لا أعلم لماذا نوبات الوطنية والحزن وردات الفعل المفاجأة والمصطنعة بعد نشر صور المعتقلات( العاريات) في سجون عفرين !! هل باعتقادكم ان المحتل قابع في عفرين للترفيه عن ابناء المنطقة وحماية مصالحه والحفاظ على عرضه وثرواته ؟! ماذا بالله عليكم ؟! أنها ممارسات طبيعية لطاغي ومستعمر له تاريخه الطويل والمليئ بمثل هكذا ممارسات وحشية لاأنسانية بأمثلة من حاضره وماضيه الدموي الإجرامي . ولكن الامر المثير للدهشة هو مانحن عليه من حالة تشتت وضياع وعفرين تدخل عامها الثالث من العذابات وباقي اجزاء روج افا تنازع الموت والأضطهاد في وضح النهار . هل بأعتقادك ايها العفريني المثقف وأنت ايها الكردي الوطني بان كتابة كلمتين تحت صور المعتقلات على صفحات الفيس بوك او عرض فيديو لسيدة تبكي ابنتها المخطوفة او شيخ ينعي ابنه الشهيد او التحليل والتعليق عبر النوافذ الفيسبوكية والبرامج المكررة لذات الأشخاص والمواضيع وتكرار العبارات والشعارات الروتينية سيخفف من عبئ المسؤولية التي تتهرب منها . اليس من المعيب لنا وبعد كل هذه الأعوام من التهجير والاحتلال أن نفتقر لمؤسسات وهيئات تمثل هذا الشعب المنكوب في دول الأغتراب والوطن بالشكل اللائق والصحيح ،هل المحاولات الفردية هي الحل الأمثل في مثل هكذا مرحلة ايها المثقف الأناني ،أيها الكردي التائه في ظلمات الجهل والتبعية ؟! وأن تلقب -ي ..نفسك بأمير- ة الكلمة وسفير-ة الانسانية ورئيس- ة الاتحاد والحقوقي- ة وما الى ذلك من مسميات والتي لست أنت بكفئ لها !! فتكتفي بكتابة بعض العبارات ومن ثم تتوه في بحور الشعر والموسيقى والعشق ورسم اللوحات ورفع الأعلام في الساحات والتفاخر بالعلاقات وتكديس الثروات . فبنظرة سريعة للمعطيات والشخصيات نواجه حقيقة الفكر العقيم في تكويننا المجتمعي والثقافي وعدم قدرتنا على فهم معنى الألقاب والمسؤوليات ،فبأمكاننا أن ننصب شاب -ة ..في العشرين كمدير لمجلة مطبوعة او نجري لقاء مع فتاة لم تبلغ سن الرشد بعد ..لنناقشها حول مواضيع مصيرية كالطلاق والبطالة والأسرة دون أعطاء كل ذي حق حقه ومكانته الصحيحة فيا لها من مصادفات تدعو للخجل في عصر العولمة والانفتاح الفكري والحضاري . فإلى متى ستبقى هذه النماذج من الفكر المدمر تكرر ذاتها المريضة وتلك الذاكرة من الصور العالقة في الاذهان من تجنيد الجهلاء للدفاع عن فكر سياسي وعقائد وهياكل جوفاء لتغيب القضية في سباتها العميق في رقعة مظلمة من التاريخ وتبقى الأمة في حلقة دوران حول ذاتها وفكرها المهجن تنعي شبابها ببزوغ كل فجر ومساء . فكيف للملايين من اكراد روج افا أن يفتقرو لمنبر اعلامي يمثلهم وبجدارة ،لنعايش اليوم مهزلة الإعلام الكردي بكل تفاصيله ! هذه النافذة الحضارية التي تمثل فكر الشعوب بكل رقي وتحضر . والسبب في ذلك ليس عجزنا المادي او عدم تواجد الكادر من ذوي الخبرات والمؤهلات ، بل لاننا نفتقر للإبداع والأطلاع على الحضارات والثقافات فلا نتقن غير النسخ واللصق لعاهات الماضي وفكره.. ففرط من الأنانية العمياء . هنا الجميع يتوج نفسه إعلامي دون تخصص او استثناء والكل ناقد وعالم ومفكر ،ملم بجميع المواضيع والحياتية والكونية والثقافات ودون منازع !! إلى ان خسرنا كل مانملك من حقوق وكرامات وأصبحنا نهرول خلف سرب الغربان ونتوج الجبناء . فحقيقة خلاصنا لا تكمن في تلك الشكليات والشعارات وتقديم النصائح والمواعظ عبر النوافذ والمنصات ،بل في العمل الجماعي الممنهج المبني على اسس صحيحة تتوافق ومعطيات العصر وفكره وأختيار الشخص لإمكانياته لا لإنتماءته وعوامل أخرى كالجنس والأنجذاب والترويج الخاطئ .والأهم من كل هذا وذاك بناء المؤسسات لدعم الفكر ،الثقافة ،الإعلام والقضية بالشكل الصحيح وهذا لا يمكن تحقيقه إلا في ظل وحدة اصحاب رأس المال الكرد ومثقفيه ودعمهم لمثل هكذا مشروع لخدمة القضية والأمة . فالنحيب والعواطف وأخطاء الماضي لامكان لهم في حاضر الكردي ولا متسع من الوقت للعثرات . يكفينا غفوة وأنانية وخداع ..فمرآة الحقيقة كشفت كل ما لدينا من آفات!!
سويسرا