منذ عهود والكردي ينادي في إخوة الشعوب, ولكن دون أن يجد لندائه أذان صاغية .
ورغم القيود المفروضة عليه إلا أن ذلك لم يثنيه عن رغبته في العيش المشترك معه في اقتسام الهمّ إلا أن ذلك لم يشفع له, وكذلك لايجد من يصون له حقوقه ويدافع عن أبسط مايرنو ويطمح إليه .
زمن اثبت لنا وبجدارة معادلة انتصار الاقوى وطغيان المال والمصالح والسلاح وانهيار نظرية اخوة الشعوب وتطويع جميع أدوات الرفض وسلوكيات اللا تقبل لشريك الوطن لأجل ذلك .
فربما كانت كل التعريفات تتطلب تعريفا جديدا يعتمد العقل والمنطق متناسين العواطف وشهامة الشرقي الضائع في متاهات التخلف والتعصب ودهاليز السياسة والدين .
ففي زمن طغت فيه المصالح على روح الأنسان مازال ينادي الكردي بأخوة الشعوب ويتلظى بنار الخيانة المتكررة وطعنات الصديق قبل الغريب ليجد نفسه داخل حلقة مفرغة من قوتها يحصي خسائره ويلملم ما تبقى له ليتابع الحلم المنشود بمعزل عنهم وبات عليه سرد رواية الكيان المستقل والأخوة المنشودة في ارض ينتمي هو اليها منذ الاف السنين وله الحق في كل ذرة من ترابه وذاكرته .
رغم كل محاولات الأخفاق والطعنات التي ألمت به مازال الكردي يعاود الكرة تلو الأخرى في تلك الدعوة المبحوحة لتكون البداية لصفحة جديدة وبخطوات خجولة ليشير بها نحو مشروع الأخوة المنشود وثقل القضية التي تشعره بأثقال من حديد وهو يحاول العبور إلى الجهة المقابلة من المستحيل .
ربما كان ذلك اشبه بالبحث عن الأمنيات في صفحات كتاب قديم فيعاود الإستمرار بخطوات قد توهمه بمؤازرة الأخ المنشود ولكن عبث ، فهم يحملون مخاوفهم وتعصبهم التي أورثتها لهم الأنظمة الأستبدادية فينسحقون تحت وطأتها .
وانت ايها الكردي مازلت تصارع الريح حاملاً نقاء النداء ، تعاود المسير من جديد صوب خيبة الرجاء فتصدمك جدران الرفض والتهميش .
فحتما الطبيعة البشرية اقسى بكثير من الطبيعة الكونية ذاتها !!
والبقاء يتطلب الكثير ليتحقق ذلك التوازن المنشود مابين العقل والمنطق والحقوق والواجبات ،فهنا لا مكان لليأس والحنين وقد اثبتت لنا نظرية الحياة أن البقاء هو للأقوى دائما ولا مكان أبدا للمهزومين والحالمين في صراع الوجود هذا . سويسرا دلشا أدم