سيكولوجية الانسان وأهدافه في الحياة وكذلك مشاريعه في بناء المستقبل. فالدب الذي يرمز للقوة والضخامة ولكنه مرتبط بشكل مباشر بالأرض التي يعيش عليها والتي لا يمكن توسيعها بحكم خصائص الدب الجسدية والفيزيائية وهذا ما يفسر طبيعة روسيا كدولة منكفئة على ذاتها وإن رغبت
بالتوسع، أما الثور فهو أيضاً يرمز للقوة والتشبث بالأرض ولكنه غير مستقر ويبحث دائماً عن السهول والسهوب والمراعي ليقتات منها وعليها وليجعلها مكاناً لهيمنته وسلطته، وهذا ما تفعله أمريكا. أما النسر فهو بقدر تمسكه بالأرض إلا أنَّ السماء والفضاء الواسعتين هي حياته التي لا يستغني
عنها البتة، ومرتبط بالعاطفة والشعوب بالقوة حينما يحلق بالسماء والتقرب من الآلهة، وهذا ما نراه في حقيقة مجتمعات وشعوب مشرقنا المتوسطي. لكن بعض الشعوب اتخذت لها رموزاً لها تعبيراً عن حقيقتها مثل المغول والذي أرادت أن تكون ذئباً يقتل ويفترس الآخرين ويعتدي على خصوصياتهم
والحرق والهدم لكل شيء بدءً من الانسان وحتى المدن والتاريخ وكذلك الجغرافيا. أردوغان الذي تحالف مع من يدّعي أنه من سليل الذئاب الرمادية دولت بخجلي زعيم الحركة القومية الفاشية، محاولين إعادة التاريخ للوراء وكأن التاريخ يمكن لرهط من القتلة أن يكتبوه كما يريدون ومتناسين
التشبه به هو أنه بات كالدجاجة التي تصرخ كثيراً محاولة الطيران مقلدةً النسر الذي هو هوية المنطقة، إلا أنه مع الأسف لا يعلم أن الدجاج لا يطير مهما حاول إلا لأمتار عدة لا تتجاوز غصن شجيرة مزروعة في فناء منزل من منازل المشرق المتوسطي. ربما حينما خرج أجداد أردوغان من منغوليا
تستطيع الطيران ولا التحليق عالياً ولا يمكن له السمو والعلو ولا حتى التشبه بالآلهة إن هو أراد ذلك. ربما كانت الدجاجة التي يتشبه بها أردوغان متوحشة وبرية وكذلك فراخها الذين يسيرون خلفها من مرتزقة وارهابيين أقزام، إلا أنه بكل تأكيد أن نسرُ المنطقة سيحلق ويطير ذات يوم ويُطلق صفيره
والأفكار الجمَّة. وبكل تأكيد سيحلق نسر الأيوبي ثانية ومن نفس الجغرافيا في سماء المنطقة ويدجن الدجاجة وفراخها حتى يعودوا لرشدهم وتعود المنطقة لطبيعتها البعيدة عن العصبية القبائلية القوموية الفاشية وكذلك التطرف الديني المنغلق على ذاته والمتقوقع في شرنقته
الدينوية. حقيقة المنطقة تتمثل بشعوبها كلها من عرب وكرد وأرمن وآشور وتركمان وأمازيغ وليس بشعب واحد على حساب باقي الشعوب والمكونات والقوميات. وهذا لن يتم إلا بالعيش المشترك على أساس أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية التي ربما تكون الهوية الجامعة لشعوب المنطقة ليعيشوا