نوسوسيال

بقلم الدكتور توفيق حمدوش: الدبلوماسية الثقافية مفتاح الكرد للعلاقات الدولية

408

أهمية الدبلوماسية في تطور العلاقات الدولية كبيرة للغاية حيث أنها الرابط الرئيسي بين الدول في الوقت الحالي وبعضها البعض، وهي الوسيلة الأولى للتواصل بين الدول وبعضها البعض ومتابعة مدى إحكام الاتفاقيات وتنفيذها، كما أنها تدعم بشكل كامل التبادل في الثقافات والتبادل السياسي والتجاري بين الدول لذا أقترح على كافة القوى السياسية الكردية الأهتمام الكبير في تطور العلاقات الدبلوماسية على الصعيدينالأفليمي والدولي والتحرك نحوى تدويل القضية الكردية عالميا  وعلى القوى و الأحزاب السياسية الكردية العمل على اعداد جيل من شباب  الكرد وتدريبهم عل العمل الدبلوماسي وكيفية بناء جسور للعلاقات الدولية  على المستوى العالمي  دعونا نتابع في السطور الآتية كل ما يتعلق بالدبلوماسية ودورها الهام وأهميتها بالنسبة للشعب الكردي وكردستان .

تعريف الدبلوماسية 

هناك العديد من التعريفات الخاصة بالدبلوماسية والتي اختلف عليها الكثير من الفقهاء في القانون الدولي وسوف نعرض عليكم مجموعة من التعريفات التي اتفق عليها أغلب الفقهاء، وهي التي توضح كافة التفاصيل الخاصة بهذا المفهوم وتوضح بشكل كامل معنى الدبلوماسية والتي تشمل التعريفات الآتية:

تعريف ارنت ساتو بأنها الطريقة المثلى في استخدام الذكاء بالشكل الصحيح في إدارة العلاقات بين الحكومات الخاصة بالدول المستقلة.وقضايا الشعوب المستعمرة من القوى الكبرى التي احتلت بلاد الكرد كردستان وقسمتها على الدول الاقليمية بالشرق الأوسط سوريا وتركيا والعراق وايران  وكردستان قفقاسيا الحمراء بروسيا.

تعريف هنري كيسنجر بأنها القدرة على التغلب على الخلافات الدولية والتكيف معها والتي توافق معه في التعريف بانكيرا سفير الهند بأنها هي الفن التي تستخدمه الدول في شكل سياسي لتفضيل المصالح الدولية على مصالح الآخرين.

تعريف هاورد نيكلسون بأنها هي العمل على إدارة كافة العلاقات الدولية من خلال المفاوضات، وان السفراء والمبعوثين يقومون بمعالجة وإدارة تلك العلاقات بشكل كبير ، وأن الدبلوماسية بكل المعاني التي شملتها سواء كانت القديمة أو الحديثة فإنها تسير جنبا لجنب مع القانون الدولي وأنها مجموعة متكاملة من القوانين والبروتوكولات والمراسم الدولية التي تنظم تلك العلاقات بين الدول وبعضها البعض إضافة إلى الأعراف والقواعد المتفق عليها من تلك الدول بشكل خاص. وهناك شعوب وقوميات قسمت أوطانهاوتشردت شعوبها وكردستان اليوم محتلة في كل من من تركيا وايران وروسيا وسوريا ونتيجة لاستبداد حكام هذه البلدان اضطهد الشعب الكردي ومورست أبشع أساليب القمع. ومنذ اعتقال القائدالفيلسوف والمفكر الكردي عبد الله أوجلان واختطافه من كينيا تدولت القضية الكردية عالميا, وتصدرت القضية الكردية المرتبة الأولى بين قضايا شعوب الشرق الأوسط . ولكن للأسف الشديد بغياب واضح للحراك الدبلوماسي الكردي ولهذا المطلوب اليوم إعادة قراءة جديدة لكل المستجدات الإقليمية والدولية والتداعيات السياسية على الساحتين الكردية والدولية ومن هنا يتوجب على كافة القوى والأحزاب السياسية الكردستانية توحيد الصفوف في خندق واحد وخطاب سياسي وثقافي واحد ودبلوماسية واحدة على الصعيدين الداخلي والدولي ورفدعناصر مثقفة ومتمكنة  في العلاقات الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي

 

