سويسرا:دلشا أدم / حوار مع الكاتبة الكردية وجيهة عبد الرحمن سفيرة السلام

حوار:دلشا أدم

من سحر الطبيعة ووحي ذاكرة دجلة ، من نكهة عين ديوار إلى فسحة الروح ، من سحر الحرف إلى ايقاع السنابل ومواسم الرقص تطل علينا بخفة الريش وهي تروض وبحس أنساني الكلمة وتزيل عنها كل مايشوبها من التشوهات وتمنحها رونقاً في منتهى البهاء . ذو طا بع مميز وبشهادة الكثيرين فنالت لقب سفيرة السلام فوق العادة عن منظمة السلام الدولية في السويد 2014
كتبت الرواية والقصة والشعر ومن أهم ما صدر لها ثلاث روايات :
– الزفير الحار
– لالين
– العبور الخامس
– كما صدر لها خمس مجموعات قصصية :
– نداء اللازورد
– أيام فيما بعد
– أم لوهم البياض
– الإفريز
– أسئلة الحواس الخمس
ودواوين شعر :
– كن لأصابعي ندى
– التمائم
– أمرأة غيري
وديوان باللغة الكردية – wisa .
وهنا كان لنا الحوار التالي مع الكاتبة وجيهة عبد الرحمن حول مسيرتها الأدبية والإنسانية وأهم نشاطاتها الثقافية ومامدى أثر التغريبة الأوربية عليها وعلى كتاباتها بشكل عام .

– بالجرأة والخطوة الأولى… ألاف الخطوات

1- بداية حبذا لو حدثتنا وجيهة عبد الرحمن عن نشأتها وبداياتها الأدبية ؟
فأجابت بصراحتها المعتادة :
-بالحديث عن البدايات، أعتقد لايمكن حصرها في يوم وتاريخ معين، لأنَّ الموهبة على ما أظن تُخلق مع المرء بالفطرة، ومن ثمَّ تتنامى مع بعض التفاصيل الأخرى، قد يكون الشغف إحداها، ولكن غالباً ما تتنامى مع تغذيتها بالقراءة، ربَّما هذا ما حدث ،أعرف أنني تأخرت كثيراً حتى بدأت بداية فعلية، ماخلا ذلك كانت خربشات شقية لطفلة تعاني الوحدة وتلوذ بالطبيعة وتؤنسن موجوداتها، وفي المراهقة رحتُ أدوِّن بعض الوجدانيات التي كانت تتحدث بالنيابة عني في حالات مختلفة، ثم مضت سنوات طويلة أخفيت كل ما كنت أكتبه، كل ذلك سبق ظهوري في الوسط الأدبي، الفترة المؤجلة إلى ما لم أعلم، لكنني بالرغم من تأخري كنت أشعر في قرارة نفسي ثمَّة كائن يسكنني، كائن أقوى مني وأشجع وأقدر على مواجهة الواقع بكل تحدياته، لكن ذلك الكائن في تلك الآونة كان يفتقر إلى الأسلحة، لا أعني مسدساً أو سيفاً أو ربما سكِّين، وإنَّما التحلي بالجرأة لخطو الخطوة الأولى التي ستليها فيما بعد آلاف الخطوات.

. 2- ماهي العوائق والصعوبات التي اعترضت مسيرتك الأدبية والانسانية في مجتمع شرقي بتحفظاته العديدة وعاداته وتقاليده الصارمة ؟

فتحدثت عن واقع ومعانة حقيقية :

