذه العوامل وغيرها تجعل أنه ليس من مصلحة الاتحاد الأوراسي انضمام أوكرانيا إليه على الأقل في المرحلة الحالية وخصوصًا أن أحد الأقطاب الرئيسية في هذا الاتحاد وهي كازاخستان ترى أنه اتحاد اقتصادي أكثر منه سياسي، أما بالنسبة لمسألة تهديد سلطات كييف بتقديم طلب العضوية للاتحاد الأوروبي فأنا أستبعد حصول أوكرانيا على موافقة الاتحاد الأوروبي على طلب الانضمام، وذلك أن الاتحاد الأوروبي ليس مستعدًّا لتكرار تجربة اليونان مرة أخرى، والتي ما زالت تداعياتها على الاقتصاد الأوروبي إلى يومنا هذا.

صراع النفوذالروسي الأمريكي على المنطقة العربيه

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, /                              /,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اليوم وتزامناً مع تصاعد حدة الخلافات الروسية – الأمريكية،حول مجموعة ملفات دولية، يقرأ بعض المتابعين ان تسخين اجواء الحرب الباردة مجدداً بين الروس ورثة الاتحاد السوفيتي ،والأمريكان رأس حربة حلف الناتو والتي يعتقد البعض أنها قد انتهت منذ مطلع تسعينات القرن الماضي بين القوى الغربية وروسيا ،قد يصب بخانة احتدام الخلافات بين الروس والأمريكان،وبهذه المرحلة من الواضح ان تفاصيل هذه الحرب قد عادت اليوم بحرب سياسية أكثر سخونة ،والسبب بذلك هي مساعي الغرب ورأس الحربة له وهي أمريكا بمحاولة التعدي على مناطق النفوذ الروسي بالمشرق العربي والمشرق الأوروبي .
  
الروس بدورهم يعون ويدركون جيداً ان احتواء امريكا لحركة ما يسمى “تصاعد النفوذ الروسي” ماهو الا عاصفة امريكية وحرب خفية تقودها امريكا وبوجوه متعددة لتغيير شكل الخارطة الجغرافية والأمنية الاقليمية وحتى الدولية وسترسم وفق نتائجها المنتظرة طبيعة جديدة لشكل العالم الجديد سياسياً على الاقل، ولذلك أدرك الروس مبكراً أن هذه العاصفة الكبرى التي ضربت العالم والمشرق العربي بالتحديد هي تستهدف بجملة ما تستهدف تشكيل واقع جديد للمنطقة العربية بما يخص موازين القوى ومناطق النفوذ بما ينعكس على توزيع جديد لمناطق النفوذ والتحالفات والثروات والطاقة بالمنطقة على القوى العالمية الكبرى ، وهذا بدوره ما سيجعل الروس يخسرون الكثير من مناطق نفوذهم التي كانت ومازالت بعضها تحسب عليهم منذ آمد بعيد وخصوصاً ببعض مناطق اقصى المشرق العربي.
  
منذ انطلاقة تلك العاصفة على المشرق العربي ، بدأ هنا تشكيل مرحلة وخريطة جديدة فمراكز النفوذ بدأت بالتحول ومراكز القوى والنفوذ تغيرت، ومن هنا قررت القوى الغربية ورأس حربتها امريكا أن هذه الفرصة هي الفرصة الأنسب لأعادة تقسيم الكعكة العربية فيما بينها ، مما استفز حفيظة بعض القوى الشرقيه بالعالم التي تعتبر الاقرب للعرب ومنها الصين وروسيا، فهذه العاصفة”الربيع العربي” ، قد بدأت بإعادة ترتيب مواقع القوة والنفوذ بالمنطقة وبواقع جديد، مما اثار مجموعة من الخلافات بين القوى الغربية والشرقية حول مواقع القوة والنفوذ الجديدة بالمشرق العربي .
 
