نوسوسيال

بقلم مشلب الدرويش : المناورات السياسة والدبلوماسيةالمرنة المتعددة الأطراف

379

 

على ضوء الأحداث والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية والأممية في سوريا؟!.
وما هي الركائز الأساسية التي يجب أن نرتكز عليها بغية وصول سفينة الإنجازات والمكتسبات إلى بر الأمن والأمان؟

بادئاً ذي بدء يجب أن نعرف ماذا يُحاك؛ وماذا يَحصل؛ وماذا يَجري؛ وماذا يُدار في المطابخ والغرف السرية المظلمة والمغلقة ما بين كل من روسيا وأمريكا وإسرائيل من جهة؟.
وما هي الأدوار المتبادلة ما بين كلٍ من أمريكا وروسيا بما يخص الوجود الإيراني والإحتلال التركي؛ ودورهما في سوريا من جهة ثانية؟.
وما هو المطلوب من روسيا تجاه أمريكا وإسرائيل بما يخص سوريا والنظام السوري وإيران والعراق ولبنان وحزب الله من جهة ثالثة؟.
وهل بقيت مكاناً للمبايعات وللمقايضات وللصفقات السرية أو التسهيلات التكتيكية ما بين كلٍ من تركيا وروسيا من جهة رابعة؟.
وهل بإمكان روسيا أن تتساوم على النظام السوري مع دول أوروبا وأمريكا مع وجود النظام الإيراني بقوة في سوريا – رغم أن هذا الشيئ مستبعد وصعب جداً على روسيا مع الوجود الإيراني الذي له بالمرصاد – كون فلاديمير بوتين له مقولته الشهيرة الذي يقول :
لا وجود ولا مكانة للصداقة في السياسة؛ لأن السياسة هي مصلحة دولة وشعب؟

ومن المعروف بأن سياسيات الدول بالدرجة الأولى هو لزيادة تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب والمصالح سواء أكانت داخل سوريا أو خارجها وعلى حساب سوريا وأرض سوريا ودماء أبناء شعوب سوريا؟.
فلا صديق دائم؛ ولا عدو دائم؟.
وعدو اليوم قد يكون صديق الأمس؟.
وصديق الأمس قد يكون عدو اليوم؟.

كما أن كلاً من روسيا وأمريكا تتبعان وتطبقان سياسة خلي عدو صديقك يضرب صديقك؟
أي بمعنى إعطي الضوء الأخضر لصديقك؛ الذي هو بنفس الوقت عدو لصديقك الآخر هي المطبقة وهي السارية على حساب الدول؛ وعلى رقاب ودماء أبناء شعوبها بغض النظر عن العرق أو الدين أو المذهب أو المعتقد؛ والتي هي بعيدة كل البعد عن الأخلاق وعن الإنسانية وعن الصداقات الدولية؟!..
وخير أمثلة على ذلك :
غزو وإحتلال عفرين من قبل تركيا عبر مقايضة روسية تركية وبرضاء وصمت أمريكي؟
وغزو وإحتلال رأس العين/سري كانيه ؛ وكري سبي/تل أبيض من قبل تركيا أيضاً؛ وبموافقة أمريكية ورضاء وصمت روسي؟
والقصف الإسرائيلي والأمريكي المتكرر على أماكن وتواجد القوات الإيرانية ومواليها وحزب الله في الأراضي السورية وبرضاء وصمت روسي؟

لذلك أقول :
لو عرفنا ما يدور في المطابخ السرية المظلمة والمغلقة؛ أو على الأقل لو عرفنا رؤوس خيوطها وعرفنا أن نقرؤها جيداً من جميع الزوايا التي تكتمل بها 360 درجة….
وأن نفك شيفرات حروفها بتمعن وروية…
وأن نقرأ بتمعن الخفايا التي يمكن أن نستخلصها ونستنتجها ما بين شيفرات تلك السطور على ضوء الوقائع والأحداث والمستجدات السياسية التي تجري محلياً وإقليمياً ودولياً وأممياً وبنظرة واقعية؛ عندئذ نعرف جيداً كيف نصنع الأشرعة؟
وكيف ندير أشرعة سفينتنا؟
وكيف نصلها إلى بر الأمن الأمان؟

وعليه لا بد من أن نعتمد على ثلاث ركائز أساسية مجتمعةً؛ والتي تعتبر أساسيات وركائز النجاح على ضوء هذه الأحداث والمستجدات العسكرية والسياسية محلياً وإقليمياً ودولياً وأممياً؛ وهي :
1 – تعزيز وتقوية الوحدة الوطنية والشعبية والمجتمعية بغض النظر عن العرق أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الإنتماء السياسي والحفاظ على المنجزات والمكتسبات ووحدة سوريا أرضاً وشعباً؟!.
2 – التركيز على التنظيم؛ التنظيم؛ التنظيم المؤسساتي المجتمعي النضالي التعددي الديمقراطي وتوزيع المهام والأدوار بالإعتماد على ذوي الكفاءات والخبرات والمؤهلات والتخصصات؛ والإبتعاد عن التبقرط والتواصل المستمر مع الشعب ووضعه بصورة ما يجري من المستجدات والأحداث السياسية والإقتصادية محلياً وإقليمياً ودولياً وأممياً؛ وأن نكون بين الشعب؛ وقريبين منهم؛ ونقف على مشاكلهم وهمومهم وآلامهم لإيجاد الحلول المناسبة لها؛ لأن الشعب هو مصدر الإلهام؛ وهو مصدر القوة؛ وهو مصدر الشرعية؟!.
3 – الإعتماد على المناورات السياسية وإستخدام الدبلوماسية المرنة المتعددة الأطراف؛ مع الأخذ بعين الإعتبار بأن الولايات المتحدة الأمريكية بما يخص السياسات الخارجية تدار من قبل المؤسسات؛ وليس من قبل شخصية الرئيس سواء أكان من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي من جهة؟!.
وإن روسيا الإتحادية تدار من قبل شخصية الرئيس وبعيداً عن المؤسسات من جهة ثانية؟!.
وإن الدول مصالح؛ والمصالح ربما في أي وقت أن تتصالح من جهة ثالثة؟!.
ولأن الكل باقون إلى ما بعد إيجاد الحل السياسي السلمي الشامل تحت مظلة القرار الأممي رقم 2254 لعام 2015 وتنفيذ بنوده على أرض الواقع؛ وتحت الفصل السابع؛ ووفق الرؤية الإستراتيجية الروسية؛ وبموافقة ورضا أمريكية وإسرائيلية؛ شريطة تلبية وتحقيق المصالح الأمريكية والإسرائيلية من جهة رابعة؟.

مشلب الدرويش
19/ 11 / 2021