نوسوسيال

بقلم ماجدة العطار؛ ديموقراطية الفوضى.. وفوضى الديموقراطية

534

الديموقراطية وهي شكل وأسلوب ونظام في إدارة السياسات، ابتداءً من خلية المجتمع الأولى، وصولاً إلى أكبر التنظيمات المجتمعية وبلوغاً إلى الدولة.
والديموقراطية لها ما لها وعليها ما عليها، ذلك أنها ليست دائماً المُعبّر الصحيح عن تقدّم المجتمع والدولة، رغم أنها أرقى أشكال النظم السياسية.

فِعال الديموقراطية لجهةِ نتائج ممارساتها وبيان إن كانت جيدة أو سيئة مرهونة بالتطور في التشكيل المجتمعي إلى جانب العلم والثقافة والسير باطراد في تراكم التجارب والخبرات والنظر بعين العقل النقدي للمسيرة العامة للدولة وللمجتمع.

دول العالم الأول تَنعم وتنتعم بنتائج الديموقراطية في كافة المجالات الحياتية، إن في السياسة والثقافة والعلوم والاجتماع الانساني وفي الوفرة وحتى في الندرة، لأن تلك الديموقراطية أتت على قواعد وأسس قوية وبعد صراعات وحروب كثيرة على مدى سنوات طويلة، حتى توصلوا إلى أنه لا مناص من التخلّص من عبء كل ما يسيء إلى الوحدة.

الدولة هي الوحدة الكبرى، تَصغُر كل الولاءات أمام الولاء لها، ومن هنا تُشكل الانتماءات الثقافية درجة ثانية بعد الانتماء الأهم للدولة. أما في مجتمعاتنا، وإن كانت لم تزل الديموقراطية طريّة العود، ورغم كثير من المآثر والإيجابيات، فلم نتخلص من المثالب التي تعد نقيصة في حياتنا السياسية والثقافية.

فكلما ازدادت الديموقراطية حاجة ظهرت سلبيات ممارساتها بصورة الفوضى من خلال المزايدات في تغليب الخاص على العام.

الشعبوية تقوم على إثارة النعرات للحصول على تأييد ورضا الجماعات على حساب الأوطان. وهذا ظهر جليّاً في الفترة القريبة الماضية، حينما تعطّل العمل الديموقراطي باسم الديموقراطية على هيئة سلوكيات خارجة على كل أشكال التعبير الديموقراطي.

الديموقراطية ربما تُنتج الفوضى في حال كنا لسنا أهلاً لها. إلا أن هذه البلاد فيها من أهل الحكمة ما يكفي لوضع الأمور في نصابها.

إلى المزيد في إعلاء كلمة الوطن على الطائفة وعلى القبيلة بمشاركة حقيقية للمرأة في الحياة العامة والسياسية على الأخص.

https://alqabas.com/article/5870481 :إقرأ المزيد