نوسوسيال

بقلم الدكتورة هند الشومر : رؤية المسؤول

379

 

عند تولي أي شخص المسؤولية فإن الجميع ممن حوله يترقبون أداءه لتطوير الموقع الذي يحتله ويتحمل فيه المسؤولية، وهذا حق لهم، لتكون رؤيته واضحة للجميع وتعبر عن أهداف ومنهجية علمية بعد دراسة دقيقة وتقييم للموقع الذي سيتولى مسؤوليته.

وهذه أحلام وتكاد تكون مجرد تمنيات في الخيال العلمي حيث ان بعض الأشخاص الذين يتولون الكثير من المواقع فإن اهتمامهم يكون على إعداد وتجهيز المكتب الفخم وتزويده بالموظفين وإعداد الأختام بالتوقيعات بحجم كبير وبأقلام سميكة الخط واختيار من يقومون بدراسة البريد الوارد ووضع التأشيرات ويكون دور المسؤول فقط التوقيع على تلك التأشيرات بغض النظر عن محتواها وحتى لو كانت بألوان وحروف مختلفة عن توقيعه ودون تحمل عبء قراءة البريد واتخاذ القرار المناسب والتأشيرة المناسبة وفقا لما يحتله من موقع.

وهناك أمثلة واضحة عن توقيعات بعض المسؤولين على تأشيرات وضعها موظفو المكتب على المعاملات ولا تمت بصلة للمواضيع الواردة وتكشف عن فوضى إدارية، بل وقد تفتح أبواب الفساد الإداري والمالي، وقد تعطل بعض الأعمال المهمة بسبب التأشيرات غير المناسبة.

ولا يوجد حتى الآن أي جهة تحاسب على هذه الفوضى وعدم الجدية في تحمل المسؤولية ولو أن شرط شغل الوظائف القيادية تضمنت وضع رؤية واضحة لكل مسؤول ومتابعة مدى الالتزام بها من جانب الجهات المختصة لمتابعة الأداء الحكومي لاختفت مثل تلك الظواهر السلبية في وضع مسؤول بلا رؤية واضحة أو قيام موظفي مكتبه بالبت في القرارات والمسؤوليات ووضع التأشيرات على الكتب وبألوان وخطوط مختلفة كاشفة بذلك عن الفوضى وعدم احترام الموقع والمسؤولية.

وإن مثل تلك الأمور يمكن معالجتها بحسن اختيار المسؤول وفقا لشروط موضوعة لا مكان فيها لأصحاب الواسطة وهواة القفز بالباراشوت وأصحاب التواقيع والأختام المضحكة ممن فقدوا الرؤية وضاعت منهم القدرة على الاهتمام وتقييم أهمية وضع الرؤية الدقيقة والالتزام بها في جميع المواقع وخاصة تلك التي تمثل مفاصل إدارة الجهاز الإداري للدولة.

ولا يمكن تحمل غياب الرؤية الواضحة لكل موقع في وقت تتطلع فيه الدولة إلى تحقيق التنمية الشاملة وفق أحدث أساليب الإدارة الحديثة التي تدفع إلى التميز والإبداع بما يتناسب مع مكانة الكويت ومواردها وإمكانياتها التي قد تهدر في غياب المسؤول المناسب في موقع المسؤولية، وخاصة أن اختيار المسؤول صاحب الرؤية الواضحة هو بلا شك أحد عوامل النجاح لأي مؤسسة وهو الأمل المشروع للمجتمع والذي أنشئت المؤسسة من أجله ضمن منظومة الأداء الحكومي المتكامل.