أذربيجان وأرمينيا: ناغورنو كراباخ وسر الصراع المستمر بين البلدين
يقع إقليم ناغورنو كراباخ في قلب الصراع الممتد منذ عشرات السنوات بين أرمينيا وأذربيجان. فماذا نعرف عن هذه المنطقة المتنازع عليها بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين في منطقة القوقاز؟
تقع منطقة ناغورنو كاراباخ داخل أراضي أذربيجان وتسكنها أغلبية أرمينية وتحظى بدعم من أرمينيا المجاورة.
كلمة ناغورنو باللغة الروسية تعني مرتفعات، بينما تعني كراباخ الحديقة السوداء باللغة الآذرية.
ويفضل أبناء عرقية الأرمن استخدام الاسم الأرميني القديم للمنطقة “أرتساخ”.
في عام 1988 وقرب نهاية الحكم السوفيتي دخلت القوات الأذربيجانية والانفصاليون الأرمن في حرب دموية انتهت بتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار وهدنة عام 1994، غير أن المفاوضات فشلت في أن تقود للتوصل إلى معاهدة سلام دائم حتى اللحظة، ولايزال هذا النزاع واحداً من “الصراعات المجمدة” لما بعد الحقبة السوفيتية .
ناغورنو كاراباخ: تركيا تلقي بثقلها وراء أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا على المنطقة
طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أرمينيا بإنهاء “احتلال” منطقة ناغورنو كاراباخ التي تتنازع عليها مع أذربيجان.
جاء هذا مع احتدام القتال لليوم الثاني على التوالي حيث تجدد الصراع المستمر منذ عقود في منطقة القوقاز في جنوب شرق أوروبا.
وقال أردوغان إن إنهاء “احتلال” أرمينيا وانسحابها من المنطقة هو مسار العمل الوحيد الذي من شأنه إرساء السلام.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء عن أردوغان قوله إن “تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان الصديقة والشقيقة بكافة إمكانياتها”.
وقال كبير مستشاري أردوغان، إلنور تشيفيك، إنّ تركيا قالت لحلفائها في أذربيجان أن يذهبوا إلى أبعد ما يريدون.
ووردت أنباء عن مقتل العشرات في معارك بين قوات الجانبين يوم الاثنين.
ومنطقة ناغورنو كراباخ الجبلية معترف دوليا على أنها جزء من أذربيجان، لكنها تخضع لسيطرة الأرمن منذ توقف الحرب في عام 1994.
وخلال تلك الحرب، قتل عشرات الآلاف وأجبر مليون شخص على هجر مساكنهم.
وفي مساء الاثنين، أفادت السلطات في ناغورنو كراباخ بمقتل 26 آخرين من جنودها في القتال، وهو ما يرفع إجمالي خسائرها إلى أكثر من 80.
وتشعر دول أخرى بالقلق من أن القتال الأخير قد يمتد إلى خارج المنطقة ويجذب القوى المجاورة، بما فيها تركيا وروسيا وإيران.
كما أنهم حريصون على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، لأنّ أنابيب الغاز والنفط الرئيسية تمرّ عبرها.
وبدأ القتال الأخير يوم الأحد، حيث ألقت كل من أرمينيا وأذربيجان باللوم على بعضهما البعض في التصعيد.
وقالت الجهتان إنهما حشدتا المزيد من الجنود وأعلنتا الأحكام العرفية في بعض المناطق.
والقتال هو الأعنف في الصراع منذ عام 2016 عندما قتل 200 شخص على الأقل في اشتباكات.
ما رأي الدول الأخرى من الصراع؟
أعلنت تركيا دعمها لأذربيجان، في حين دعت روسيا – التي لها قواعد عسكرية في أرمينيا لكنها صديقة أيضاً لأذربيجان – إلى وقف فوري لإطلاق النار.
واتهمت أرمينيا تركيا بتقديم دعم عسكري مباشر لأذربيجان لمساعدتها في السيطرة على الأراضي، وهو ادعاء نفته الأخيرة.
ماذا تقول كل من أرمينيا وأذربيجان؟
في مقابلة مع بي بي سي، اتهم وزير الخارجية الأرمني، زهراب مناتساكانيان، أذربيجان بتخريب التوصل إلى تسوية سلمية للصراع وأصرّ على أنّ أرمينيا يجب أن تدافع عن المنطقة.
وقال متحدث باسم الإدارة الرئاسية الأذربيجانية لبي بي سي إنّ بلاده تتخذ “إجراءات مضادة” في مواجهة استفزازات أرمينيا.