– الإيمان بالذات هو الأقوى

من البديهي في مجتمعاتنا أن يعترض المرء عوائق وصعوبات، وقد تتعداها لتصبح تحديات، هذا إذا افترضنا على مستوى الرجل، فما بالك إذا كان الحديث عن امرأة تنتمي إلى بيئة شبه ريفية أو على شاكلة بلدة صغيرة خارج جغرافيا الاحتمالات مثل ديركا حمكو، وإن كنتُ انتمي إلى عائلة وطنية ومثقفة ولكن ذلك لم يعفني من تقييمات المجتمع وتحدياته فيما يتعلق بالكتابة، بادئ ذي بدء يشهرون في وجه المرأة مطرقة الشرف الاجتماعي المختزل في ظهورها بين مجتمع الرجال ، وشرفها المتعلق بالاختلاط المشين حسب منظورهم، متناسيين تماماً ما تقدمه المرأة من الفائدة والمنفعة وما الذي يدفعها لتكون هناك في مكان تضطر فيه إلى التضحية بالخُلعة الاجتماعية، وأنها بذلك تدفع أثمان باهظة في سبيل خدمتهم، ثم يأتي دور المنافسين الذين يعتبرون كل ميادين الحياة ساحة عراك، ولن أغفل هنا التحديات التي واجهتها مع النساء بصورة خاصة، ثمَّة نسوة لا يرغبن في نجاح مثيلاتهن ، والأهم أنني يجب ألا انسى الأمن السوري بفروعه الخمسة، واجهت كل تلك التحديات، كان الثمن باهظا في تجاوزها، ولكنني فعلت.
الخوف من نهضة المجتمع من خلال الكتابة يدفع بكل مكونات المجتمع إلى الوقوف سداً مانعا أمام التقدم ، ولكن يظل الإيمان بالذات هو الأقوى، اعتقد أنني فزت إلى حدٍّ ما في التحدي بعدم الاكتراث وبالإقناع .

3- ما هي اهم نتاجاتك الادبية ؟

 

– لأإبداع مابين الشعر والقصة…والرواية والترجمة

ج- أعتبركل كتابٍ كتبته مهمٌّ لدرجة الاحتفاء به دوماً، كتبت حتى الآن ثلاث عشرة كتاباً مابين الرواية والقصة والشعر، ولكن ما تم إصداره وبات مطبوعاً أحد عشر كتاباً:
الروايات: الزفير الحار – لالين- العبور الخامس
مجموعات قصصية: نداء اللازورد- أيام فيما بعد – أمٌّ لوهم البياض- الإفريز – أسئلة الحواس الخمس.
الشعر: ديوان كن لأصابعي ندى
Wisa باللغة الكردية : ديوان
كتب مترجمة:
رواية الزفير الحار إلى اللغة الكردية
رواية لالين إلى اللغة الفرنسية

4- ما هي المواضيع التي تتناولها وجيهة عبد الرحمن في كتاباتها ؟

– الكتابة وثيقةلها علاقة بالوعي الإنساني

ج- حقيقة لايمكن تحديد الموضوعات التي أتناولها، قد يكون هناك مخطط أو منهج للرواية المزمع كتابتها ولكنها فيما بعد تخرج عن السيطرة،لأجد نفسي أحيانا أطرح العديد من الموضوعات في رواية واحدة، ذلك لأنني اعتبر أن كل موضوع ليس قائماً بذاته، بل تتفرع عنه مواضيع أخرى ذات صلة، ولكن بالمجمل أجد أن الكاتب يجب أن لايفغل عن تناول جميع المواضيع بتفاصيلها المهملة، حتى وإن كان مجرد تفصيل صغير أو جزئية صغيرة من حدث كبير معين، لذا فأنا أركز على المواضيع الإشكالية التي يتجاهلها معظم الكتَّاب، لما لها من علاقة وثيقة بالوعي الإنساني من خلال طرح أسئلة للقارئ لتحفيزه على التفكير والتأمل والتمعن في بنية المجتمع وعلاقاته ونمط عيشه، وقد أتطرق إلى مواضيع أخرى لها علاقة بالسيرة الذاتية على اعتبار أن كل فرد إنما هو جزء من جماعته ويخضع لشروطه.
أحيانا نتابع فيلم سينمائي قد يكون محوره قصة حب عادية ولكن من خلال تلك القصة نحصل على معلومات تاريخية وفلسفية ونتعرف على وعي مجتمع ما في مرحلة تاريخية معينة، لذا حقيقة لا أستطيع تعداد المواضيع التي أتناولها بكل بساطة، الموضوع أعمق وأدق من تعدادها، لكن يسعني القول أنها تحفل بالكثيرعن الهم الإنساني.