أنواع الدبلوماسية

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

هناك العديد من أنواع الدبلوماسية ولكل نوع منها دوره في تطور العلاقات الدولية وبعضها البعض، لذا نتناولها جميعًا في سطور ملخصة لكي نبرز مفهوم كل نوع منها والدور التي تقوم به في تنظيم وتنسيق العلاقات الدولية المختلفة، وتلك الأنواع تتلخص في الآتي:

الدبلوماسية الجماعية

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إن الدبلوماسية الجماعية هي أحد ثمار الدبلوماسية الحديثة حيث أن الأولى هي النوع الذي يتم بين الدول من خلال المؤتمرات الدولية، حيث أن الدبلوماسية قديمًا كانت عبارة عن علاقة بين دولتين فقط مما يجعلها هشة وضعيفة وليس لها تأثير كبير على النطاق الدولي، أما عن الدبلوماسية الجماعية كان لها دور كبير في تطوير العلاقات المتعددة بين الدول.

حيث أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت في انتشار الدبلوماسية الجماعية والتي يعد أهمها زيادة الخلافات الدولية بشكل كبير، إضافة إلى سهولة التنقل والمواصلات، تأسيس الكثير من المنظمات الدولية المتعددة وإن من خلالها كان هناك الكثير من الحلول لمشكلات متعددة تواجه المجتمعات الدولية وحل الكثير من النزاعات المتنوعة ولعل أبرز نتاج كان هو ظهور الأمم المتحدة فإنها خير تمثيل للدبلوماسية الجماعية.

الدبلوماسية العامة (الشعبية)

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إنها خليط بين دور المجتمعات الشعبية التي داخل البلاد والمنظمات وبين المنظمات الحكومية، وانتشر هذا النوع من الدبلوماسية بعد انتشار وسائل التواصل المختلفة خاصة وسائل التواصل عبر الإنترنت وما إلى ذلك من مختلف الوسائل الحديثة التي ساعدت في زيادة العلاقات الاجتماعية وتناقل الثقافات المجتمعية من خلال وسائل الإعلام والتواصل المختلفة.

أهمية الدبلوماسية

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

هناك العديد من الأشياء الهامة والضرورة التي تقوم بها البعثات الدبلوماسية بينها وبين الدول الأخرى التي يتم إرسالها لها، والجدير بالذكر أن هناك بعض المهام التي يتم تكليف بها البعثات الدبلوماسية التي تساعد في تحقيق تلك المهام ومن أهم تلك المهام هي:

إنها بعثة تقوم بدور الربط بين الدول وبعضها البعض وتمثل الدولة المرسلة عند الدولة المضيفة.

تقوم البعثات بكافة المفاوضات بينها وبين الدولة الموفد إليها.

حماية الرعايا في الدولة الموفد إليها مع حماية المصالح الخاصة بالدولة الموفدة.

متابعة مدى الالتزام بكل ما اتفقت عليه الدولتين.

توطيد كافة العلاقات الدولية بين الدول وبعضها البعض والتي منها العلاقات السياسية والاقتصادية بالأخص.

 

الدبلوماسية الثقافية مفتاح الكرد  لتعزيز العلاقات الدولية

 

 

تلعب الدبلوماسية دورا مهما في الوفاق العالمي  تبدأ بتعزيز مكانة الثقافة في العلاقات الدوليّة. لذلك يجب على المثقفين الكرد توحيد الخطاب الكردي الكردي لأن الدبلوماسيّة الثقافيّة هي مفتاح التقارب بين الشّعوب، وهي صمّام أمان حقيقي للأمم التي تبحث عن السّلام، فالسياسة لا تكفي لحلّ المشاكل القائمة بين الدّول وهو ما ترجمه الواقع الدولي منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية و إبّان دخول العالم في تجاذب قطبي بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي. فقد اكتشف السياسيّون في تلك المرحلة أنّهم بحاجة إلى وسيلة أكثر فاعلية من طاولات المفاوضات، وأدركوا دور الثقافة في التأثير على الشّعوب وقدرتها على تشكيل العلاقات الدوليّة. والسؤال هنا أين دور المثقف الكردي وخطابه الثقافي ؟… من أجل الوصول إلى المكان اللائق إقليمياودوليا على الصعيدين السياسي والثقافي وذلك للوصول إلى للعمل الدبلوماسي  وصوت الكرد في المحافل الدولية. ولابد هنامن طرح تشكيل هيئة كردية للسعي  والعمل للوصول إلى تشكيل لجان وهيئات دبلوماسية كردية كردستانية بمفهومها القومي والوطني.

