بقلم حسن ظاظا /الوحدة الوطنية السورية كفيلة بدرء الخطر والأحتلال التركي


 

لم تكن التهديدات والأطماع التركية غريبة على الشعبين العربي والكردي اليوم، فمنذ غزو القبائل العثمانية جنوب آسيا والبلدان الإقليمية لبلاد البلقان والبلاد العربية، لازالت تمارس سياسة الغزو والقتل والتشريد والتهجير والاحتلال الاستعماري لهذه البلدان وشعوبها الآمنة في بلادها.

والتهديدات اليوم على الشمال السوري، ما هي إلا تهديد للعيش المشترك بين الشعبين الكردي و العربي وتهديد للإدارة الذاتية الديمقراطية  التي حققت إنجازات كبيرة على مختلف الصعد والبناء والتحرير خلال السنوات الثلاثة الماضية وهي اليوم تدخل الإدارة الذاتية عامها الرابع في البناء والتحرير، وترسيخ سياسة العيش المشترك لكل مكونات المجتمع السوري، وهذا لا يروق لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يعيش على اعتمار الطربوش العثماني واستعماره البغيض على جماجم الشعوب المطالبة بالحرية والاستقلال.

كان متوقعاً أن تعلن تركيا الحرب على عفرين والشمال السوري ومشروع الفيدرالية الذي سيحقق الأمن والأمان والسلام وستوفر العيش المشترك للمجتمع السوري، إن القصف التركي لعفرين هو رسالة تهديد للشعبين  العربي والكردي من جانب حكومة حزب العدالة والتنمية والسلطان العثماني الداعشي أردوغان المغرور المتغطرس المشبع بجرائم الحرب، وتشفيه من الشعبين الكردي و العربي وبجنونه السادي، متوقعا أن تتدهور العلاقات التركية الأمريكية في أزمات متلاحقة تؤدي إلى وصول هذه العلاقات إلى مرحلة الخطر بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وقوات سوريا الديمقراطية في تحرير الشمال السوري، فالصراع التاريخي الكردي التركي منذ غزو تركيا بلاد الكرد «كردستان» واستعمارها للبلدان العربية وكردستان حاضر إلى يومنا هذا، فالصراع التاريخي قائم والحرب اليوم مستمرة في أبعادها الاستراتيجية، كما أن الخلاف الأيديولوجي حاضرٌ أيضاً في العلاقة التاريخية بين الكرد والترك، وتفاقمت منذ أن أعلن النازي طيب رجب أوردغان الحرب على عفرين بالقصف العشوائي على شعب آمن رسخ الديمقراطية والعيش المشترك أيضاً. ولكن من الغريب والعجيب لميليشيات الخيانة من أبناء الوطن السوري الذين عبروا الحدود التركية السورية بدعم تركي لمواجهة أخوانهم أبناء الوطن الواحد في عفرين تحت غطاء القصف التركي، من أجل حفنة من  الدولارات.

إن الاعتداءات التركية المستمرة على عفرين وشمال سوريا، ليست جديدة على الكرد … وليست جديدة على العرب أيضاً، بل هو إرث عثماني قديم وأطماع قديمة في احتلال عفرين وحلب، وغيرهما من الأراضي السورية.

إن الهجوم التركي على عفرين والتدخل العسكري للمعارضة السورية ما هو إلا خيانة وطنية لوطنهم وأهلهم وشعبهم ..هؤلاء الذين باعوا عرضهم وشرفهم لأردوغان، الذي وجد التدخل العسكري الخيار الوحيد نتيجة لفشلة وتصدير أزمته الداخلية، وتغطية لنهبه مقدرات الشعب التركي. وقد جاء هذا الهجوم الغادر ضمن اتفاق تفاهمي تركي روسي مقابل تمرير خط الغاز الروسي، وهناك الكثير من التفاهمات والملفات بين البلدين على حساب الشعبين الكردي والعربي.

إن الكرد يدركون جيداً الخطورة الكبيرة للتدخل العسكري التركي الغازي للأراضي السورية، وأطماع تركيا في الاحتلال والسيطرة على الشمال السوري، بذريعة محاربة الكرد، ولكن الحقيقة هي حلم وطمع تركي عثماني قديم في احتلال حلب والشمال السوري.

هنا لابد من القول: على جميع مكونات الشعب السوري الوحدة الوطنية والتضامن مع الشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية التصدي للاستعمار التركي البغيض، إن الوقوف إلى جانب الكرد في هذه المرحلة الحساسة قضية وطنية سورية وواجب وطني للدفاع عن أرض سوريا والوحدة الوطنية هي كفيلة بدحر العدوان التركي الغاشم. حسن ظاظا كاتب وصحفي من سوريا