5- انت تتناولين جميع الألوان والانماط الكتابية من شعر ورواية وابحاث ،في اي المجالات تجدين نفسك اكثر؟

وجيهة عبد الرحمن… الرواية هي ملعبي

اجابت على الفور:

ج- كل كتبي إنما هم بمثابة أبناء لي ، ولكنهم أبناء يختلفون في لون البشرة ،وأعني بذلك الجنس الأدبي.
حين كتبت تلك الكتب لم أفكر مطلقا بتفضل جنس أدبي على آخر، كتبت تلك الكلمات فحسب دون تمجيد إحداها،، ثم لاحقا اكتشفت أنَّ الروية هي ملعبي الذي من خلاله أستطيع التحرك بحرية تامة، وقول الكثير للقارئ من خلال شخوص الرواية، والدليل على ذلك أنني تقريبا توقفت عن كتابة القصة القصيرة بعد إصدار خمس مجموعات قصصية تناولت فيها الهم الإنساني بكل أبعاده وأشكاله، وكذلك أصبحت مقلة في الشعر.

 

6- ماهو موقع ودور المراة في كتابات وجيهة عبد الرحمن ؟

– المرأة كائن موازي للرجل

فقالت:

ج- المرأة احتلت الجزء الأكبر، حدث ذلك بشكل غير مباشر، لم أقرر الكتابة عن المرأة أو لها لأنني لا أفصلها عن المجتمع بثنائيتيه( الرجل والمرأة)،المرأة ليست كائن قادم من كوكب آخر، إنها الشريك الرسمي والمتساوي مع الرجل في صنع الحياة، كل ماحدث كان بصورة غير مباشرة، إذ أقحمت المرأة نفسها في كتاباتي لعدة أسباب، فالمجتمع الذي نعيش فيه وننتمي إليه يمكن قياس مدى وعيه بتفعيل شرط قبوله للمرأة ككائن موازي تماماً للرجل، وبما أن ميزان ذلك الشرط مختل، فمن الطبيعي أن يكون هناك من يسعى إلى تعديل كفتي الميزان، إذ لا يمكن اعتبار المرأة ضلع قاصر أو ناقصة عقل ودين أو اعتبارها الحلقة الأضعف في سلسلة الكائنات البشرية، الكتابة عنها قد تنصفها من خلال بيان حقيقتها في مجتمع يتجاهل وجودها أو يتغافل عنها عن عمد.

7- مابين الجرأة والصراحة اين تجدين نفسك في كتاباتك وهل هناك خطوط حمراء تتجنب وجيهة عبد الرحمن تجاوزها ؟

– على الكاتب أن يكون جريئا ولسان حال الناس والمجتمع

 

ج- برأيي الموضوع أعمق من الجرأة، ربما له علاقة بكون الكاتب حقيقة هو لسان حال الآخرين أم انه يكتب لمجرد انه يمتلك الموهبة او يرغب في الكتابة لأن الظروف باتت مواتية، أم أنها( الكتابة) باتت تقليداً اجتماعيا أو بريستيج لاكتمال الحظ، بصراحة لاأستطيع تقبُّل كاتبة/ كاتب دون الجرأة في الطرح، لا أستطيع قراءة كتاب يتحايل كاتبه على الموضوعات والطروحات، أو يحاول تغليفها، الجرأة في الكتابة لم تكن يوماً خطأ يجب تجنبه ، وإلا لمَ نكتب إذا لم نكن لسان حال الناس، ولكن ثمَّة جرأة قد تؤذي صاحبها ولاتصيب الهدف، لذا يجب أن يكون الكاتب حذرا لدى طرح موضوع يجد ربه أن يكون فيه صريحاً وجريئاً، المشكلة تكمن في أنه أحيانا يتم التعامل مع جرأة الكاتبة تحديداً على أنه خدش للحياء الاجتماعي إذا ما كان الموضوع المتناوَل له علاقة بإحدى المقدسات( الجنس) على سبيل المثال، وهذا ماحدث في روايتي ( لالين) التي منعت من التداول بذريعة أنها تحاكي الأديان وتحتوي على مقاطع جنسية، علما أنني وظفت الجنس في هذا الكتاب لصالح الفكرة ولم يكن ماقمت به إقحاماً بغرض الشهرة.
حين يكون الكاتب جريئاً في طرح المواضيع الإشكالية أو المسكوت عنها ، باعتقادي هذا يحسب له وليس عليه، باختصار أنا ليس لدي أدنى استعداد لخداع القارئ، لايهمني عدد الذين يقرؤون لي بقدر مايهمني أن ما أكتبه يلامس دواخل القارئ وأوجاعه ويدفعه إلى التفكير ، يجب ان تغير كتاباتنا العالم وإلا فإنها لم تؤدي دورها، في نهاية المطاف لولا القارئ لما وجد الكاتب والعكس أيضا صحيح، بينهما علاقة جدلية.
أما ما يخص الخطوط الحمراء، اعتقد أنني تجاوزتها تماما، حتى أنني لم أفكر بها مطلقا منذ البداية، أنا متصالحة مع أفكاري ومبادئي وجسدي، شريطة أن لا أسيء إلى الآخرين، علما أن ذلك لست أنا من أقرره، إذ لكل إنسان معتقداته وأفكاره، وللإساءة عدة ألوان ،باختصار أنا اكتب ما أؤمن به، ومفهوم العار والشرف عندي مختلف.