ناغورنو كراباخ – حقائق أساسية
- منطقة جبلية تبلغ مساحتها حوالي 4400 كيلومتر مربع
- يسكنها تقليدياً الأرمن المسيحيون والأتراك المسلمون
- في الحقبة السوفيتية، أصبحت منطقة ذات حكم ذاتي داخل جمهورية أذربيجان
- معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، إلا أنّ غالبية سكانها من أصلٍ أرمني
- نزح ما يقدر بمليون شخص بسبب الحرب بين عامي 1988و 1994، وقتل حوالى 30 ألف شخص
- استولت القوات الانفصالية على بعض الأراضي الإضافية حول الجيب في أذربيجان في حرب التسعينيات
- ساد الجمود إلى حد كبير منذ بدء تطبيق وقف لإطلاق النار في عام 1994
- تركيا تدعم أذربيجان بشكل علني
- روسيا لديها قواعد عسكرية في أرمينيا
ما الجديد في ساحة المعركة؟
بالإضافة إلى القتلى الذين تم الإعلان عنهم يوم الاثنين، أعلنت السلطات في ناغورنو كراباخ يوم الأحد مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وقالت السلطات الأرمينية إنّ 200 شخص من مواطنيها أصيبوا في الاشتباكات، بحسب وكالة “إنترفاكس”.
في الوقت نفسه، قالت أذربيجان إنّ اثنين من مواطنيها قتلا يوم الاثنين بعد مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة يوم الأحد. كما أعلنت إصابة 30 شخصاً آخرين.
وقالت سلطات ناغورنو كراباخ إن قواتها استعادت بعض الأراضي التي احتلتها القوات الأذربيجانية يوم الأحد.
وقالت الحكومة الأذربيجانية يوم الاثنين إنها احتلت مواقع ذات أهمية استراتيجية في المنطقة المتنازع عليها.
وفي يوليو/تموز، قُتل 16 شخصاً على الأقل في اشتباكات حدودية، وهو ما أدى إلى أكبر مظاهرة منذ سنوات في العاصمة الأذربيجانية باكو، حيث كانت هناك دعوات لاستعادة ناغورنو كراباخ.
ردود فعل دولية أخرى
- الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقول إنه “قلق للغاية”، ويحث الجانبين على وقف القتال
- وزير الخارجية الروسي أجرى محادثات عاجلة مع كل من القيادة الأرمينية والأذربيجانية
- فرنسا، التي تضم جالية أرمنية كبيرة، تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والحوار
- إيران، المتاخمة لكل من أذربيجان وأرمينيا، تعرض التوسط في محادثات سلام
- الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يقول إنّ الولايات المتحدة تسعى لوقف العنف
ما هي الخلفية؟
في عام 1988، قرب نهاية الحكم السوفيتي، بدأت القوات الأذربيجانية والانفصاليون الأرمن حرباً دموية تركت ناغورنو كراباخ في أيدي الأرمن بعد توقيع هدنة في عام 1994.
قُتل عشرات الآلاف في الحرب واضطر العديد من الأذربيجانيين إلى الفرار من منازلهم.
المنطقة حاليا مستقلة بحكم الواقع، وهي تعتمد بشكل كبير على دعم أرمينيا. لكنها غير معترف بها من قبل أي عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك أرمينيا.
كما تخضع مساحات شاسعة من الأراضي الأذرية حول الجيب للسيطرة الأرمينية.
فشلت المفاوضات حتى الآن في التوصل إلى اتفاق سلام دائم، ولا يزال النزاع في المنطقة أحد “الصراعات المجمدة” في أوروبا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
كراباخ هي الترجمة الروسية لكلمة آذرية تعني “الحديقة السوداء”، بينما ناغورنو هي كلمة روسية تعني “جبلية”. ويفضل الأرمن تسمية المنطقة آرتساخ، وهو اسم أرمني قديم للمنطقة.
وقتل كلا الجانبين جنوداً من الجهة الأخرى على مرّ السنين في انتهاكات متفرقة لوقف إطلاق النار. وعانت أرمينيا، التي لا تتمتع بأي حدود بحرية، من مشاكل اقتصادية حادة بسبب إغلاق الحدود مع كل من تركيا وأذربيجان المحاذيتين.
وتشارك روسيا وفرنسا والولايات المتحدة في رئاسة منظمة الأمن والتعاون في مجموعة مينسك الأوروبية، التي تحاول التوسط في إنهاء النزاع.
كردستان الحمراء
وكان الكرد يشكلون 72% من سكانها اي 37120 نسمة[محل شك – ناقش] ولكن تدخل ستالين والقمع السوفيتي المستمر ضد الاقليات في القفقاس أدى إلى اضمحلال الوجود الكردي عبر سياسات التتريك الآذرية والتهجير السوفياتية التي اتبعها ستالين (ستالين اصلا من جورجيا). حيث هجر الالاف من الكرد من أذربيجان وأرمينيا وجورجيا إلى قفارى كازاخستان وسيبيريا ليلاقوا هناك الموت المحتم بدعوى مساندةالهجوم النازي[5] وشمل هذا التهجير أغلبية الاقليات والقوميات الصغيرة في القوقاز من شيشان وابخاز واكراد وداغستانيين بين سنة 1935-1944. قليلون هم من عاد من الكرد إلى ديارهم.
