نوسوسيال

بقلم أمين المير ميرزا : السياسة والحقوق القومية المشروعة

851

 

السياسة بالمفاهيم السائدة تعرف بأنها فن حكم المجتمعات الانسانية أوهي حكم الدول موضوعها الانسان والمجتمعات البشرية في أنظمتها المختلفة , وعلم السياسة يبحث في الأمة والدولة وأنظمة الحكم.

ولقد حاول المفكرون والمشرعون ومنذ فجر الحضارة أن يصبح للسياسة وللشأن السياسي نظم و قوانين تجعل منه عملاً علمياً يستند على أسس ومفاهيم محددة , وتطورت النظريات السياسية التي بدأت بذورها  في المجتمعات القديمة و خاصة في سورية مهد الحضارة الانسانية مستندة إلى مفاهيم دينية بسيطة والحق الإلهي المقدس إلى تشريعات وقوانين متطورة, ثم ارتكزت حسب الفلاسفة اليونانيين على دعائم من القيم الاخلاقية المثالية متأثرين بالمنارة الحضارية في شرق المتوسط حيث انطلق منها شراع الأبجدية والقوانين والشرائع والتشريعات وغيرها من المظاهر الحضارية .

حتى جاء إخوان الصفاء ومدرستهم الفلسفية ورسائلهم الجامعة للعلوم والمعارف الجامعة.. وبعدهم ابن خلدون الذي يعد وبحق رائد علم الاجتماع السياسي الحديث فأحدث نقلة نوعية مركزاً على مبدأ السبب الطبيعي في دراسة الظاهرة التاريخية والسياسية في محاولة استخراج الظواهر الطبيعية لقيام الدول وزوالها وأطلق على هذه القوانين طبائع العمران .

أما السياسة وبعد التجارب والاختبارات العديدة التي مرت بها الأمم والشعوب وفي المفاهيم العلمية الحديثة فهي نظرية تنبثق من نظرة فلسفية شاملة لشؤون الحياة إنطلاقاً من الشأن القومي, المنطلق من مصلحة الأمة وتحقيق غايتها في النهوض والارتقاء .

ولذلك يمكن تحديد مفهوم واضح للسياسة بأنها : علم وفن بلوغ الأغراض القومية وتأمين مصالح المجتمع الحيوية وحقه في الحياة .

 

 

ومن هذا التعريف وهذا المنطلق يمكننا تحديد موقفنا المبدئي والثابت من قضايانا القومية وبشكل خاص القضية المركزية فلسطين وانعكاسها على الشأن القومي , وذلك برفض الأمر الواقع والأمر المفعول والذي بدأ تحقيقه عملياً منذ مؤامرة سايكس – بيكو ومؤتمرات سيفر ولوزان  وقرارات تقسيم فلسطين في ظل شريعة الغاب الدولية ومقررات هيئة الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.

وانطلاقا من القاعدة المبدئية الأساسية والتي عرفت السياسة بأنها <<علم وفن بلوغ وتحقيق الأغراض القومية>> وليست السياسة فن الممكن كما تعرف بالمراحل الانحطاطية في حياة الشعوب، ومن هذا المنطلق  يتوجب علينا التصدي للسلم الاسرائيلي والمناورات السياسية الغرارة التي تستدرج لها أمتنا للتنازل عن حقوقنا القومية المشروعة لصالح هجرة استيطانية استعمارية تفيأت ظل القرارات الدولية لتحتل أرضنا وتقتلع شعبنا وتهدد وجودنا ومصيرنا القومي بإشراف النظام الاميركي الدولي القديم باستهدافاته الجديدة بأساليبه ومخططاته .