تقرير نوس سوسيال:حسن ظاظا
لم تكن مجزرة شنكال الأ ولى في تاريخ أبناء الديانة الإيزيدية بل هناك 73 فرمان” عثماني صدرت من الباب العالي للأمبراطورية العثمانية التي إرتكبت أبشع جرائم القتل والذبح باسم الخلافة الأسلامية وقبلها مجازر الخلفاء الراشدون والخلافة الأموية والعباسية والأجتياح المغولي للعراق وبلاد الشام
و في التاريخ الحديث مجازر تخجل الإنسانية من ذكرها لفظاعة جرائم نفذها الأسلام السياس ومرتزقته
برعاية ودعم تركي لحزب العدالة والتنمية الأسلامي يقيادة أمير الدواعش أردوغان في شنكال والهدف التاريخي للعثمانيين وأحفادهم اليوم يحملون هذا الارث الثقافي في إبادة الشعب الكردي
وديانة الأباء والأجداد لهذا الشعب العريق والأصيل في وطنه كردستان ولايخفى على أحد أن كافة الأديان أخذت تعاليم هذه الديانة ونسبتها وشوهت تعاليمها التي كانت تدعوا الى المحبة والسلام.
الأيزيدية أقدم الديانات في العالم
وبعد مرور 6 أعوام على آخر مجزرة بحق الإيزيديين، وعلى الرغم من انتهاء داعش ميدانيًّا، إلا إن جرحهم لم يندمل،بعد فالمرتزقة لم تتم محاسبتهم ولا داعميهم الذين ما يزالون يرتكبون الجرائم، والمجتمع الإيزيدي وبعد 74 فرمانًا تيقن أن تنظيم الصف هو السبيل الوحيد لعدم تكرار مجزرة أخرى”
تعرض المجتمع الإيزيدي وعلى مدى تاريخه الطويل لـ74 مجزرة، تُعرف بين الإيزيديين بالفرمانات” حملات الإبادة الجماعية “، أغلبها نُفذت على يد العثمانيين أجداد الأتراك الحاليين، لتكون الأخيرة على يد من دعمهم حفيد العثمانيين أيضًا.
وعُرفت حملات الإبادة بين الإيزيديين بالفرمانات نسبة إلى كلمة “الفرمان” وهو لفظ فارسي معناه «أمر أو حكم أو دستور موقّع من السلطان»، والفرمان العثماني هو قانون بأمر من السلطان العثماني
نفسه وممهور بتوقيعه وهو نافذ من دون رجعة عنه، وهي التي تعطي الشرعية لقتل الكرد الإيزيديين بأمر من السلطان أو الوالي العثماني نفسه.
ونُفذت المجازر على يد بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة التي حللت وفق فتاوى كانت تصدر بوجوب قتال الإيزيديين على امتداد جغرافية كردستان.
ففي سنة 1570م أصدر السلطان العثماني سليمان خان القانوني فرمانًا بعد صدور فتوى بحق الإيزيديين، أصدرها مفتي الدولة الرسمي أبو سعود العرادي، أباح فيها قتلهم علنًا وبيعهم في الأسواق شرعًا.
تاريخ من الهجمات الوحشية الهدف إبادة منبع الثقافة الكردية العريقة
تذكر بعض المصادر التاريخية أن الإمبراطورية الرومانية هاجمت شنكال حينما كانت تحت سيطرة الآراميين، وقد قاوم أهلها الغزو الروماني، لكنهم لم يستطيعوا وقف الجيوش الرومانية، ودخلها المسلمون بقيادة أبي موسى الأشعري بعد ظهور الإسلام بعقدين.
وقبل ألف عام تقريبًا هاجمت جيوش السلاجقة بقيادة طغرل بك العراق وجنوب كردستان، قبل أن تصل الجيوش إلى بغداد كان طريقها يمر من شنكال، ودفاعًا عن المدينة، قُتل نحو أربعة آلاف من أهلها الذين حوصروا لشهر تقريبًا.
