/ روناهي نوس سوسيال /
أجرت جريدة رونا هي حوارا مع اليسيدة سهام داوود الأمين العام لحزب سوريا المستقبل ونوس سوسيال الدولية تنشر نص هذا الحوار نظرا لأهميته حول سوريا المستقبل
أكدت الأمين العام لحزب سوريا المستقبل سهام داوود بأن استشهاد الأمين العام لحزب سوريا المستقبل سابقاً هفرين خلف، جاءت كرسالة لترهيب وكسر شوكة النساء السياسيات والمناضلات في شمال وشرق سوريا، اللواتي أثبتن وبكلِّ جدارة بأن المرأة قادرة على أن تكون قائدة للمرحلة وداعية العدالة، واستذكرت شهيدات وشهداء الحرية كافة، وعاهدت بالمضي قُدماً على درب الشهداء؛ من أجل تحقيق أهدافهم في بناء وطن حر يفوح منه عبق الياسمين، ولونه الأبيض؛ أي لون السلام و الحرية.
ولمعرفة المزيد حول هذه المواضيع؛ أجرت صحيفتنا معها الحوار التالي:
ـ الهدف من تأسيس حزب سوريا المستقبل؟
بدأ الحراك الثوري في سوريا بشهر آذار من عام 2011 وشاركت فيه الشعوب والشرائح الاجتماعية كافة؛ للمطالبة بالحقوق المشروعة للشعب في الحرية والديمقراطية والعدالة، إلا أن تمسك النظام البعثي السياسي بسلطته الاستبدادية والقمعية، وعدم التماسه لمطالب الشعب في إجراء أي إصلاح ديمقراطي وإصراره على الحسم العسكري؛ أدى إلى إطالة عمر الأزمة السورية، إضافة إلى بعض الأطراف التي وجهت الحراك الثوري نحو العسكرة والتطرف، كما أن التدخلات الدولية والإقليمية التي تعمل وفق مصالحها أثرت بدورها على الثورة السورية، وأدت إلى تشرذمها وتبعثرها، ما أدى إلى تعقيد الصراع السوري ودخول سوريا في أتون حرب مستعرة، وقودها مئات الآلاف من السوريين، ما بين تشريد وتهجير وقتل ودمار البنية التحتية، و خلق أزمات اجتماعيّة ونفسيّة، متمثلة بفقدان الأمل والثقة والعجز من إيجاد الحلول والمخرج من هذه الأزمة.
ضمن هذا الواقع الأليم؛ استطاعت البعض من القوى الديمقراطية السياسيّة منها والاجتماعيّة في مناطق شمال وشرق سوريا من استلام زمام المبادرة لتفادي الانزلاق أو الانخراط في الصراعات الطائفيّة والعرقيّة، حيث استندت على قيم التعايش المشترك وأخوّة الشعوب والتسامح، وتشكيل الإدارات الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا بمشاركة الشعوب كافة، واستطاعت أن تكون الرد المناسب للمرحلة التي تمر بها سوريا، ونموذجاً يحتذى به.
وفي خضم هذا الوضع ومن خلال رؤية ودراسة وتحليل للوضع السوري، جاء تأسيس حزب سوريا المستقبل نتيجة حاجة السوريين لحزب وطني يتخذ المسار الوطني الأساس، وليس المسارات القومية أو الدينية، وخاصةً بعد تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من المرتزقة، فالجميع أصبح على دراية بأنه ليس هناك خيار إلا عبر التنظيم؛ والتنظيم لن يتم إلا عبر حزب سوري يهتم بالقضايا الوطنية، ويمثل الهوية السورية الجامعة الغنية بلغاتها وثقافاتها من أجل تحقيق الأهداف في الحرية والمساواة والعدالة، لبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.