وأعتقد أنّ ظهور مصطلح “القوّة الناعمة” في مطلع التسعينات من القرن العشرين، منح الثقافة دورًا دوليًّا جديدًا، فلم تعد قوّة الدولة تُقاس فحسب بقوّة اقتصادها أو حضورها السياسي والعسكري، وإنّما بمدى قدرتها الثقافية على إنشاء العلاقات بينها وبين الدّول الأخرى، وحجم مكانتها في تبوأ مواقع متقدّمة في المؤسسات الدوليّة. ولكنّني أجزم بأنّ الدّبلوماسيّة الثقافيّة رغم تشكّلها المعاصر، لم تكن غائبة في التاريخ الوسيط تمامًا، بل كانت لها جذور متنوّعة، إذ تعتبر الدبلوماسيّة الثقافيّة التطوّر الأرقى لأشكال أخرى من التواصل بين الدّول والشّعوب على مستوى تبادل الثقافات والتعبيرات الرّمزيّة. انطلاقًا من ذلك، تعدّ الهديّة أحد هذه الأشكال التي ترجمت إرادة التّواصل بين الشّعوب منذ قرون حتّى أصبحت رمزًا للتّقارب، وقد ألّف القاضي الرّشيد بن الزبير في القرن الخامس الهجري، كتاب “الذّخائر والتّحف”، وفيه يستعرض أخبار الهدايا والتّحف بين الملوك والرُّؤساء وغرائب المقتنيات، ممّا يدلّ على اتّساع الصّلات بين الشّعوب، واعتبار الهديّة أداة للتقارب.

                              الدّبلوماسيّة الثقافيّة والخطاب الكردي المفقود

                                 ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وإنّني على ثقة أنّ دور الدبلوماسية الثقافية سيزداد توسّعا في المستقبل، ولن تستطيع الدبلوماسيّة التقليديّة الاستغناء عنه، وقد كنّا في قطر واعين تمام الوعي بهذا الأمر، وتميزّنا بالدبلوماسيّة الثقافيّة ممّا عزّز من مكانة بلدنا وتفاعله مع العالم، فكانت تجربة السّنوات الثقافيّة بين قطر وبعض دول العالم علامةً فريدة على نجاح الثقافة في بناء جسر بين الشّعوب، وتعزيز التفاهم من خلال تبادل التجارب الإبداعيّة، واستكشاف التنوّع الثقافي والتفاعل الحضاري. وشاركت مختلف المؤسسات الثقافيّة في هذا الاتّجاه، لتمنح الدبلوماسيّة الثقافيّة محتوى متجدّدًا، وهو ما عكسته البرامج الثقافيّة لهيئة متاحف قطر، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والمؤسسة العامة للحيّ الثقافي “كتارا”، ومكتبة قطر الوطنيّة على امتداد سنوات، فتوطّدت العلاقات مع دول العالم، بل وأصبحت الدّوحة مفترقًا حضاريّا للثقافات العالميّة.

إنّني على ثقة أنّ دور الدبلوماسية الثقافية سيزداد توسّعا في المستقبل، ولن تستطيع الدبلوماسيّة التقليديّة الاستغناء عنه

كما ساهمتْ مبادرات “التّعليم فوق الجميع” و”علّم طفلًا” في تعزيز الروابط الدّبلوماسيّة لما تلإنسانية حمله رسالة التّعليم من تنمية لثقافة السّلم. كذلك سيعزّز احتضان  المنظمات الدولية والحقوقية والانسانية الصّلات مع سائر دول العالم، حيثُ تلعب الدبلو ماسية دورًا أساسيًّا وكبيرا في الحياة الثقافية والدبلوماسية , وبذلك تزدادُ نجاحًا كلّما شارك فيها الأكاديميون والمؤسسات الأكاديميّة.

وإنّني أؤمن بأنّ هذه الدبلوماسية الثقافيّة تزدادُ نجاحًا كلّما شارك فيها الأكاديميون والمؤسسات الأكاديميّة، فالعلوم التي تدرّس في الجامعات ليس غايتها الأساسيّة توفير كفاءات للمجتمع فحسب، بل تأهيل مواطنين يُمارسون قيم الحوار وتبادل الثقافات من أجل نشر التّفاهم، فتكون الدبلوماسيّة الثقافيّة ذات فاعليّة بين الشباب المتعلّم وحصنًا منيعًا للأجيال القادمة. من هنا يتوجب اليوم على العالم بتعقيداته السياسية أن يعطي الدبلوماسية الثقافية المكانة المناسبة لها ليتمكن من التعارف والتعايش.