ويقول بعض المؤرخين إن السلاجقة اضطروا لطلب تعزيزات بسبب مقاومة المدينة القوية لهم، لكن الفترة “المظلمة” بالنسبة للإيزيديين كانت فترة السلطنة العثمانية، مرة أخرى قامت الجيوش
القادمة من تركيا بمذابح في المنطقة، العداء للإيزيديين كان حاضرًا، وخاصة أنهم منبع التراث والثقافة الكردية العريقة لذا كانت الهدف الأساسي الإبادة.
لقد بات استهداف الإيزيديين لا يحصل في شنكال فقط ، بل نُفذت المجازر بحقهم على امتداد جغرافية كردستان.
التاريخ الدموي جدد نفسه في شنكال
وعلى مر التاريخ، ومنذ ذلك الحين، ووصولًا إلى عام 2014 وبالتحديد شهر آب، أعاد التاريخ الدموي نفسه بحق الإيزيديين، لتُسَجل مجرزة القرن بحق شنكال مرة أخرى.
مرتزقة أطلقوا على أنفسهم دولة الإسلام في العراق والشام” داعش” وبتمويل إقليمي، وتركي بالتحديد، شنوا هجومًا وحشيًّا على قضاء شنكال في جنوب ” باشور” كردستان”، ونفذوا المجازر بحق الكرد الإيزيديين هناك.
وبحسب شهود عيان نجوا من المجزرة، إنه وفي ليلة الـ3 من آب، وفي تمام الساعة 2.30 بعد منتصف الليل، شن المرتزقة هجومهم البربري على الإيزيديين، وعلى الرغم من المقاومة التي أبداها بعض
الشباب الإيزيديين الذين تطوعوا للدفاع عن شنكال في قرية سيا شيخ خدر وكر زرك إلا أن داعش استطاع اجتياح شنكال، بعد فرار عناصر بيشمركة الديمقراطي الكردستاني، بناء على أوامر تلقوها من قياداتهم، وسحب كافة الأسلحة الثقيلة، وتركهم شنكال لقمة سائغة لداعش .
الناجون توجهوا إلى سفوح جبل شنكال، الذي بقي طيلة الفرمانات الـ74 الحامي الوحيد للإيزيديين ولم يقع جغرافيًّا “الجبل” في يد أي قوة مهاجمة.
ليبقى مئات الآلاف من الإيزيديين محاصرين دون ماء أو طعام وسط حرارة الصيف الحارقة، حتى تدخلت قوات الدفاع الشعبي “الكريلا” التي توجهت من جبال كردستان نحو شنكال، وقدّمت العديد من
الشهداء في سبيل حماية الناجين، ولتعمل وحدات حماية الشعب YPG والمرأة YPJ التي استهدفت فتح ممر إنساني من شنكال نحو روج آفا، ليصبح ذلك الممر” ممر الحياة الجديدة” بالنسبة للإيزيديين.
التهمة ذاتها من أيام العثمانيين وصولًا إلى داعش ومرتزقة الجيش الوطني
الآلاف من الإيزيدين قُتلوا، أكثر من 3 آلاف امرأة إيزيدية اختطفت، وتاجر المرتزقة بهن، العشرات من المزارات الدينية الإيزيدية دُمرت بالكامل بحجة ” الكفر والردة عن الدين”، وهي ذات التهمة التي أُلحقت بهم من أيام العثمانيين وصولًا إلى داعش، بعد تحريف تاريخ المجتمع الإيزيدي بشكل متعمد.
جميع الإيزيديين يعرفون ما حل بولاتي خالتا” ديار عشيرة الخالتا” وهي عبارة عن أكثر من 400 قرية إيزيدية كانت مأهولة بالآلاف من الكرد الإيزيديين من عشيرة خالتا المعروفة، في وديان وسفوح جبال باكوك” طوروس” قبل أن يشن العثمانيون الهجمات عليهم، ويحرقوا تلك القرى ويشردوا أهلها، ممن نجوا من المجازر العثمانية.
