بقلم دجوار اغا:أكتب اليكم …وفي قلبي غصة.. وحرقة..وحسرة…

أكتب إليكم بحرقة وغصة في القلب , وبحزن وألم شديدين لأنكم حتى الآن لم تستفيدوا من تجارب آباؤكم وأجدادكم ..
أكتب اليكم بخشية أن تضيعوا هذه الفرصة التاريخية والتي ربما تكون الأخيرة لكم في إثبات وجودكم وتسجيل إسمكم في سجل التاريخ إيجابيا ..
أكتب اليكم متسائلا : ُترى متى ستعون وتدركون حجم وضخامة المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد شعبكم ؟..
أكتب اليكم بغصة الإنسان البسيط الباحث عن حريته المفقودة منذ أن أصبحتم أنتم أصحاب قضيته ! ..
أكتب اليكم بغضب من ينتظرإنطلاق قطار آماله وأمانيه في وطن يحميه ويقيه من كلمة مكتوم أوأجنبي أومواطن من الدرجة الثانية ..
أكتب إليكم والسؤال يلح على العقل : متى ومن أي رصيف سينطلق قطارنا في طريق طويلة لاحدود لبدايتها ولا لنهايتها وكأنها لا نهائية ؟ ..
أكتب إليكم بحسرة كل لاجىء يشعر بالحنين للعودة الى دفىء وأحضان وطن لم يكن يشعر بوجوده يوما ما ..
أكتب إليكم بغضب من فقد القدرة على الإحساس بالبركان المتفجر في أعماق الناس البسطاء الكادحين الذين لم يعودوا يهتموا بما يجري من حولهم ..
أكتب إليكم في هذه الأيام العصيبة التي لم تعد فيها حواراتكم ولقاءاتكم و خلافاتكم وتفاهماتكم تهم جماهيرالشعب الكادح , فهمهم الآن أكبر منكم ..
أكتب إليكم والعالم من حولنا يتطور ويتقدم ويتغير وأنتم كما أنتم منذ سبعين عاما ونيف وما زلتم كما أنتم لم تتغيروا ..
أكتب إليكم متسائلا عن معاني الحرية والديمقراطية لديكم , وكل واحد منكم متمسك بالمنصب – وأكرر بالمنصب وليس بالمسؤولية – وكأنكم تطبقون مقولة ( من العرش الى النعش ) ..
أكتب إليكم والناس قد يأست من ديمقراطيتكم الزائفة قبل ان تتعرف على جوهر وحقيقة الديمقراطية ..
أكتب إليكم بسخط وغضب شديدين على تهكمكم وسخريتكم علينا وكأننا لا نفهم شيئا وأنتم فقط من يفهم كافة الأمور..
أكتب إليكم بغضب شديد وثورة عارمة على أصنامكم و آلهتكم وأوثانكم ومعتقداتكم و نهجكم الأجوف الفارغ والذي يشبهكم ..
أكتب إليكم لأذكركم بأن جدار برلين قد سقط وأن أحجاره أصبحت ُتباع كقطع تذكارية للسياح بينما أنتم تشترون أحجارا مصقولة لتبنوا بها أسوارقصوركم وقلاعكم ..
أكتب إليكم لأعلمكم و أحذركم بأن رياح التغيرقد هبت في كل بقاع الأرض وهي تقتلع الطغاة وترميهم في غياهب التاريخ ..
أكتب إليكم لأحيطكم علما بأن عصرنا هوعصرالشعوب المناضلة والمكافحة من أجل حريتها وكرامتها وهي لم تعد تهتم بالموت كثيرالأنها بمقاومة أبنائها صنعت من الموت حياة ..
أكتب إليكم لأنكم تدعون بأنكم طليعتنا وقدوتنا وتتقدمون الصفوف وتتحدثون بأنكم ستقودون سفينتنا الى برالأمان في هذه البحار والمحيطات المتلاطمة الأمواج ..
أكتب إليكم لإخبركم بأنكم جميعا – وبدون إستثناء – مذنبون ولا يستطع أحدا منكم أيا كان أن يزعم بأنه بريء مما حل بنا , فكلكم مسؤول عن جزء مما أصابنا ..
و أخيرا أكتب لكم و أقول :
سيحاسبكم شعبنا والتاريخ على ذلك عاجلا أم آجلا فصبرنا له حدود , وأكررعلى مسامعكم شعاروحدات حماية الشعب ” نسامح ولا ننسى ” .
دجوار أحمد آغا قامشلو حزيران  27/6  /       0 202 /