كانت أعمارنا تتناثر أمامنا كأوراق الخريف وأحلامنا التي هجرناها من اجل مستقبل زاهي باتت واهية بينما ذواتنا كانت تتجلى في أبسط الامور ، كانت تعج بالأمنيات والتي كانت مؤجلة وكلنا يقين بأننا نتربع على القمة بينما الحقيقة أننا كنا نتوغل في الهاوية شيئا فشيئا .فهل كانت هذه عصارة أوهامنا أم عبئ الأجداد والموروثات ؟!… من المتعارف عليه أن القاعدة التي تبنى عليها جميع
المجتمعات والأمم هي البدء ببناء الاسس الصحيحة للمجتمع ومن ثم الالتفات إلى تشكيل قوامها بينما أمة الكرد ومنذ الأزل تنصاع خلف وهم العادات والاسماء والادعاءات المبرهجة التي تحجب الحقيقة وتخفي معالمها .مجتمع يحمل العيب والحرام في كفة واقنعته الضبابية في الكفة الأخرى
مكابر غير عابئ بذاكرته التي تأبى ان تتلاشى امام طوفان التحضر والعولمة .شعب يناطح شبح أوهامه بأسلحة ورقية ومن ثم يرقد في سبات أبدي الى ان يتلقى مايهز كيانه ووجدانه ليبدأ من جديد متململا بخطوات مترنحة يبحث في قضايا وأمور عديمة الجدوى أي كان من الأجدر به خلق
منظمات ومؤسسات والاتيان بقادة على قدر واف من المسؤولية ممن يثابروا على حمل هم القضية والوطن .كل في مكانه الغير مناسب أعلام مغيّب عن الساحة ،سيدات بات اولى اهتماماتهن الطبخ والمواضيع المبتذلة متناسين قضاياهن الأساسية .أشخاص باتت وسائل التواصل الأجتماعي جزء
لايتجزء من حياتهم وحين يتوجب عليهم أن يكونوا دعما لقضايا الوطن والشعب يحجموا عنها .
مجتمعات كثيرة بنيت على المحبة والتحضر ومواكبة العلم والعصر بينما الكرد مازالوا يتعمدون الخوض في معارك فاشلة .دماء تهدر ،أطفال وشيوخ في العراء ، نساء تغتصب وجهل مقيت .
هل لاننا مجتمع لا يجد الحلول لمشاكله بطرحها للعلن وبتحفظه على الفاعل والأسباب دونما الالتفات للعواقب إزاء هكذا جرائم أنسانية .وهنا يطرح السؤال نفسه وبقوة لماذا هذا التخازل في حل قضايانا وطرحها للعلن ؟ لماذا هذا التخوف من مواجهة الحقيقة ورغبتنا في التهرب من مستحقات المرحلة
وكذلك تخاذلنا عن أعلاننا لها بحجة انه لاوطن لدينا ؟ … هل يعني ذلك أن لا تهتم بقضاياك والتي جلّها مصيرية أو أن تكون أنت وأعلامك بوقا للأحزاب والأشخاص أو ان تكون السياسة هي همك الوحيد للتباهي بها .حقيقة مدمرة لأمة تحجب الشمس عن ناظريها في وضح النهار إلى أن أنقشعت
الحقيقة فأتضح للعلن ضعفهم وخداعهم .كما في حالة ( الطلاق ) فبدأ التذمر وبات تجاهلنا لمكنون الروح البشرية التي تسري في ذواتنا هو المحرك الفعلي .كيف بأمكاننا استرجاع ارضنا المسلوبة ونحن نلعب في الوقت الضائع تائهين .حقيقة نحن امة تعبث بمصيرها ، امة تعشق سوط جلاديها .
فأي ضعف هذا الذي يكبلنا بسلاسل العهود وأي جهل هو ذاك الذي يستعبدنا .في ظل كل هذا التكتم الأعلامي ، أما آن الأوان لمنظمات المجتمع المدني بالحراك الحقيقي والمنظم المبني على عقلية تعي الواقع وتتجاهل التيارات الحزبية والمناطقية والشخصنة وبكادر مثقف وواعي قادر على
القيام بمهامه كما يجب وليس كما تفرض عليه القيادات والجهات المستفيدة .
املين وحالمين بصحوة ولو متأخرة اكثر مما ينبغي .