كثيرة هي المرات التي نتحدث فيها عن أشياء ونحن نجهل حقيقتها .
نتحدث عن الصدمات عن الصراعات عن الألم عن الحب عن الموت عن السياسة ونحن نجهل أبسط تفاصيلها !
بعبارة أبسط نتحدث عن أشياء لم نحسها بواقعها وكما هو وقعها علينا .
وهذا هو حال الساسة اليوم .
فكيف لأمة أن ترسخ اساساتها على أرض هشة تترنح تحت أقدامها وهنا نحتاج إلى معجزة للتخفيف من بؤسنا البشري والروحي بعيداً عن المجهول الذي يتحين توجهنا إليه والارتباك الذي سيطفح به القلب وما سيعانيه من الألم وبسلطة تخبئ في أعماقها سوط يسلط على رقاب البشر والضعفاء .
بأشخاص يخرجون من موت إلى موت أقس ودونما مشيعين .
ففي أزمة الاقتصاد والفكر والروح والتهجير التي نواجهها كأمة اليوم والتي تضعنا أمام حقيقتنا اكثر من ذي قبل .
هل من سياسي أمسك بيد طفل وتحسس عالمه البريء وأحلامه وقرأ الخوف والحزن المرسوم في خطوط كفه أو الحزن واليأس الذي يتساقط من بين أصابع ارملة وام شهيد أو تجاهله لشهقات المعتقلين وهم في بحث عن مكان ليسندو أرواحهم المعذبة إلى أن أصبح خيالهم عاقر تحت وطأة سوط الجلادين .
فحقيقة لا يمكن تجميل المجازر ولا وجوه الضحايا لانها ستبقى معلقة بذاكرتك وتعيش معك اللحظة كهياكل تبحث عن عزلتها في العراء ومن ثم ليطرح السؤال الأكثر صخباً .. ؟
هل تحسس ساستنا مثل هكذا مشاعر قبل ان يبدأوا عراكهم السياسي ويطلقوا الشعارات ؟
هل يمتلكون من الحقيقة مايؤهلهم لمثل هكذا مسؤولية تاريخية ؟
أم هو الموت الأسود الذي يسير بقدمين من الفولاذ ليحصد الأرواح والثروات وحرب تطغي على كل الأمنيات ،تلك الأمنيات التي تخبو للجنوح بيد دهاقنة السياسة او ربما تجار الأمال .
فقد مر ردح من الزمن على سياسة التخوين وتوجيه التهم والمؤامرات إلى أن بات من المستحيل أحتواء نهر الحياة دون تقديم الكثير من التنازلات ،فهذه أمة في أزمة وليس هناك ما يشير للمخاض .
دلشا آدم