/ نوس سوسيال: هامو موسكوفيان /
قال مستشار الشؤون الخارجية لرئيس جمهورية آرتساخ ديفيد بابايان إن سياسة تركيا “ليست إلا مزيجًا من النازية والإرهاب” وهي “تشكل خطرًا على البشرية”، وأوضح أن هدف تركيا الرئيسي من بدء هجماتها التي حضرت لها منذ 3 أشهر هو البدء بمشروع الإمبراطورية القومية التركية ““Pan-Turkism.احتدم النزاع في منطقة آرتساخ/قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان منذ الأحد الماضي 27 أيلول/سبتمبر، بعد اشتباكات حصلت قبل ذلك بعدة أشهر، أعقبها إرسال تركيا لقوات عسكرية إلى المنطقة وإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الأذري، ولم تكشف تركيا عن عودة تلك القوات وأعدادها المشاركة.
ورغم الدعوات العديدة التي صدرت من القادة الأوربيين ومجموعة مينسك التي تترأسها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، إلا أن التصعيد ما زال مستمرًا، وسط تقارير تؤكد إرسال تركيا لمرتزقتها السوريين للقتال إلى جانب الجيش الأذري.
وفي هذا السياق أجرت وكالتنا حوارًا خاصًّا مع مستشار الشؤون الخارجية لرئيس جمهورية آرتساخ، ديفيد بابايان. وفيما يلي نص الحوار:
* منذ اندلاع الاشتباكات، تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بشأن الهجمات في قره باغ، كيف بدأت المواجهات ومن هو المبادر؟
هناك طرفان مبادران، وهما أذربيجان وتركيا، وتستعد هاتان الدولتان لهذه الحرب منذ 3 – 4 أشهر على الأقل.
* حدثت توترات في السابق بين أرمينيا وأذربيجان في هذه المنطقة، لكن الاشتباكات لم تتطور إلى هذا المستوى، ماهي الأسباب التي دفعت إلى تطور المواجهات؟
السبب الرئيسي هو التدخل المباشر لتركيا، التي جلبت أيضًا الآلاف من المرتزقة والبلطجية من الشرق الأوسط، ومعظمهم من أصل تركي، وتورطهم يجعل التسوية أكثر صعوبة.
* ما هو دور تركيا في تأجيج الصراع وما هي أهدافها في هذه المنطقة؟
كما ذُكر، أدت تركيا دورًا مباشرًا في اندلاع الصراع، ولطالما دعمت تركيا أذربيجان، ولكن ليس بهذه الطريقة المباشرة. ولأول مرة يحدث هذا منذ عام 1920.
والهدف الرئيس لتركيا هو البدء بمشروع الإمبراطورية القومية التركية ““Pan-Turkism ولهذا السبب بالذات تقوم بتدمير آرتساخ وأرمينيا وارتكاب إبادة جماعية جديدة بحق الشعب الأرمني.
* ما هو دور الناتو في تأجيج الصراع؟ هل له دور في تحريض تركيا لمحاصرة روسيا وإيران في المنطقة أيضًا؟
بالفعل، لقد أثارت التدخلات التركية، مجموعة من الأسئلة، وعلى سبيل المثال، هل عَلِمَ حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية بالتوجهات التركية؟ إذا كانت الإجابة نعم؛ فما الذي يحدث إذن؟ هل أقر الناتو والولايات المتحدة هذه الحرب؟ أما إذا لم يعلم الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، فما الذي يحدث مرة أخرى؟ في هذه الحالة، يعتبر السلوك التركي ضربة خطيرة لصورة الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن وحدة الناتو والصورة المتجانسة للحلف قد اختفت، وهذا يعني أيضًا أن أنقرة تتجاهل الشريك الأكبر (أمريكا).
أنا متيقن بأنه، لا الناتو ولا الولايات المتحدة على علم بالأفعال التركية، والدليل على ذلك بيان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أدان سياسة أردوغان والبيان المشترك لرؤساء الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا بوقف الحرب على الفور. لهذا السبب بالذات، ومن خلال تبنيّها مشروع الإمبراطورية القومية التركية ““Pan-Turkism تشكل السياسة التركية تحديًا خطيرًا لروسيا وإيران والصين ومجتمع الناتو وللبشرية المتحضرة بشكل عام.
* هل وثقتم مشاركة مرتزقة سوريين نقلتهم تركيا للمشاركة مع أذربيجان؟ ما خطورة ذلك على السلام في المنطقة بشكل عام؟
توجد جميع البراهين على ذلك ويتم حاليًّا جمع البيانات المناسبة، والخطر هو أن هذه السياسة موجهة ضد أرمينيا، كاراباخ، روسيا، إيران، الصين، الولايات المتحدة، كما أن تمركز المرتزقة في مناطق حدودية مع إيران وروسيا هو دليل على تخطيطهم للتوغل في هذه الدول، ومن الواضح أن هذه الحرب تحمل عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
* كيف يمكن وصف المرتزقة السوريين الذين يزعمون أنهم يقاتلون من أجل حرية الشعب السوري وإسقاط نظام الحكم؟
كيف يمكن للمرتزقة والبلطجية النضال من أجل الحرية؟ كيف يمكن للمرتزقة والبلطجية أن يقاتلوا من أجل الإيمان؟ ليس لديهم إيمان ولا مبادئ ولا مُثل، إنهم ينتمون إلى قوى الظلام ولا يجلبون إلا الموت والاغتصاب والإبادة الجماعية والجحيم.
* تركيا حاضرة في معظم الأزمات التي تشهدها المنطقة، من سوريا والعراق، مرورًا بليبيا وشرق المتوسط والآن قره باغ، كيف يمكن وصف السياسة التركية في المنطقة وما المطلوب من القوى العالمية ومجلس الأمن بخصوص ذلك؟
إن سياسة تركيا ليست إلا مزيجًا من النازية والإرهاب، يجب أن يقف أردوغان وعلييف في المحكمة الجنائية الدولية. وعاجلًا أم آجلًا سيحدث هذا، وكلما أسرعنا، كلما تم إنقاذ المزيد من الناس، وقل الدمار والوفيات التي تحدث.
* يعتقد بعض المحللين أن روسيا قد يكون لها دور في تطور الأحداث، فهي غير راضية عن رئيس الوزراء باشينيان لأنه وصل إلى السلطة بعد المظاهرات في البلاد ولأنها تخشى الاختراق الأوروبي في أرمينيا وتريد إعادتها الى الحضن الروسي؟
ليست هذه هي القضية، تتمتع حكومة باشينيان بعلاقات جيدة للغاية مع روسيا، إلى جانب ذلك، فإن العواقب الجيوسياسية للهجوم التركي الأذربيجاني لا يمكن مقارنتها مع المشاكل المحتملة في العلاقات الثنائية الأرمينية الروسية.
* على الرغم من كل ما تفعله تركيا من زعزعة أمن واستقرار دول الجوار، فإن مجلس الأمن صامت، ماهي نتائج هذا الصمت على المنطقة؟
هذا أمر محزن، وهو إن شئنا أم أبينا ما يشعل شهية تركيا، يجب أن تكون الاستجابة الدولية قوية وفي الوقت المناسب، وإلا فإن استعادة الاستقرار ستتطلب المزيد من الجهود والموارد.