تاء التأنيث ..المرأة هل ستظل ساكنة للأبد …؟

ان جمال / سوريا

لماذا تكون تاء التأنيث ساكنة غير متحركة ؟ ثم لماذا ليس لها محل من الإعراب ؟ ألا يجوز تحريكها ؟ ألا يجوز أن يكون لها محل من الإعراب ؟ هذه التاء التي ليس لها حول ولا قوة لا لشيء فقط لكونها اقترنت بالتأنيث ..

الأنثى التي خلقت لأجل الذكر لكي لايمل من الحياة وحيداً ثم ما الجرم الذي ارتكبته هذه الأنثى لكي يكون شغلها الشاغل إسعاد الرجل وتحقيق رغباته ؟ بل قل ما الذي قدمه الرجل للخالق عز وجل لكي يمنحه هذه الهبة (المرأة ) يتصرف بها كما يحلو ويشاء ؟ أم هو قدر مكتوب من قبل الله يوجب السير وفقه أم إنه قدر مفروض ومسير من قبل الرجل (المذكر ).؟

كان الاعتقاد السائد حتى لفترات قريبة إن المرأة كانت منذ القدم وستظل أسيرة الرجل عليها طاعته و إرضائه و إلا سوف تلحقها اللعنة الإلهية , ولكن التاريخ وعلم الآثار أفرزا ما لم يكن بالحسبان حيث قلبا الموازين رأساً على عقب ,إذ تم الكشف عبر الرسوم المنقوشة والتماثيل المنحوتة بأن المرأة كانت في الأزمنه الغابرة هي السيد على الرجل بيدها كل شيء ولأننا لسنا هنا لعرض أسماء الآلهة فقط أكتفي بالقول أن الآلهة القديمة جداً كان أكثرها إناثاً أي نساءاً ثم بدأ دورهن بالانحسار شيئاً فشيئاً إلى أن وصل للعدم (نقطة الصفر ) حيث لانجد لها أي ذكر أو دور في قائمة الآلهة أو عفواً قل الأنبياء الكثر في الكتب المقدسة للديانات السماوية والتي انتشرت في كل العالم تقريباً .

هذا السؤال الذي يفرض نفسه ..كيف حصل هذا الأمر وهل كان تنازل المرأة عن حقها طوعياً ؟ أم حدثت ثورة رجالية ذكورية ضد تسلط المرأة الأنثى ؟

قد يكون الرأي الأول هو الأصح والأكثر تقبلاً لأنه من الممكن أن تكون عواطف المرأة الجياشة وكرمها المطلق إزاء الرجل قد جعلها ترفض استمرارية استعباد الرجل بوصفه شريكاً لها في الحياة وهذا ما أدى بها إلى أن تتنازل للرجل عن كل شيء وتخسر ممتلكاتها شيئاً فشيئاً بمرور آلاف السنين إلى أن أصبحت خاوية اليدين لا تملك من دنياهاشيئا بالمرة مما اضطرها أخيرا الى الاعتراف بسلطة الرجل عليها لتعيش مقيدة عليها طاعة السيد مادامت على قيد الحياة السيد الرجل الذي استغل طيبة المرأة الأم الأخت أو الزوجة أو الإبنة والفرصة الذهبية المقدمة على طبق من ذهب ليعتلي على العرش ليتحول من خادم إلى سيد للمرأة التي ظلمت ظلمت تاريخياً واجتماعيا ودينيا المرأة التاريخية التي استولى الرجل على ممتلكاتها غدرا بعد أن اطمأنت لسلوكه المرأة التي أخفت أسرارها تاريخياً لكونها كانت مرة من المرات سيدة الرجل الذكر المرأة الاجتماعية التي فقدت مكانتها ,المرأة التي كانت تختار أزواجاً لها ذوي العد أي على طريقة تعدد الأزواج المرأة التي كانت تمثل الهرم تأمر وتنهي المرأة الدينية التي شوهت صورتها وسمعتها ألبست تهمة إغراء الرجل على التمرد وعصيان أمر الله بأكله من شجرة (نبتة ) الحياة التي وصفت بأنها صورة من صور إبليس بل حتى سماع صوتها اعتبر عورة ,المرأة التي وصفت بأنها ناقصة العقل والدين , المرأة التي تحرم الكشف عن وجهها .