– منذ تأسيس الحزب، ما أهم الأعمال التي أنجزتموها حتى الآن؟
مُنذ بداية تأسيس الحزب استطعنا بناء قاعدة جماهيرية من مختلف شعوب سوريا، ونشر أفكار وأهداف ومبادئ الحزب داخل سوريا بعدة مسارات، منها المسار التنظيمي والمشاركة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، والتواصل مع أغلب القوى السورية والشخصيات المستقلة، كما استطاع الحزب المشاركة في الكثير من اللقاءات على الصعيدين الإقليمي والدولي وإيصال الصوت السوري الحر إلى دول العالم المختلفة، وطرحنا رؤية الحزب لحل الأزمة السورية عبر المسار الداخلي، وهو الحوار السوري – السوري، وكذلك عبر منصة الأمم المتحدة والالتزام بالقرار 2254، وهذا ما تم توضيحه في البيان الختامي للمؤتمر الأول للحزب في عام 2018 ، وأيضاً حل المشاكل الإقليمية مع الدولة التركية وغيرها، عبر الحوار المقرر في الأمم المتحدة وإيقاف الحرب واعتداء المحتل التركي على الأراضي السورية.
ـ ما الصعوبات التي واجهها الحزب وهل تم التغلب عليها؟
تأسس الحزب ضمن ظروف عصيبة وقاسية يعيشها الشعب السوري، جراء تعنت النظام وإصراره على الحل العسكري، وعدم قيامه بإصلاحات تلبي طموحات السورين وتطلعاتهم وتحقيق الرؤية السلمية للحل السوري، في ظل ضعف ما سميت بالمعارضة السورية، وكذلك الاحتلال التركي للأراضي السورية ووجود القوى الراديكالية المتطرفة، أمثال مرتزقة داعش والنصرة وغيرها الكثير من المجاميع المرتزقة، ومن أجل كل ذلك واجهتنا صعوبات كثيرة من الناحية التنظيمية.
كما أن ضعف دور المرأة و الشباب في الحياة الاجتماعيّة وتهميش دورهم في المجتمع؛ كان أحد الصعوبات التي عانينا منها. لذا؛ سعينا بكل طاقاتنا لجذب المرأة والشباب إلى صفوف الحزب، كونهما الركيزة الأساسية في المجتمع بطاقتهما الديناميكية الفعالة، وعانينا أيضاً من قلة الكوادر الحزبية. لكن؛ مُنذ انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول وحتى انعقاد المؤتمر الثاني للحزب، تذللت الكثير من الصعوبات والعوائق نتيجة نضال أعضاء الحزب، وإصرارهم على العمل المثمر والدؤوب وإيمانهم بمبادئ الحزب، وبأن هذا الحزب يمثل تطلعات الجماهير وأهدافها ليعبّر عن هويتهم بحرية كاملة.
ـ اُغتيلت الأمين العام للحزب الشهيدة هفرين خلف بطريقة وحشية يندى لها جبين الإنسانية، ماذا تقولون في ذلك؟
لعبت الأمين العام لحزبنا الشهيدة هفرين خلف ومُنذ تأسيس الحزب دوراً فعالاً في قيادة الحزب، بدأ من ترسيخ الحالة التنظيمية في المجالس والنواحي كافة وصولاً إلى إيصال رسالة الحزب على المستوى الدولي والإقليمي، واستطاعت أن تجعل من الحزب نقطة جذب فعالةً من خلال إبراز دور الحزب ورؤيته في حل المعضلة السورية.
واغتيال الشهيدة هفرين بمثابة طعنة خنجر في خاصرة الحزب وإضعافه وتفككه، واغتيال السلام التي طالما دعت إلى تحقيقه، من خلال الحوار والدعوة لبناء سوريا على أسس تعددية ديمقراطية. وجاءت عملية الاغتيال كرسالة ترهيب لكسر شوكة النساء السياسيات والمناضلات في شمال وشرق سوريا، اللواتي أثبتن وبكل جدارة، بأن المرأة قادرة على أن تكون مناضلة وسياسيّة، وقائدة للمرحلة وداعية العدالة، تمثل صوت المجتمع الحي من أجل صنع السلام.