8- من هم النقاد الذين كتبوا دراسات عن نتاجاتك الادبية ، وكيف كان وقعها وردود الفعل محليا وعالميا وخاصة انك تقيمين في المانيا منذ فترة لابأس بها ؟

– رواية العبور الخامس نالت شهرة كبيرة لدى الشعب الألمان

أجابت بكل وضوح وصراحة قائلة:

ج- نقاد كثيرون تناولوا كتبي، أكنُّ لهم الاحترام والتقدير حتى وإن كان منهم مختلفاً معي، أذكر على سبيل المثال الناقد والمفكر الكردي إبراهيم محمود الذي درس عدة كتب لي وخاصة رواية الزفير الحار لدرجة انه أطلق علي صفة( امرأة المغامرة الكتابية).
لاأخفي أن ردود الأفعال متفاوتة خاصة على المستوى المحلي الذي يخضع إلى نظام المحسوبيات والشللية والتواصلات الخاصة والتي أنأى بنفسي عنها دوماً، أما في ألمانيا فقد كانت ردود الأفعال بمستوى يدعو إلى التفكير العميق بمدى التباين بين الثقافات ، روايتي ( العبور الخامس) نالت شهرة كبيرة لدى الألمان، تناولت فيها قضية الهجرة السورية، شعرت من خلال الاهتمام الذي حظيت به، أن ذلك الكتاب غير في نظرة الشعب الألماني إلى اللاجئين، طبعا هذا الموضوع مهم للغاية في هذه المرحلة لأن معظم الشعب السوري تحول إلى لاجئ، والحكومات الأوربية قلقة بهذا الشأن.

9- ما رايك بمستوى النقد والنقاد المحليين ومتى يتحول النقد الى هجوم او ” أساءة ” للكاتب ؟

_ أعتز بجرأتي في تناول الجنس… وتوظيفه في مكانه الطبيعي

ج- النقد للأسف الشديد محليا غالباً ما يكون ذو حدين، النقد الهدَّام الذي يهدف فقط إلى القتل العمد للعمل وتشويه سمعة الكاتب الإبداعية، والنقد الإيجابي الصريح، ولن أقول البنَّاء لأن معظمه يعتمد على المحسوبيات والعلاقات الشخصية وعلى مكانة هذا الأديب أو ذاك، يمكن القول أننا قلَّما نقرأ نقداً بناءاً لكتاب ما.
يتحول النقد إلى إساءة للكاتب إذا ما كانت الغاية منه النيل من شخص الكاتب أو يكون بتحريض من المنافسين، أتذكر في إحدى حفلات التوقيع لرواية لالين ، طرح احد الحضور سؤالً: لماذا وجيهة عبدالرحمن تتناول الجنس كثيراً في كتاباتها، بعد النقاش معه تبين أنه لم يكن قد قرأ لي مطلقاً وإنَّما سمع من البعض أنني أتناول الجنس كثيراً في كتاباتي ، الذين بدورهم لم يكونوا قد قرؤوا لي، وإنَّما اعتمدوا ذلك الحكم لأنني قلت من خلال الإعلام إن أحد أسباب منع رواية لالين من التداول كانت بسبب الجنس، هذه الصيغة من السؤال في مجتمعاتنا قد تسيء إلى شخص الكاتب وليس إلى كتاباته، علماً أنني أعتز بجرأتي في تناول الجنس في كتاباتي لأنني كما ذكرت سابقاً اعمد إلى توظيفه في مكانه الطبيعي بحيث لايسيء إلى ثقافة المجتمع ولايخدش حياءه على حد قولهم.