الأديان التي أعطت الصلاحية للرجل بأن يتزوج عليها دون أن تتزوج عليه .

ماتناولناه يخص المرأة في الشرق دون الغرب لأن الغرب منح المرأة بعضاً من حقها وكلنا نعرف إن هذا لم يتحقق بين ليلة وضحاها فمن المعلوم أنها ناضلت وضحت حتى حققت ما حققته ,أما في الشرق الذي نعيش فيه وباختصار شديد نقول : المرأة فيه لاقيمة لها بل ليس لها أي شيء يذكر في هذا العالم وهنا يجب أن نشير إلى أن هناك القليل من النساء اللواتي قد حصلن على حقوقهن مع وجود أخريات يحاولن نيل استحقاقاتهن بالقوة لكي نكون منصفين . إن المطالبات الكثيرة التي تدعو لإنصاف المرأة في الشرق بدعوى أنها نصف المجتمع غير كافية و إنها تلحق الضرر بالمرأة كثيراً فقط هي تطالب بالنصف دون طلب تعويضها عما لحق بها من الضرر عبر آلاف السنين أي أن عليها المطالبة بأكثر من النصف .

ثم يجب أن لاننسى بأن عدد الإناث في الشرق يفوق عدد الذكور لذا فاستحقاقها يجب أن يكون أكثر بكثير وعن السبب وما إلى ذلك نطرح هنا تساؤلاً : كلنا نعرف أن الشجرة التي تقطف منها ثماراً فإن هذه الثمار تنسب إلى تلك الشجرة التي قطفت منها وللتوضيح أكثر نقول : إن ثمرة شجرة معينة لاتنسب إلى شجرة ثانية والتي جاءت منها حبة الطلع التي ساعدت على تلقيح زهرة الثمرة من الشجرة الأولى عن طريق حبيبات الطلع كما ذكرنا لذا فالسؤال المطروح : ماهي أوجه الاختلاف بين العمليتين في التكاثر ( الإنسان والشجرة ) اليستا متشابهتين ؟ إذن لماذا النسب هنا يكون للشجرة صاحبة الزهرة التي أثمرت وحملت أو تحملت عبء التكاثر ؟ بينما في بني آدم ينسب الوليد إلى الذكر دون الأنثى ؟ لماذا هذا التعدي على حقوقها ؟ أليست هي التي تحمل الوليد بين أحشائها ؟ أليست هي التي تعاني وتتألم ؟ اليست هي من تنجب ؟ بينما الرجل فقط له من العملية التمتع الوحشي . لماذا لا يكون النسب للأم بدلاً من الرجل ؟ أو ليقتسما ذلك الناتج من الأطفال ( الإناث للأم و الذكور للأب ) أو لتفادي هذا الإشكال فليكن النسب لكليهما أو فليلغى تماماً أننا كلنا بني آدم أو عفواً بني حواء .

قد نكون تمادينا بعض الشيء بنظر البعض ولكن هذه هي الحقيقة , الحقيقة التي يجب أن تنعرف عليها وأن لاتنغاضى عنها الطرف , أو ليس صحيحاً كل ماطرحناها ؟ هذا إذا مانظرنا إلى القضية نظرة محايدة دون انحيار أو تعصب أو ليس صحيحاً أن كل الأديان في الشرق دون استثناء ظلمت المرأة ؟ أليس صحيحاً أن المرأة أو الفتاة التي تمسك وهي تزني أو فقط يشك فيها ترجم بالحجارة شرعاً أما الرجل فيحق له الزنى ما طاب وشاء من الحريم والجواري دون أن يحاسبه أحد . أو ليس صحيحاً أن الطفلة ومنذ الولادة تعتبر نذير شؤم ؟ أما الطفل فيسقبل بالهلاهل والزغاريد . أليس صحيحاً أن الفتاة في طفولتها ومنذ الأيام الأولى من الولادة يجب عليها ألا تتعرى أما الطفل الفتى يجوز له ذلك ألى أن يكبر ..

ولكن السؤال الأكبر و الأهم هو ..إلى متى ستظل ساكنة تاء التأنيث ؟؟؟

مشاركة

مشاركة

تعليقات