داعش لم يكن الوحيد الذي هاجم الإيزيديين، ففي سوريا تعرض الإيزيديون لأفعال مشابهة لما تعرضوا له في شنكال، مرتزقة الاحتلال التركي ” الجيش الوطني السوري” وبعد أن احتلوا عفرين وسري كانيه خلال عامي 2018 و2019، دمروا أيضًا المزارات الدينية الإيزيدية، واستولوا على منازل الكرد الإيزيديين، حتى إنهم نعتوهم بصفات الكفر والردة، على مسمع الدولة التركية ورئيسها أردوغان، الذي لم يدخر الوقت ليشرعن احتلاله للأراضي السورية، ويوهم العالم بحمايته للأقليات.
أردغان استخدم خطاب الكراهية ضد الإيزيديين
بعد مجرزة شنكال ولجوء بعض الأسر الإيزيدية إلى أراضي باكور كردستان، لم ترحب الدولة التركية بها أبدًا، واتهم رجب طيب أردوغان الإيزيديين بأنهم غير مؤمنين واستخدم خطابًا يحض على الكراهية ضدهم، وقد حالت التحركات الكردية دون تعرض الإيزيديين لهجمات في تركيا.
لم تقدم الدولة التركية والمؤسسات الدولية دعمًا للمخيمات الإيزيدية، بينما كانت البلديات التي كانت تدار من قبل حزب الشعوب الديمقراطية توفر التمويل للمخيمات، بدعم من النشطاء وبعض المنظمات غير الحكومية.
بعد عام ونصف العام، عاد الكثير من الإيزيديين إلى شنكال، كانوا خائفين من الدولة التركية بعد ذلك بعامين، جرى إغلاق معظم المخيمات الموجودة في المنطقة.
تركيا تحاول تنفيذ ما لم يقم به داعش…تنظيم الصف وقوف أمام الإبادة
منذ عام 2017 ووصولًا لعام 2020 لم تكف تركيا عن استهداف شنكال وأهلها، أكثر من 13 هجومًا تركيًّا جويًّا تعرض له قضاء شنكال منذ إخراج مرتزقة داعش منها، ما يؤكد أن داعش هاجم شنكال
بدعم تركي مباشر، فتركيا تحاول تنفيذ ما لم يستطع داعش إنهائه في استهداف مخزن التراث الكردي العريق، وإفراغ شنكال من أهلها لتجريدهم من ثقافتهم التي استمدوها من ديارهم.
بعد 6 أعوام، وتحديدًا خلال شهر حزيران من العام الحالي، بدأت موجة العودة للإيزيديين النازحين من شنكال بعد هجوم داعش، والذين قطنوا في مخيمات باشور كردستان، لكن! يبدو أن ذلك لم يرق لتركيا ولم يتماشَ مع مخططاتها الاحتلالية لجغرافية كردستان وإبادة الكرد ثقافيًّا، الذين فقدوا جزءًا كبيرًا منها، جراء الفرمانات التي حصلت بحق الإيزيديين.
في ليلة الأحد 15 حزيران قصفت الطائرات التركية بأكثر من 32 غارة جوية مناطق في جبال شنكال، إلا أن العودة استمرت بعد ذلك أيضًا.
وبعد المجزرة الأخيرة قرر الإيزيديون أخيرًا أن ينظموا أنفسهم، فبعد أيام قليلة من هجوم داعش بدأ الشبان الإيزيديون بالتطوع والالتحاق بوحدات مقاومة شنكال وقوات الكريلا التي هبت من جبال
كردستان لمساعدة الإيزيديين الذين احتموا بجبل شنكال، وتخليصهم من الموت المحتوم، واجتماعيًّا بات مجلس الإدارة الذاتية في شنكال المظلة الجامعة للشنكاليين، ليكون ما حدث بعد الفرمان 74 منعطفًا في تاريخ الكرد الإيزيديين، للوقوف أمام الإبادات.
ليسجلوا لأول مرة في تاريخهم وجود قوى عسكرية خاصة بهم لحمايتهم.