 

10- ما الذي أضافه العمل في مجال البحث الاجتماعي ( سجن النساء ) لمسيرة وجيهة الأدبية والانسانية

_ القوة والجرأة في الكتابة ثقة وتحديات

ج- عملي كباحثة اجتماعية في سجن النساء في الحسكة كان مرحلة مفصلية في حياتي ككل، الاجتماعية والأسرية والأدبية،كل سجينة كانت امرأة مختلفة، مع كل واحدة كنت أنا نفسي امرأة مختلفة، لدرجة أنني تقمصت حالتها، عشت معها تفاصيل حياتها والأسباب التي أودت بها إلى السجن، ثمَّة ألم لايمكن الفكاك عنه، لأن تلك النسوة كنَّ كائنات حقيقية لم يسكتن عن الظلم والخيانة والعنف، لم يستسلمن إلى ثقافة الذكورة، كنَّ رافضات للكثير المسكوت عنه، شجاعات لدرجة التضحية بحريتهن مقابل العثور على ذواتهن، كانت تلك التجربة مرعبة في الوقت ذاته، أن يتخيل المرء نفسه معزولا عن العالم، يعيش في غرفة مستطيلة بجدران كتيمة، تفصله عن الحياة الحقيقية في الخارج، كان ذلك رعباً لازلت أعيش معه ويسكنني، في ذات الوقت منحتني تلك التجربة القوة والجرأة في الكتابة بغض النظر عن الثمن والتحديات.

 

11- السوسيال ميديا ( وسائل التواصل الاجتماعي ) نعمة ام نقمة برايك بالنسبة للاديب والمبدع بشكل عام ؟

– التواصل الاجتماعي سلاح عالمي

السوشيال ميديا نعمة حقيقية، من خلالها استطاع الأديب الارتباط بكل اجزاء العالم واستطاع بلمح البصر نشر نتاجه، في ظل ظروف النشر الصعبة والتي تتطلب أموالا طائلة لايستطيع تحمل نفقاتها إلا قلة قليلة من الكتَّاب الأثرياء، ولكنها نقمة أيضا لأنها أصبحت في متناول القاصي والداني وفسح المجال للمغرضين من النيل من أديب ما بدافع الغيرة او الخلافات العائلية أو غيرها، او نشر الترهات التي تسيء إلى مستوى الأدب.
استخدامها بطريقة غير مسؤولة وواعية حولها إلى سلاح عالمي خطير.

12- حدثينا عن مهامك كرئيسة لجمعية “أسو ” لمناهضة العنف ضد المراة وأهم نشاطاتك في هذا المجال؟

– جمعية أسو المناهضة للعنف ضد المرأة

ج- جمعية آسو لمناهضة العنف ضد المرأة تأسست إبان الثورة السورية نظرا لحاجة المرأة إلى حماية من الانتهاكات التي كانت تتعرض لها ولاتزال، انتهاكات طالت كيانها وجسدها.
العمل كان ضمن فريق تم اختياره بعناية فائقة، ولكن كان لابد من منصب رئيس للجمعية من أجل التواصلات الخارجية وطرح المشاريع لابد دوما من وجود ممثل لكل مؤسسة وهذا أمر طبيعي، لهذا تم ترشيحي رئيسة للجمعية لأنني كنت المؤسسة لها وبإتفاق جماعي لأسباب تتعلق أيضاً بالخبرة، بالرغم من ذلك كان العمل جماعياً بامتياز بدون رئيس أو مرؤوس، تبنينا في النظام الداخلي للجمعية الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ومن خلاله قمنا بنشاطاتنا التي تجسدت في تقديم الدعم المعنوي للنساء المتضررات اجتماعياً، شمل العمل أيضا حملات توعية صحية واجتماعية وورشات تدريبية على مفاهيم التغيير والسلم الأهلي وطرق الاعتناء بالنفس في الأزمات، أقمنا ندوات تثقيفية وأنشطة ميدانية، وتوثيق للكثير من حالات الانتهاك التي تعرضت لها النساء في مدينتي الحسكة والقامشلي وبعض مخيمات اللجوء في إقليم كردستان وتركيا( دوميز- كوركوسك- عربد- مخيمات كلِّس في تركيا)