تم في مايو 1930 إنشاء وحدة إدارية سميت كردستان وشملت بعض المناطق الجديدة منها زنكلان وجبرايل ولكن الفشل كان بالمرصاد نتيجة معارضة وزير الشؤون الخارجية للدولة السوفيتية لأي تحرك كردي قد يؤدي بالضرر على كل من الجارة تركيا وإيران ومنع لأي تحرك سياسي كردي على حدود الدولتين حيث كانت ثورة اغري الكردية بقيادة احسان نورى الباشا مستعرة في جبال جبل أرارات ضد تركيا وإيران.
استمر الوضع الكردي بالاضمحلال مع اتساع سياسة التهميش والتتريك الاذريين. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك جمهورياته، سيطر الارمن على منطقة ناكورنو قرباغ ومناطق الاكراد فيها، وحاول الارمن استمالة الكرد[ما هي؟] .
وتم تأسيس جمهورية لاجين الكردية عام 1992 برئاسة وكيل مصطفاييف ولكنها لم تدم طويلا نظرا لعدم وجود الدعم الجماهيري الكردي حيث كانت وليدة سياسة ارمنية معادية لآذربيجان، رفضها الكرد الذين يشتركون مع الآذريين في الدين والثقافة والأرض ولجأ رئيسها (مصطفاييف) إلى إيطاليا لاجئا سياسيا من نفس العام
محمد بن شداد”، واتخذ (دوين) ثم (كنجة) عاصمة له وبدأت الدولة الشدادية في بناء القلاع والجسور والمدن والقصور وصك النقود وتحولت عاصمته الى مركز قوي وكبير يسيطرون من خلالها على
المناطق المحيطة بأذربيجان وأرمينيا، وتجدر الاشارة الى أن “صلاح الدين الايوبي” ينتسب الى الاسرة الروادية التي تمتد أصولها الى مدينة (دوين) حيث هناك صلة قرابة بين الاسرة الشدادية (شاه دادي) والأيوبيَة، ثم أتت الأسرة الهذبانية وأقاموا امارتهم خلال الفترة العباسية لكن ذكرهم اختفى بعد سيطرة المغول على كامل المنطقة وقضوا على الامارات الموجودة حينها.
كردستان الحمراء. ﺑﻌﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺳﺎﻳﻜﺲ ﺑﻴﻜﻮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﻣستعمرات ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ، ﻭﻗﺴﻤﺖ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ، ﻭﺗﻢ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﻛﻞ ﺟﺰﺀ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ (ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ)، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1514ﻡ. كما ان لينين ﻛﺸﻒ ﺳﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺳﺎﻳﻜﺲ ـ ﺑﻴﻜﻮ، ﻭﺑﺬﺍﻟﻚ ﺧﺴﺮﺕ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﻌﻈﻢ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻭﺑﻘﻲ ﺟﺰﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﺗﺎﺑﻌﺎً ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ. ﻭﺑﻌﺪ أﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﻟﻴﻨﻴﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ
ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ – ﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮﺩ حفيد – ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻨﻴﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻴﺔ ﻟﻠﻨﻀﺎﻝ ﺿﺪ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴأﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ. ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻟﻴﻨﻴﻦ ﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴأﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺪﻭﺭ (ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ) ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺗﺄﺳﻴﺲ
ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺗﺨﺼﻴﺺ 40 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺭﻭﺑﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ. ﻭﺭﺩّﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﻮﺯﺍﻥ ﺃﻋﻄﺖ ﺣﻜﻤﺎ ﺫﺍﺗﻴﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ، ﻭﺳﻤّﻲ ﺑـ (ﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ)، وأصدر الزعيم السوفيتي (لينين) أمره الشخصي في يوم 7 تموز من عام 1923م بإنشاء جمهورية ذاتية الحكم لكرد
الكردي في باقي أجزاء كردستان الخاضعة لسيطرة كل من إيران وتركيا والعراق وسوريا . والاستفادة من الحركات الكردية في تلك الأجزاء من كردستان الكبرى عند الضرورة.
تم اختيار مدينة (لاتشين =Laçîn) عاصمة لكردستان الحمراء ، وقسمت الجمهورية إلى أربع وحدات
إدارية، وإلى ست دوائر : كولباجار، لاتشين، قوبادلي Qubadli، زنجيلان Zangilan، وجزء من جبرايل، وأقسام فرعية من قرقشلاق Karakushlak ، وقوتورلي Koturli، ومراد خانلي Khanli، وكرد- كنجي، وحاجي. وكان غالبية السكان من الكرد.
