دائما تبقى المرأة ضحية سطوة جهل المجتمع ومعتقداته وبما أنها من أشد وأقسى المواقف التي تواجهها المرأة في المجتمعات الشرقية إلا أنها تظل تحمل عبء ذلك على عاتقها منفردة .
أن تكون المرأة عاقر هنا فهي مصيبة ورفض الرجل (الزوج) لتقبل هذه الفكرة منتهى القسوة والإجحاف بحق كينونتها ومن ثم تبدأ سياط الظلم بالتناوب عليها من كل حدب وصوب
ومن هنا تكون البداية لرحلة عناءها وشقاءها وهنا تنشىء التساؤلات في كيفية درءها ومواجهة المجتمع ، مجتمع مكبل بعقود من التخلف والعادات البالية ،مجتمع يقيم المرأة بقدرتها على الإنجاب لا بدورها ككيان وفي هذه الحالة يكون من حق الزوج الزواج بأمراة ثانية برغبة منه او تحت وطأة وتأثير المحيط به وبذلك يكون هذا الحل هو السمة المناسبة لإرضاء فحولة المجتمع وتجاهل تام لمشاعر المرأة .
أما في حالة الزوج العاقر نجد الزوجة تقف إلى جانبه بكل محبة وصبر لتسانده بل وفي كثير من الأحيان تتحمل هي جميع التبعات رافضة البوح عن عقمه وفي هذه الحالة تكون محط أعجاب وتقدير ( بنت حلال) متنازلة عن حقها في الأمومة وبمحض إرادتها .
فكيف للمرأة أن تعايش كل هذه الضغوط النفسية والجسدية والأجتماعية لتعيش حياة أنكار الذات والتكيف معها رغم فقدانها وسلبها لأعز منحة وهبتها الطبيعة البشرية لها وفوق كل ذلك يبقى الرجل راض بما هو عليه من حال .
فإلى متى ستكون النساء مغبونات ورهن هذه العادات والتقاليد وهي ماضية في قسوتها عليها فتسلبها حريتها بكل أجحاف .
مجتمع اناني مستبد يكيل بمكيالين يلقي الستارة على الحقائق ويشوه الطبيعة ، اوليس بأستطاعة الشخص دائما أن يختار وألا يتوقف عند مرحلة أو موقف مفروض مسبقا والبدء بالتفكير لحل هذه المشاكل من منطلق أنساني وبأنهما مكملين لبعضهما البعض ( الرجل والمرأة)
أوليس عليه أن يتمرد على هذا الإرث العفن والخروج من حلقته المفرغة هذه وبحلول عقلانية ومعاصرة بعيدة عن القناعات السلبية التي تتجسد فيه .
فالسمو بالوعي والمشاعر والإحاطة بكل ماهو جميل هو ريادة وليس بإعاقة .