بقلم: دلشا آدم/ الفن مابين جرأة الماضي وتصنع الحاضر !!

 

كما يقال الفن هو مرآة الشعوب في حقيقة تجسيده للواقع الاجتماعي والمعيشي والسياسي للمجتمع ناهيك عن دوره الكبير في الحفاظ على اللغة بالدرجة الأولى وكذلك العادات والتقاليد إذ

تزامن ظهور الفن منذ بداية ظهور المجتمعات البشرية فكان بذلك وسيلة للترفيه ورغبة الانسان للتعبير عن ذاته من خلال الرسم على الجدران والنحت والموسيقى والغناء والرقص وفيما بعد المسرح

وهذا ما أود التركيز عليه وبشكل خاص أي التمثيل والموسيقى اللذان شهدا نهضة تطور فنية بكل المقاييس ففي فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي كان الفن ثورة غيرت الكثير من

المفاهيم وعززت الحرية الفكرية والشكلية (المظهر الخارجي ) للفرد حيث كانت المراة تظهر بكامل أناقتها وأنوثتها وبجرأة دونما أن يسبب ذلك حرجاً لها او انتقاصاً من كرامتها متجاوزة بذلك كل

العقبات التي كانت تعترض مسيرتها الفنية وحتى الحياتية منها ومحاولة بذلك اظهار المراة ككائن لاتقل في عطاءها عن الرجل وبأنها ليست دمية وتابعة ذليلة للرجل . وبالعودة الى السينما التليفزيون

نجد الجرأة في تجسيدها للمشاهد والمواقف كانت تتقن دورها على أكمل وجه ، فهي تنقل الواقع الى المشاهد كما هو وبكل حرفية واليوم ونحن ابناء القرن 21  ورغم كل الامكانات المتوافرة وبهذا

الانفتاح الثقافي والتكنولوجي نقف وبذهول امام انتقاد البعض لمشاهد تكاد تكون بالمعتادة لبعض الأعمال الفنية بحجة انها تتناقض والقيم المجتمعية والعادات وتحرض على الفساد والشذوذ .

هنا يقف المرء بذهول ويتساءل مستغرباً لم يحاول البعض العودة بنا إلى تلك المراحل التي بالكاد تجاوزناها وبعد وارغامنا على تبني سلبياتها ..؟ لماذا يقف البعض أمام عجلة التطور ويحاول إعاقتها

وذلك بمدها بالعصي للحد من دورانها من ذوي العقول والنفوس المريضة والمنهكة .
من التمثيل والسينما الى الموسيقى والغناء وهنا اريد التوقف عند الموسيقى الكردية ومن خلال

استماعنا وتذوقنا لها وحين نمعن في كلماتها نجد فيها الجرأة وبشكل سافر مقارنة بأغاني هذي المرحلة حيث التغزل الفاضح بمفاتن المراة كان سمة رئيسية فيما هذا الشيء تفتقر لها أغاني اليوم

وفي الحقيقة ليست لديهم تلك الجرأة لتناولها كأداء وكلمات ولو تسألنا لماذا سيكون الجواب عبارة عن اشارات استفهام وتعجب . واضافة الى الكلمة كذلك كنا نجد النغم الذي كان يلهب الروح حين

الاستماع إليه ، تلك الإبداعات في عصر لم تكن تتوفر لديهم أدنى الامكانات او مقومات الثقافة الموسيقية على غرار التي يتمتع بها الفرد اليوم ، فهل سنشهد المزيد رغم ماقدمه من الإبداع هذا

الجيل الحداثوي ليضيف بذلك بصمته إلى المكتبة الموسيقية الكردية واغناءها وكذلك الأرتقاء بها مواكباً التطور وأضفاء لمساته الفنية إليها .. نأمل ذلك .