وبعد المؤتمر السادس لأذربيجان السوفييتية، تم إلغاء جمهورية كردستان الحمراء بعد أن استمر قائماً لمدة ست سنوات من عام 1923م حتى تم حله بشكل تراجيدي في 8 سان عام 1929م.من الأسباب التي ساهمت في حل كردستان الحمراء بشكل مباشر هو ما يعود إلىالقوميين الأذريين الذين وقفوا بشدة ضد تأسيس هذه الجمهورية الكردية منذ البداية، ولم يكن ينظرون بعين الرضا والقبول إلى تحسن أحوال الكرد، ولا يرتاحون الى تطورهم نحو الأفضل، فقد كان رئيس أذربيجان آنذاك (مير جعفر باقيروف) من أشد المناهضين للكرد وجمهوريتهم التي ظهرت في
جزء صغير من كردستان الكبرى ، كما أن الضغوط التي مارسها الرئيس التركي (مصطفى كمال) على السلطات الروسية والأذربيجانية، والاتفاقيات السرية التي عقدها مع ستالين وباغيروف لإنهاء الجمهورية الكردية التي باتت تشكل خطراً على جمهورية تركيا الفتية ويحرض كرد شمال كردستان
الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي على المطالبة بالمثل أدت الضغوطات التركية في النهاية إلى إزالة هذه الجمهورية الكردية من الوجود ، حيث وجد في الأرشيف التركي وثائق تشير إلى تأثير تشكيل جمهورية كردستان الحمراء للكرد السوفييت على اشعال فتيل انتفاضة آرارات عام 1930م التي نتج
عنها تشكيل جمهورية آرارات الكردية في شمال كردستان في منطقة آكري (اغري). وقاد الثورة “إحسان نوري باشا”، وتم جذب قوة قائد قبيلة جلالي “إبراهيم حسكي” من تيلو، وتم تعيينه قائداً،
وبهذا وضعوا أساساً للدولة الكردية المقبلة، وفي هذه المنطقة كانت تطبق قوانين صارمة ضد السلب والنهب، وتم إقامة اتصالات مع قائد كردستان الشرقية “سمكو شكاك” وتم إعلان جمهورية
آرارات المستقلة عام 1927م، واختيار قرية حول آرارات بأنها العاصمة المؤقتة لجمهورية آرارات الكردية .وسبب آخر يعود الى كرد أذربيجان أنفسهم، فقد انقطعوا عن ديارهم وأوطانهم لعدة قرون، وعاشوا في شبه عزلة، وكان معظمهم في تلك المنطقة يعتنقون الدين الإسلامي وبالتالي يعدون
مسألة (الدين) أهم من مسألة العباد والبلاد (الشعب والوطن).بعد ذلك جرى إعادة تصنيف كرد كردستان الحمراء تدريجياً مع السكان الأذربيجانيين، وجرى خلط هيكلي للمنطقة في عدة وحدات إدارية جديدة تحت سيطرتهم، وغير اسمه الى إقليم (ناخجوان)، وبمجرد حله يعني عملياً طرد العرق
الكردي من لوحة الإثنية من دولة أذربيجان، حيث مورست ضدهم سياسات عنصرية بشعة من قبل السلطات في باكو، فمنعوا من التحدث باللغة الكردية، من أجل صهرهم ضمن الأكثرية الأذرية، بل تم هجير أكثريتهم على يد (ستالين) إلى جمهوريات آسيا الوسطى وسيبيريا، ومصادرة أراضيهم ممتلكاتهم.
قامت السلطات الأذرية باتخاذ قرارات ظالمة ضد الكرد لأن لديها مصلحة وطنية في استيعابهم مع الأذربيجانيين في بوتقة واحدة، وعلى الرغم من إلغاء جمهورية كردستان الحمراء استمرت المنطقة لفترة وجيزة بأخذ الدروس في اللغة الكردية في صيف 1931م، وفي العام نفسه تأسست صحيفة (كردستان السوفيتية) في مدينة لاشين؛ وبقيت هذه جريدة تصدر من باكو منذ 1926 باعتبارها لسان
حال جمهورية كردستان الحمراء حتى سنة 1961م. كما أنشئت إدارة كردية في شوشا لكلية التربية في عام 1932م، ووجه المدرس الضليع في التربية والتعليم (جعفر أحمدوف) للإشراف والتدريس في المجتمعات الجبلية في مدن كلباجار ولاشين لسنوات عديدة. وكان لقيادته والتزامه في نشر التعليم
بين سكان القرى الكردية قد أكسبه شهرة واسعة، وتقديراً له من الرئيس السوفيتي (لينين)، فقد منح واحدة من أرفع الجوائز في الاتحاد السوفيتي. استمر الوضع الكردي بالاضمحلال مع اتساع سياسة التهميش والتتريك الاذريين. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك جمهورياته، سيطر الأرمن