وأول هذه الخلافات حول الربيع العربي ومراكز القوى بين الغرب وروسيا كانت في ليبيا وعندها طعنت دول الغرب روسيا بالظهر في ملف ليبيا وحينها خسر الدب الروسي مركز نفوذ في المغرب العربي وشمال افريقيا كأن يشكل عامل أمان للروس وقوة في هذه القارة ومعبر أمن للدولة الروسية للاتساع والولوج اكثر بعلاقاتها مع باقي دول المغرب العربي وشمال افريقيا وجنوبها وشرقها ،وحينها ادرك الروس انهم خدعوا من دول الغرب وعندها ادركوا ان هناك مؤامرة كبرى تستهدف مراكز نفوذهم بالمنطقة العربية.
 
وعندما أتسع نطاق هذه العاصفة ” الربيع العربي” ،ووصل الى الدولة السورية وبدأت القوى الغربية بالتجهيز لتشكيل واقع جديد للدولة السورية يستهدف بناء قاعدة نفوذ لها هناك على حساب الروس، ومن هنا برز الملف السوري كواجهة أولى للصراع بين قوى الشرق والغرب ، وهنا استمات الروس بالدفاع السياسي والامداد اللوجستي للدولة السورية ولجيشها ، من مبدأ انها اذا خسرت سورية فأنها ستخسر نفوذها وقاعدتها الاخيرة وحلفها الاخير مع دول المشرق العربي .. والروس يعلمون جيداً ويدركون ان الهدف القادم للغرب ولو بعد حين سيكون روسيا ولذلك هم اليوم يستميتون بسورية ، فهم ادركوا حقيقة المؤامره الكبرى عليهم اولاً ،وثانياً على الدولة السورية، ولذلك يدرك الروس اليوم وأكثر من أي وقت مضى انهم اصبحوا بشكل اكثر واقعية تحت مرمى وتهديد الدول الغربية فهم اليوم بأتوا بين مطرقة الدرع الصاروخية الأمريكية التي باتت بحكم الواقع قريبة من الحدود الروسية، وتشكل خطر محدق بأمن المنظومة العسكرية والمجتمعية الروسية ، وخطر خسارة مناطق نفوذها بسورية واواكرانيا لصالح الغرب، وما سيتبع ذلك من احتمالات لفقدها لكثير من مناطق نفوذها بالشرق الاقصى والشرق الأوروبي وبالعالم العربي، وسندان تقويض جهودها الساعية للوصول الى مناطق ومراكز نفوذ جديدة .
 
ختاماً، هنا علينا أن نعلم جميعاً انه لايمكن أبداً للروس ان يقدموا الملف السوري لأمريكا على طبق من ذهب ،بمقابل تنازل امريكا عن الملف الأوكراني واعادته للروس،فالروس يعلمون جيداً ان سورية بالنسبة لهم كما اوكرانيا بل قد تكون أكثر اهمية من اوكرانيا نفسها بالنسبة لهم ، فاليوم لاندري تحديداً ان كانت نقاشات واتفاقات “التفاهمات”التي جرت مؤخراً بين الروس والامريكان قد وصلت لنقاط التقاء بين البلدين ،ام ان الدب الروسي سيضطر للتكشير عن أنيابه من جديد ليعيد الكره الى الملعب الاول عن طريق الولوج بحرب ساخنة جديدة مع امريكا وستكون نوأة انطلاقتها على الاغلب من أوكرانيا، والسؤال هنا ،أن دخل الروس فعلاً بهذه الحرب الساخنة من جديد هل سيستطيعون ايصال رسائلهم للغرب والى الجميع بأن الروس موجودين ولن يتنازلوا وسيستمروا بالتوسع بكل الاتجاهات؟، ام أننا فعلاً سوف نرى انكفاء روسي واعادة تموضع لروسيا لأعادة ترتيب اوراقها من جديد وخصوصاً بالداخل الروسي الذي بدأت ملامح الفوضى الامريكيه تحرك بعض من فيه ؟!، ومن هنا سنترك كل هذه الاسئلة للقادم من الايام لتجيبنا عليها وتعطينا صورة وملامح وشكل موازين القوى بالعالم الجديد التي يتم صنع موازين القوى ومراكز النفوذ فيه من جديد وتحديدآ من سوريا ..