– ما هدف الدولة التركية المحتلة من الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا، واستهدافها المرأة بالدرجة الأولى؟
لعبت الدولة التركية دوراً سلبياً في تشرذم المعارضة السورية وتفككها عبر تدخّلاتها غير الشرعية في سوريا، وجعلت من المعارضة السورية أداة لتحقيق أهدافها ومطامعها في المنطقة؛ وذلك لإحياء الميثاق الملي عبر احتلالها واقتطاعها لأجزاء من مناطق شمال وشرق سوريا، كما ترى أن النموذج الديمقراطي المتشكل يشكل تهديداً على أمنها القومي، وبذريعة هذا الادعاء تحاول ضرب هذا النموذج الديمقراطي الذي يستند على إرث تاريخي وحضاري مشترك لكافة الشعوب السورية، والذي يستند على مبادئ أخوّة الشعوب والوحدة في التنوع والاختلاف.
المحتل التركي يستهدف المرأة بالدرجة الأولى؛ لأن المرأة السورية أثبتت بسالتها في كل ميادين الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، فهي القيادية في ميادين القتال، والسياسيّة في مواقع صنع القرار، والأم والمربية والمعلمة والحقوقية التي لا تأبى السكوت عن الضيم والذل والهوان تجاه جنسها كامرأة، وبالتالي أي خطوة على درب حرية المرأة هي خطوة على درب حرية الوطن وبنائه.
ـ ما هي مشاريع ومخططات حزب سوريا المستقبل بعد انعقاد مؤتمره الثاني؟
خرج المؤتمر الثاني لحزبنا بمجموعة من التوصيات والمقترحات منها، العمل على إيقاف الحرب وتحقيق السلام في سوريا، والكشف عن مصير المفقودين والإفراج عن المعتقلين في السجون، وأيضاً العمل على عودة اللاجئين لبيوتهم، كما سنعمل على إحالة ملف الشهيدة هفرين خلف إلى المحاكم الدولية المختصة، والادعاء أمام المحاكم الدولية بحق الجناة، وكل من كانت له يد في ارتكاب هذه الجريمة التي تصنف ضمن جرائم الحرب، كما كنا ومُنذ البداية دعاة للحوار السوري – السوري وسنعمل من أجل مشاركة القوى السياسيّة في هذا الحوار، لا سيما الديمقراطية منها وتمثيلها في العملية السياسية، بإشراف الأمم المتحدة وفق القرار الأممي 2254، كما سنسعى لإنهاء الاحتلال التركي من خلال الأمم المتحدة و الأطراف ذات الصلة، وبالدرجة الأولى سنعزز ونرسخ الحالة التنظيمية بين صفوف الشعب السوري؛ لأن الشعب بتكاتفه قادر على اجتياز كل العوائق للوصول إلى تحقيق أهدافه و متطلباته.
– هل بإمكانكم التحدّث عن دور المرأة في حزب سوريا المستقبل؟
المرأة المنظمة ذات الإرادة السياسيّة قادرة على بناء مجتمع أخلاقي ديمقراطي، وتشكيل قوة نضالية في المجالات كافة، لمواجهة التحديات ولا سيما في الميدان السياسي وإحراز النصر فيه. لذلك؛ نعمل على توعية المرأة وتمكينها سياسياً ودعم المرأة الشابة باعتبارها قوة أساسية لتطوير المجتمع، لترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية التي تتميز بها سوريا قاطبة.
ـ هل من كلمة أخيرة تختتمين بها حوارنا هذا؟
ستحل بعد أيام الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام لحزبنا الشهيدة هفرين خلف، والشهيد فرهاد رمضان، بهذه المناسبة فأننا نجدد عهدنا وولائنا للأمين العام الروحي لحزبنا، وفي شخصهم نستذكر شهيدات وشهداء الحرية كافة، ونعاهدهم بالمضي قُدماً على دربهم من أجل تحقيق أهدافهم في بناء وطن حر يفوح منه عبق الياسمين، ولونه الأبيض لون لون السلام والحرية.
منقول عن جريدة روناهي