نعم عجزت قلتها ذات يأس ،كم كان ظل ذلك المساء ثقيلا وهو يغمرنا بلحظات البوح تلك ..
وانت بذاكرتك تحمل تفاصيل الأمس وعبء الحاضر ،تحاول الإمساك بما تبقى لك من كبرياء قبل البدء بالغوص في متاهات عشق عصية .
تصارع أناك وانصهارك في تفاصيلها التي تأبى هجرانك .
مابك يا قلب وقد بت أمام خطاها ترتعش ، تلملم أجزاءك المبعثرة في العبطة وتنحني بالمسير وتتلوى متألماً حيناً وتتحسس لذة عطرها في معصميك حيناً أخر ، تسير نحوها معصوب العينين قائلاً في قرارة روحك :
ربما أخطف السعادة للحظات وأختلي بعناق ما على مرَّ هذا الغياب
نعم فلم يتبقى مني الكثير يا جميلتي ثمة ماتبقى في قاع الذاكرة فقط أحاول ايفاده للسطح وإزالة الصدأ عنه ، هو فصلي الأخير تقولها بخجل لتتدارك ماتبقى منك من أناك المتلهفة للغوص في تفاصيلها القاتلة .
ربما هي قسوة ضياعك ولحظات الرضوخ لها او تمردك المقيت
أو عساها بداية الهاوية لقلب أنهكه
المستحيل .
فهل العشق حقيقة وقد جاءني يقرع أبواب خمسيني قلتها بشفاه مرتعشة واستعجلت الهروب الى حيث كنت أنت ، الى عالمك الضبابي لتختبئ في شرنقة الأماني وتلتحف الأوهام والأماني كما كنت ذات حين .
وهي فقد كان قد بلغ بها اليقين أنها تريد العيش فقط لتحبه وتحبه من
بعد أن فقدت الأماكن ذاك اليقين ..لن يكون المكان كما كان كذلك ولا الأشياء ، سيكون النهار محض قحط وستنسل النجوم في أروقة الفراغ .. ربما هو بوح قبلة ترف بعذوبة على جناح الريح لتلامس شفتيه وهو يثابر البحث عن كنزه الثمين في خفايا الروح في عيون غريبة .
لم تتغير عليها الأمور كثيرا فطالما كان كالومضة وسرعان ما تتلاشى .
كم كانت كثيرة تلك الاختلاجات التي حملتك على البكاء بصمت وخفية وقلبك الذي تسارع في الخفقان عساه يسبقك الى حيث لا تعلم .
تتساءل فيما بينها هل كان عليك الإصغاء إلى لهفة قلبك وهو يمنع عنك النوم ليال طوال وأنت تحاول إسكاته عبثا .
ذات مساء وانت تتأمل سماء لا قمر فيها قلتها : عندما كنا نحلم كانت كل اللحظات مشرقة والأن بعد ان بلغت بنا الأيام واستسلمت للنوم بإناة فقد تاه وميض الضوء ذاك يا حبيبتي !!
بلغنا الملل وافترش له مكاناً في قلبينا أصبحنا غرباء نعم غرباء !!
وهل كان لزاماً عليَّ البحث عن الحب في عيون غريبة عن مغامرة تمنحني مبرراً أخر لوجودي .. فعذرا منك يا حبيبتي
فقالت متأملة مثلما الصَدَفة تختزل الزرقة في أحشاءها :
روحي أيضا تختزل أنفاسك عشقا كأنت ياحلم زمردي .