13- الهجرة وتأثيرها على كتابات وشخصية وجيهة عبد الرحمن ؟

– الكتابة سلاحي الوحيد للدفاع عن قضيتي الكردية

قالت بثقة كبيرة وهي تفتخر وتعتز بقضيتها الكردية

 

ج- لاأسميها هجرة، لأن الهجرة أحيانا قد تكون بدافع رغبة شخصية من اجل تغيير الأقدار والمستقبل، بالنسبة لي كان نفياً عن البلد، لأنني لم أشأ مطلقا مغادرة البلد خاصة في تلك الظروف، ولكن بعد أن ضاقت بي السبل لم يكن أمامي سوى خيار المغادرة.
بالتأكيد للأمكنة سطوتها على أنماط العيش، كما لظروف الحياة والمعيشة الجديدة، المكان الجديد يعني بداية انطلاقة جديدة، بالنسبة لي كل شيء كان جديدا، لذا فما كان مني سوى توظيف الواقع الجديد بكل حيثياته في خدمة الكتابة التي اعتبرها سلاحي الوحيد في كل مواجهة، لذا فقد تغير نمط الكتابة لدي، باتجاه توثيق المرحلة بتفاصيلها، تبنيت القضية الكردية في كتاباتي وعبرت عنها بعدة طرق ومن زوايا مختلفة،كتبت رواياتي( لالين- العبور الخامس- كعب عال) وغيرها من النصوص النثرية والشعرية والمقالات والدراسات التي تناولت فيها المرحلة بأشكال مختلفة ومتباينة، كل ذلك مع المحافظة على رباطة جأشي لئلا أفقد بوصلتي، لأمارس حياة طبيعية لم تكن لتختلف عن نمط حياتي السابقة .

14- ما هي اخر نتاجاتك الادبية ومشاريعك المستقبلية ،حبذا لو تحدثينا عنها باختصار ؟
ج- بعد ان أصدرت خلالي سنواتي الخمس في ألمانيا عدة كتب قصصية وروائية
( لالين- العبور الخامس- الإفريز- أسئلة الحواس الخمس) هناك رواية مخطوط بعنوان( كعب عال) ورواة قيد الكتابة لم اختر لها عنواناً بعد، ولأن باب الكتابة لا يمكن إغلاقه فلا أعلم ماذا سيأتي بعد الانتهاء من الرواية الجديدة، لكنني أفكر جديا بالترجمة إلى عدة لغات رغبة مني في استقطاب قرَّاء من ثقافات مختلفة.

١٥- وختام رأيك بدور المرأة الكردية اليوم في الحركة الثقافية والحياتية بشكل عام ؟
ج- اعتقد المراة الكردية لاتختلف عن غيرها من النساء، إذا كانت اليوم قد مُنِحت هامشاً من الحرية واستطاعت توظيفه ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، فإنها في السابق وعبر التاريخ معروفة أنها امرأة جديرة بالحياة نظراً لقوتها، وإن كانت الأمثلة قليلة.
بالمجمل المرأة في أي مكان في العالم لو أتيح لها المجال ، يقيناً مني أنها ستثبت حضوراً لافتاً، والدليل ان المرأة السورية بكافة انتماءاتها في بلاد المهجر أثبتت جدارة منقطعة النظير، مايجدر بنا القول هنا هو أن إيمان الفرد بذاته سواء أكان ذكراً أم انثى يضعه على المسار الصحيح.